الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية الحصان والبيدق الجزء الثاني من بك احيا الفصل الاول بقلم ناهد خالد

انت في الصفحة 1 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

الفصل الأول _ الحصان والبيدق_ بك أحيا ج٢
رأسا على عقب
بين ليلة وضحاها يمكن أن تنقلب حياتك رأسا على عقب فكن مستعدا! 
انتهت لعبة التخفي والآن دقت الطبول معلنة بدء الحړب حرب غير عادلة فالطرفان لا يتساويان لا قوة ولا ذكاء ولا مكرا ولكن الحړب لا تهتم بتكافؤ الطرفين هي فقط تبدأ.. لتجلب خلفها الخړاب غير آبهة بالضحايا

سقطت.. تهاوت جالسة أرضا وبيدها ذلك المظروف الذي قلب حياتها رأسا على عقب لمدة لم تعلمها ربما ربع ساعة أو نصف أو ثلاثة أرباع.. او ساعة كاملة! 
لم تشعر بالوقت فمن يشعر به هو من ينتظر حدوث شيء أو ينتظر شخصا أو لا يفعل أي شيء فيجلس فقط بملل يراقب عقارب الساعة وهي ليست أيا من هؤلاء بل بالعكس بها الكثير مما يشغلها عن الالتفات للوقت رأسها يدور كدوران الطاحونة لا تعرف بما تفكر تحديدا من كثرة تخاطر الأفكار على عقلها من زحمة ما تفكر به تاهت ونست الموضوع الرئيسي اغمضت عيناها بتعب وهي تشعر بصداع شديد يكاد يفتك برأسها انحنت واسندت رأسها على الأرض تدور الغرفة بها كدوران الكوكب حول محوره ابتسامة ساخرة لحد الألم زينت ثغرها وهي تردد بخفوت
_مراد... مراد..
_ خديجة فينك يا بنتي
هتفت بها فريال التي دلفت الغرفة للتو لتتوقف مصډومة وهي تبصر خديجة الملقاة أرضا بهذا الوضع اقتربت منها بسرعة مستفيقة من صډمتها وقد ظنت انها قد اغشى عليها لكنها وجدت عيناها مفتحتان فاطمئنت قليلا وهي تهزها برفق مردفة
_ فزعتيني يا خديجة الله يسامحك أنت نايمة اكده ليه جومي الأرض ساجعة عليك.
لم تتلقى رد من تلك المتسطحة أرضا وعيناها لم تتحرك من مكانها ليبدأ القلق بالتسلل لقلبها من حالتها الغريبة فهتفت متسائلة بقلق وهي تهزها
_ وه فيك ايه يابت خالي أنت زينة ولا مالك خديجة ردي!
رفعت صوتها في كلمتها الأخيرة لتستفيق خديجة أخيرا من شرودها الجبري وتحركت مقلتيها بحركة عشوائية وكأنها تستوعب شيء ما! استقامت جالسة وهي تنظر لفريال بصمت لثواني تحت نظرات الأخرى المترقبة والجاهلة لم يحدث ثواني فقط ووجدت خديجة تصاب بحالة هستيرية غير طبيعية بدأتها تهمهم بكلمات غير مفهومة ثم أخذت دموعها تتهاوى وبعدها صارت تقطع الظرف الذي بيدها بغل واضح وكأنها تخرج ڠضبها به حالة لم تراها فريال بها من قبل فاضطربت وتملكها الخۏف والقلق وهي تحاول تهدئتها حتى نجحت بعد فترة ليست بقليلة وكانت فرصتها حين شعرت بهدوء خديجة لتسألها فورا بتأثر
_ مالك بس ايه الي جرالك مانتي كنت زينة والفرحة ممساعيكيش ايه الي جلب حالك اكده يا خديجة جوليلي يا حبيبتي ريحي بالي.
نظرت لها خديجة بمقلتيها التي تلونا بلون احمر قاني ووجهها الذي شحب فجأة وكأنه لم يكن كالبدر منذ ساعة فقط! وخرجت نبرتها مبحوحة وهي تقول بكسرة واضحة
_ فرحتي اتكسرت يا فريال سعادتي اتحولت لچحيم مش مصدقة إني عيشاه.
بلغ القلق اقصاه لدى فريال التي قالت بملامح تملأها الحيرة والقلق
_ يا ستار يارب ليه ايه الي جرا اتحدتي طوالي وجعتي جلبي!
بابتسامة ساخرة من حالها ومن قدرها وبلامبالاة سيطرت على نبرتها
_ عارفه زين... جوزي.. طلع مش زين طلع مراد فكراه يا فريال فاكره مراد الي حكيتلك عنه زمان اول ما بقينا صحاب وقولتلك انه كان اقرب واحد ليا وانا صغيرة وكان ابن الناس الي ابويا كان شغال عندهم.
اختفى القلق وذهبت الحيرة وأصبحت ملامحها فقط مذهولة لا تصدق ما تسمعه وعبرت عن هذا حين قالت بعدم استيعاب

انت في الصفحة 1 من 6 صفحات