الجمعة 29 نوفمبر 2024

رواية بك احيا اخر طوق للنجاة الفصل السابع عشر بقلم ناهد خالد

انت في الصفحة 5 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

الخروج للقائها خرج طارق بعدها وتركه يتخبط في دوامة مشاعره قلبه تكاد دقاته تتوقف من فرط الحماس والقلق الرغبة والخۏف التردد والإقدام كلها متناقضات تشتعل في داخله الآن شهيق ثم زفير ثم شهيق آخر تلاه زفير آخر ثم.... لأكثر من عشرة مرات فعلها قبل أن يتشجع أخيرا ويستجمع مراد وهدان الذي يعرفه الجميع القادر بشدة على اخفاء مشاعره ودفع باب المطبخ وخرج في نفس اللحظة التي كانت هي تخرج للصالة بعد أن بدلت كنزتها بالكنزة الخاصة بالمطعم وخرجت لترى ذلك الشاب الذي أخبرها عنه المدير.
توقف لثانية واحدة ينظر لها ولأول مرة عيناها تواجه عيناه يعلم انه استطاع التحكم في ملامح وجهه وجعلها عادية لا يظهر بها شيء لكن ماذا يفعل في دقات قلبه التي يشعر أنها ستخترق قميصه وتخرج يخشى أن تكن ظاهرة لمرأى قزحتيها السودويتان كسواد الليل الحالك وعيناها الواسعتان كعين المها الجميلة وهل ترك كل شيء وبات يتغزل في عينيها الآن! اقترب منها بخطى بدت ثابتة رغم حقيقة ارتجافها حتى بات على مقربة منها فتسرب لأذنيه صوتها العذب يسأله بارتباك ملحوظ
_ حضرتك الي هتعرفني الشغل
قضي عليه الآن! من أين يأتي بالثبات بحق الله! أينقصه أن يستمع لصوتها الرقيق أيضا والغريب أنه في نفس اللحظة استمع لصوت طفلته ديجا تلك الفتاة البريئة التي عذبت قلبه ببعدها وكأن أذنه ربطت تلقائيا بينهما! ابتلع ريقه بصعوبة قبل أن يبتسم لها بلطف وهو يجيبها
_ ايوه انا اسمك ايه
ما بها عيناه لم تشعر أنهما ليستا غريبتان تشعر بالألفة تجاههما بشكل غريب! وكأنها... وكأنها تعرفهما من قبل ولم دق قلبها بهذه الطريقة حين طل عليها ماذا يحدث لها تشعر أن هذا الشخص يعني لها بطريقة ما تجهلها! ماهذه الحماقة أنها تراه للتو ولأول مرة في حياتها وهذا ما جعلها تتجاهل شعورها ونبضات قلبها التي تعرفت على نبضات قلبه كأنها تطمئنه وتخبره أنها قد عرفته وهي تجيبه 
_ خديجة.
اومئ برأسه وعيناه تلتهم ملامحها حرفيا مستغلا توترها الذي جعلها تخفض عيناها بعدما ظلت تنظر لعيناه لثواني قليلة تمتم باسمها يستشعر حلاوته مع صورتها أمامه
_ خديجة نورتي المكان.
رفعت نظرها لوهلة له قبل أن تشيح به بعيدا ثانية كأنها تتفحص المكان وهي تغمغم
_ منور بحضرتك.
اتاها صوته الحنون الدافئ الذي لا تعرف كيف تعترف بدفئه وهي للتو عرفت صاحبه! أي جنون هذا
_ لا بلاش حضرتك والرسميات دي احنا زمايل في الشغل وهنتعامل كتير مع بعض فقوليلي باسمي عادي.
عادت ببصرها له وهي تسأله بارتباك مازال متحكم بها
_ اسم حضرتك ايه
ابتسم ابتسامة هادئة تماما وهو يخبرها بثقة ونظره ذات مغزى
_ زين...
اتسعت عيناها بعدم تصديق ورددت بدون وعي منها
_ انا بحب الإسم ده اوي.
كان هذا قبل أن تدرك ما تفوهت به فعضت شفتها السفلى بحرج وخجل وهي تشيح ببصرها عنه.
وهو كان يجيبها في داخل نفسه بأنه يعلم حبها لهذا الإسم!!
وجملتها منذ إحدى عشر عاما تلوح في أفق الذكريات وهي تقول انا بحب اسم زين اوي.. ولما يكون عندي بيبي زي مصطفى اخويا هسميه زين 
جملة خرجت من فتاة في السابعة وطبعت في ذاكرة فتى في الثانية عشر من عمره واستغلها الآن!
___________
وفي مكان آخر....
اغلق المأذون دفتره وهو يقول باعتيادية
بارك الله لهما وبارك عليهما وجمع بينهما في خير بالرفأ والبنين ان شاء الله.
..... انتهى البارت.....

انت في الصفحة 5 من 5 صفحات