الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية عقاپ إبن البادية الفصل الثاني والأربعون والثالث والاربعون بقلم ريناد يوسف

انت في الصفحة 4 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

اللي حلقت بسما الروح وعششت على اغصاني.
صمت آدم وهو ينظر لها ثم نهض دون أن يرد عليها فسألته في لهفة
لوين رايح 
رايح اعطي صحن الوكل لتيس جوعان شفته بالطريق وانا جايك.
بس ماتغيب على يانبض هالقلب. 
لا ماراح اغيب انا رديت القبيلة لجلك والحين قومي تحممي وبدلي ملابسك واقلعي عنك ثوب المړض والضعف
انت رجوه القوية اللي من يومها ماحد يقدر عليها ورقدتها عار على اللي تربت عليه وشب عودها.
غادر الخيمة ونظر لسالم الذي كان يستمع لكل حرف ونكس عينيه للأرض حتى لا يلتقيا بعيني آدم فمد آدم له الوعاء وقال له بكلمات لازعة وكل كلمة تشبه ضړبة سوط على قلبه
هاك ياسالم خد كل بواقي رجوه اعرفك صرت ماتاكل ولا تنتظر إلا البواقي صرت ترضى بالفضلات وتاكل اللي يعوفه غيرك وتقف على أبواب الخيام تنتظر الشفقة وانا اللي عرفتك عزيز النفس بس ماادري ايش غيرك
سمعت بودنك ياسالم وحسيت حسيت بالقهر وإنت تريد ټموت روحك على وحده مايهمها موتك من حياتك..ولك اصحى ورد لهيبتك وقيمتك ياسالم كافى نزلت من كل لعيون وبساط الرجولة إنسحب من تحت رجولك واللي سحبته عيلة ربيتها بيدك وكنت تلاعبها وبس كبرت لعبت هي لعب بيك.
دفس آدم الوعاء بيد سالم بالقوة وغادر وقد أعطاه درسا أقسم بينه وبين نفسه إن تجاهله هذه المرة فسينهي حياته بيديه ويطلق عليه الڼار في منتصف قلبه وينتهي الأمر.
ذهب إلى خيمة الشيخة عوالي وقد كانت بإنتظاره دخل الخيمه وجلس بجوارها فتبسمت له وقالت
الشيخ منصور قال ماراح يحلها إلا عقاپي. 
أنت اللي خبرتيه ياعمتي 
اي انا لزوم يعرف كل شي يصير بالقبيلة فيه واااجد أمور ماتنحل إلا على يده ياوليدي 
وقصير مهما بلغت معرفته جاهل ببعض الأمور ولسه أمامه سنين طواال حتى يعرف يدير القبيلة بحكمة متل الشيخ منصور.
بس ياشيخة هو مريض وعمي قياتي قال الطبيب مشدد إن ماحد يزعله إو يزعجه. 
لا ماتخاف منصور ماينزعج من هيك أمور هاد لعب وليدات صغار ما يأثر. 
بس اقول.. كيف أقنعت الفانص تاكل 
تذكر آدم مهاتفة الشيخ منصور له في الطريق...
هلا ياشيخي يامية هلا وغلا كيفك وكيف صحتك انشالله مليح 
اتركني واترك صحتي ولزوم تروح عالقبيلة وتتدخل الحين سالم فلت زمام عقله وصار مضحكة بين القبيلة وعن قريب راح تصير قبيلتنا بسببه مضحكة كل القبايل وحديث مجالس الشيوخ وسهرات السمر..
الحين تروح ياعقاب وتنهي كل المهازل اللي تحصل بقبيلتي. 
اي ياشيخ بس إنت ماتعرف رجوه إيش تريد وسالم ماشي وراها متل التيس. 
ادري تريدك.. عشقتك الفانص وباعت الغالي رخيص لجلك واعرف إن زواجك منها أمر مستحيل. 
بس ياعقاب فى الحروب دوم نلتجئ للحيلة والمكر وانت بحرب إذا خسړت فيها راح تكون خسارتك واااجد كبيرة راح تخسر رفيق عمرك وأنيس مشوارك وماتضمن الأيام تعوضك خسارتك ليه ولا يجود عليك زمانك برفيج متله
وإذا ربحت الحړب راح تربح سند وضهر وساعد يشيلك ويشيل معك وقبل ماتطلبه يلبي.
اعرفك تحب سالم وادري المحبة تولد التفكير فكر وخطط ونفذ واريد أشوف مكر ثعالب الصحاري فيك.. واعرفك قد الثقة يارباية يدي.
إنتبه آدم للشيخة عوالي التي اعادت عليه سؤالها مجددا فقص لها ماحدث بينه وبين منصور وما فعله مع رجوه فتبسمت عوالي وهي تنظر إليه وهمست
صدق منصور وقت قال مايجيبها إلا عقاپي.
