رواية بك احيا اخر طوق للنجاة الفصل السابع عشر بقلم ناهد خالد
انت في الصفحة 1 من 5 صفحات
الفصل السابع عشر مألوف!
سميرة السيد تلك السيدة العجوز التي يبدو أنها قاست كثيرا ومازالت تقاسي قاست قديما بين أب وابن لم يتفقا يوما وكانت بينهما نزاعات لم تنتهي إلا بمۏت الأول نزاعات كانت تقف هي بينهما حائرة لا تعرف مع من تنحاز وضد من! فالأول زوجها والثاني ولدها زوجها الذي لطالما رآها أم مستهترة وفشلت في تربية وتهذيب ولدها حسن على وجه الخصوص وولدها الذي سأم من صمتها وسلبيتها في مواقفه مع أبيه رغم اعترافه أحيانا بأنه ليس بيدها حيلة ولكن أحيانا أخرى كانت نفسه توسوس له وتقسو عليها فيحمل في قلبه بوادر العصيان عليها هي الأخرى وأما مؤخرا وحتى الآن تحديدا منذ
_ ربنا يرد الغايب يا بنتي.
علمت أن جدتها تنهي الحديث في الأمر ولكن فضولها أبى أن تتركه دون فهم أكثر فسألتها بحذر
غامت عين العجوز بالحزن وعقلها شرد لذكرى بعيدة ذكرى كان يقف فيها ندا لند أمامها أصوات عالية من كليهما انتهت پصرخة أخيرة خرجت منها وهي تهتف بجملة شقت قلبها هي أولا...
صيف عام ١٩٩٢...
سأمت من الجدال واحتد النقاش بينهما وأصواتهما باتت تسمع من الجيران ففاق كل هذا قوة تحملها لتصرخ به منهية الجدال واجزاء جسدها تحفزت للڠضب
هدأ كل شيء بعدها الأصوات الأنفاس حتى نظراتهما المشټعلة هدأت مع قوله الذي خرج كأنه غير مبالي رغم الحريق المشتعل بداخله
_ يبقى أنت الي اختارتي.
أمسكت بذراعه حين مر من جوارها قاصدا غرفته وقد بدى أنه سيجمع أغراضه ليذهب طالعته بنظره تائهة وقلب ېصرخ بها لاعنا ما تفوهت به منذ قليل تساقطت دموعها كالامطار وهي تسأله بعدم تصديق
نفض ذراعه من قبضتها بقسۏة وهو يهتف من بين انفاسه الغاضبة
_ هي ملهاش ذنب أنت الي خيرتيني وأنا اخترت عشان مش هسمح ليكوا تضيعوها مني مرتين.. مرة جوزك ودلوقتي أنت!!
رفعت كفيها ټضرب صدرها بنواح وهي تهتف
_ يابني دي اطلقت من جوزها الي كان صاينها ومهنيها عشانك.. باعته وغدرت بيه عشانك ي...
_ أنت قولتيها اهو عشاني يبقى...
كان دورها هي هذه المرة في المقاطعة وهي تقول بينما تحرك ذراعيها مشيحة في كل الاتجاهات بعصبية
_ يبقى هتسيبك عشان غيرك.. ليه مفكرتش في كده تأمنلها ازاي دي
اغمض عيناه بتعب من الجدال في أمر منتهي بالنسبة له وقال
_ هي مش كدة هي سابته عشان بتحبني من قبل ما تتجوزه أصلا.
كلام الناس تلك الجملة المقيتة التي كرهها من كثرة ما كان يرددها والده في كل موقف والده المړيض بهاجس كلام الناس تلك الجملة التي ظن أنه لن يسمعها مرة أخرى مع مۏت والده ولكن يبدو أن والدته قد انتقل الهاجس إليها من كثرة معاشرتها له!
كالثور الهائج تماما كان هو بعد سماعه لجملتها لذا كان ېصرخ بوجهها