رواية بك احيا اخر طوق للنجاة الثلاثون والاخير بقلم ناهد خالد
النجدة من باهر الذي تنحنح وهو يقول بعدما صرف المأذون و طارق الذي حضر كشاهدا ورجل آخر من طرف مراد
_ مش كفاية كده ولا ايه
فتح مراد عيناه على جملة الأحمق السخيف ليتوعد له وهو يستقيم ولم يفلتها بل احاط كتفيها بذراعه بكل راحه وهو يقول
_ مراتي حد له عندي حاجه
ابتسم باهر بغيظ يخبره
_ لا بس في حدود برضو بعد الفرح اعمل الي تعمله.
رددها ببراءة شككت باهر به لكنه لديه حق فمن سيعترض!
_ لا حقك انا همشي انا يا خديجة تعالى يا مصطفى عاوزك.
قالها باهر وهو يخرج من الشقة ومصطفى يتبعه تنحنحت فريال بحرج وهي تقول
_ خديجة انا هدخل يا حبيبتي اروق المطبخ وكده.
اومأت لها خديجة بخجل من الموقف بأكمله لتسرع فريال في الاختفاء.
اتسعت عيناها فزعا وهي ترتد للخلف وقد سقطت ذراعه من على كتفها
_ اوضتي!! اوضة ايه يا زين ده كتب كتاب مش فرح!
_ يا حبيبتي عارف بس هنقعد في الصالة ازاي والي رايح والي جاي مش هناخد راحتنا ياستي لو عاوزه تسيبي باب الاوضة مفتوح معنديش مانع.
وما قاله بالأخير طمئنها قليلا وبالفعل شقتها صغيرة لدرجة إن جلسوا في الصالة وتحدثوا ستسمعهما فريال بالتأكيد وهكذا مصطفى حين يعود.
انتظر حتى عودة مصطفى وابتسم له بلطف زائف وهو يناديه
_ تعالى يا درش عاوزك.
اقترب منه مصطفى مبتسما لا يعرف لم أحب هذا الرجل منذ أول مرة رآه به وللعجب ليس هذا فحسب بل أعجب بهالة من الكبرياء والشموخ التي تحيط به رغم عدم رؤية أحد لهذا لكنه رآها بوضوح رغم تعامله اللطيف والطبيعي! وهذا ما جعله لا يستطيع نطق اسمه مجردا.
احاط مراد بذراعه كتفه وهو يسأله بود
_ قولي باهر كان عاوزك في ايه
اجابه بصدق
_ كان بيقولي اول ما تمشي اتصل عليه اعرفه ولو طولت اتصل عليه قبل ما تمشي عشان هو يتصرف ويخليك تمشي.
ضاقت عيناه بمكر وهو يستمع لحديث الآخر إذا باهر يريد فرد سلطته حتى وهو بعيد! إن بدأ هذه اللعبة فهو خير من ينهي المباراة لصالحه فاخرج من جيبه حافظته وعبث بها قليلا مخرجا بعض العملات الورقية ربما تخطت الربعمائة جنيها ووضعهم في جيب مصطفى أسفل نظرات الآخر المصډومة ليبتسم له باهر بود قائلا
ضحك مصطفى بسعادة بالغة وهو يومئ برأسه سريعا
_ لا لا مش هقولها خالص.
ربط على كتفه وهو يقول
_ جدع يا مصطفى عاوزك بقى كمان عشر دقايق كده تتصل بابن عمك ده وتقوله اني مشيت ماشي يا حبيبي
_ عشر دقايق بالثانية وهكلمه.
_ جدع يا درش.
رددها وهو يبعثر خصلات شعره بمرح وتركه متجها لغرفة فتاتة....
دلف الغرفة ليتسمر محله وهو يراها واقفة أمام المرآة بعد أن تخلت عن حجابها سامحة لخصلاتها السوداء بتغطية ظهرها مازالت بنفس فستانها وزينتها البسيطة لكنها تخلت عن حجابها فقط رآها تفرك كفيها بتوتر واضح واخفضت نظرها فور انعكاس صورته في المرآة خجلا اقترب بخطواته التي ترفع من دقات قلبها وقلبه هو قبلها حتى أصبح خلفها تماما فقبض على كتفيها برفق يديرها له فاستدارت ومازال نظرها