رواية عقاپ إبن البادية الفصل الثالث والخمسون الثاني والرابع بقلم ريناد يوسف
انت في الصفحة 1 من 7 صفحات
٥٣٥٤
عقاپ ٥٣
غادرت العنود الخيمة باحثة عن رسالتها التي تطوف بين الخيام وهي التي كانت تبحث عنها في المدينة في وسط الزحام وتظن أنها ستجدها هناك حيث الضجيج وتحجر المشاعر وتغير العادات والتقاليد وممارسة البشر لألاعيب البقاء أما هنا أرض الفطرة والنقاء فوجود حالة كحالة رجوه لم تتخيله ابدا!
وجدتها جالسة بجوار الموقد تعد الأعشاب لأختها إقتربت منها فوجدتها سابحة في تأمل ألسنة اللهب وهي تتمايل أمامها يمينا ويسارا ومن الواضح من ملامحها انها ليست على إستعداد لأي حديث الآنولكن العنود وضعت كفها علي كتف رجوه بهدوء متجاهلة حالتها وردة فعلها ولم تراها في هذه اللحظة إلا فرصتها الذهبية ولن تضيعها بأي ثمن.
إيش تريدين مني إيش جابك هين ردي ردي لهلك ولخيمتك.
رجوه اسمعيني زين انا ماني عدوتك ولا بيني وبينك شين انا صديقة وجيتلك مدالك يدي اعطيني فرصة وصدقيني ماراح ټندمي.
ايد ايش ورجل ايش اللي تمدينها علي ديري بالك تفكري ترفسي متل اختك والله احط راسك تحت القوري وأولع فيك ومايطفونك إلا بالرمال.
يابنت الحلال هدي حالك شوي انا اريد احكي معك كلمتين وإذا ماعجبوك سوي اللي تريديه انا صديقة يارجوه مو عدوة.. انا اريد اخدمك وبالمقابل اريد منك معروف.
معروف ايش ومطشوش ايش.. اي اي الحين فهمت عليك..اعرف رجوه مايقربلها إلا العدو رجوه مابحياتها غير الكارهين وإذا كنت راسمه على شي ملكي احذرك من الحين إلا هو يابت قياتي إلا اللي شفت الويل لجل اطوله ويبقى لي.
اسمو عقاپ.
مو مهم الاسماء المهم الحين اني ماأفكر باللي ببالك ولا خطړ لي انا يارجوه عشره طالبين رهني وعقابك مو منهم واليفصلني عن الارتباط إني اوازي بينهم واشوف الأنسب وبس اقول تم تصير خطبتي غير هيك اوهام بعقلك.. انا جيت اريد أسمع منك وتفتحيلي قلبك ونصير خيه واختها ولا ماتريديني اخت لك
غادرت رجوه ووقفت العنود تتأملها بعيون تلمع عنيدة هي وثائرة وصعبة المراث وهذا بالضبط ماتريده فالأشياء السهلة لا تستهويها أبدا وكم تعشق التحديات.
جلست رجوه قليلا بجوار معزوزه إلى أن انهت شرابها ثم اخذت الكوب الفارغ وخرجت به من الخيمة واخذت تطوف حول الخيام بغير هدى.. كتائهة لا تعلم وجهتها ولا يعرف قلبها لأي بيت ينتمي.
تبسمت حالمة وإذ بها تعود من عالم الأحلام علي صوت بغيض يقول
اقول ليش الحلو جالس لحاله مساك الله بالخير