اما سالم فبمجرد أن غادر أدم نظر للوعاء في يديه وتذكر كلمات رجوه لآدم ورفع الوعاء وضربه على الأرض پغضب ونظر لمزيونه وأردف
تعي اسنديني ووديني خيمتنا وجيبلي وكل وكل جديد ماحد كل منه قبلي خلص من اليوم ماراح ياكل سالم بواقي حدولا راح يتسول طعام.
تنفست مزيونه الصعداء وأخيرا سيعود إليها حبيبها ولعل ماسمعه هذه المرة هو آخر مسمار يدق في نعش محبته لرجوة وتنتهى هذه المعاناة للأبد.
غادر آدم خيمة عوالي بعد الكثير من الكلام وذهب لعمه قصير وجلس معه ورأى فرحة قصير بقدومة حيث ان الشحنه ستصل للممر بعد غد وبما أنه هنا سيتسلمها معه ويعتقه من هذا الهم الكبير.
مر الوقت وخيم الليل وكانت رجوه قد إستعادت القليل من صحتها أكلت وشربت تحممت ومشطت شعرها ووضعت الكحل في عينيها وجلست في خيمتها تنتظر أن ينتصف الليل فتخرج من خيمتها وتبحث عنه فهى حلمت حلما جميلا وتريد إكماله ومعرفة نهايته.
وبينما هي جالسة دخلت عليها خوله دون إستئذان ووقفت أمامها وضحكت بفرحة ثم وضعت يدها على فمها ولما أبعدتها قالت
سبحان اللي يحيي المۏتي والله يارجوه لو شفتي حالك من يومين وانتي فاتحه خشمك وريحة عفنه معبيه الخيمة تظني إنك مۏتي وبطنك عفنت من الداخل.
نظرت لها رجوه ولم تنطق فجلست خوله بجوارها وأكملت وهي تتأمل ثيابها
رجوه اقول أنت ليش ماتحبيني 
ظلت رجوه محافظة على صمتها وتركتها تثرثر فهي لا تقوى الآن علي اية مقاومة من إي نوع حتى بلسانها.
ولاحظت نظر خوله لملابسها فقامت بوهن وذهبت لصندوقها واخرجت منه ملابس مثل التي ترتديها واعطتهم لخوله. 
إحتضنت خوله الملابس بفرحة ونهضت فورا وغادرت الخيمة وهي تقول
تعيشي وتعطي يارجوه واعيش وآخذ غدوه اجيلك آخد باقي الاشياء النعال والبرقع وهي المكحلة الحلوة اللي خلت عيونك صارن واااجد حلوات. 
أغمضت رجوه عينيها وتركتها تعبر عن فرحتها وتغادر فهي قررت ان تتخلى عن بعض ماتحب لتكسب القليل من الهدوء.
بعد أن انهى آدم حديثه مع قصير ذهب لخيمة سالم فقد شعر بأنه قسى عليه كثيرا إستأذن بالدخول وجلس بجواره ولاذ الاثنين بالصمت ففهمت مزيونه أنهم حتى إن تعاتبوا فلن يكون أمامها فتحججت بصنع القهوة وغادرت الخيمة لتترك لهما المجال.
نظر آدم لسالم وقال
هاااا
ايش تريد 
اريد اعرف موقفك الحين. 
مافي مواقف ولا شي. 
زين اريد اعرف قرارك. 
بخصوص 
سالم لا تمثل دور المجذوب الحين. 
خلص ياعقاب مافي شي من كل الخرابيط اللي كانت بعقلي وقلبي.. رجوه من الحين انا طلعتها من قلبي وتشهد علي الأيام الجايات ماتربطني بها أي صلة.. كافي. 
ومرتك 
تنهد ثم قال
مرتي مرتي هي العوض اللي ربي عوضني بيه سلفا وانا بقلة عقلى كنت اغرز كل شوي بقلبها خنجر مسمۏمومن الحين انحاول أنعوضها عن كل اللي سويته بيها. 
وعد رجال 
وعد رجال ياعقاب. 
يعني رجوه ماعادلك دخل بيها ياسالم 
ولا أي دخل ياخوي. 
وايش ماسويت انا أو اي حد غيري ماراح تتدخل ولا تزعل 
لا مااتدخل ولا أزعل..بس قولي ايش تريد تسوي 
اريد انهي عليها. 
ايش
هاااا إيش من شوي حكيت ياسالم 
بس اريد افهم. 
لا ماتفهم انا راح انهي على رجوه واتزوجها وانت وعدتني انك رميتها من قلبك وإنها ماعادت تهمك خلص قررت احققلك رجاء سابق واتزوجها بس لجل تشوف ثقتي فيك واني اعرفك ماتتعدى على حريم خوك ولا تنطر لهل بيتي بعين خبث ياسالم.
يتتتبع
عقاپ ٤٤
نظر سالم لآدم ولم ينطق فسأله آدم
ليش ماقولت شي
ايش اقول يعني ياعقاب إذا تريد تنهي عليها هاد قرارك انا ما عاد لي رأي بهالأمر.
اي بس فيه شرط.. رجوه راح تصير شي خاص بي وانا الشي الخاص

انت في الصفحة 4 من 6 صفحات