رواية معدن فضة الفصل الثالث عشر بقلم لولي سامي
الغرفة مسرعة لتجد ابنتها متقوقعة حول نفسها لا تسمع منها سوى صوت نحيبها فأسرعت تقترب منها وجلست بجوارها والتقطتها باحضانها لتتشبث بها ميار كالطفل الذي وجد والدته بعد عناء واطلقت لنحيبها العنان بصوت عالي .
تركتها عزة تخرج كل ما بها لم تنهرها ولم تطلب منها الصبر والتحمل أو حتى الثبات بل تركتها تعبر عن حزنها حتى وصل صوت نحيبها لوالدها الذي يجلس بغرفته اغلق عينيه وود أن لو يستطع أن يصم أذنه عن بكاء طفلته .
بدأ صوته يختنق من أثر كلماته وعيونه تترقرق بالدموع عند اعترافه بخطاه ومحاولا الدفاع عن حبه لها فاردف مكملا بس لازم تتأكدي اني مكنش قصدي غير مصلحتك والله ما كان قصدي غير مصلحتك .
بدأ يتلاشى صوته ويحاول كتم أنفاسه حتى لا يعلو صوت بكاءه وبدأت دموعه بالهطول على وجنتيه لتشعر به ميار ابنته لترفع رأسها وبدلا من أن يهدأها بدأت هي بتهدأته فهو له مكانة عالية بقلبها ولا تقبل أن يبكي ابدا حتى ولو كان من أجلها.
طب مانا عارفه انك بتحبني واوي كمان ومتزعلش يا بابا هو نصيب وانا راضية بنصيبي بس اهو بدلع عليكم شوية بلاش اتدلع عليكم
يا ليتك اقمتي عليا الحد واذقتيني من مر كلماتك.
يا ليتك شهرتي سيف نظراتك المعاتبة دون النطق بكلمة واحدة خير لي من اتباعك منهج جلد الذات الذي اقبعتيني به.
نظر توفيق لابنته وربت على وجنتها وتحتضن وجهها بكفيه ثم مال على رأسها مقبل جبهتها بحنو بالغ قائلا بنبرة مؤثرة ربنا يراضيكي ويرضى عنك ويجبر بخاطرك يا حبيبتي.
ابتسم كلا منهم وذهبا معا الي طاولة الافطار وهو يحتضنها تحت إبطه وتبعتهم عزة الذي ازفت الدموع منها على حال ابنتها وزوجها واخيرا على حالها لعدم قدرتها على فعل شيء ولكن برق الامل في عقلها بكلمات زوجها لعله يقصد خيرا بها.
أثناء خروج محمد من عمله عصرا بعد أن استعلم من زملائه بالعمل عن عدة أطباء محاولا الاتصال بعيادة أفضلهم ليجد أنه لن يستطيع حجز اقرب ميعاد للكشف الا بعد اسبوعين فوقف مكانه وكأنه ضل طريقه لا يعلم الي اين يذهب ليجد هاتفه يصدح وشاشته تحمل رقم چواد فتنحي جانبا وهو يفكر في سبب لاتصاله كما فكر في معاتبته عن نظرته لأخته أثناء إرسالها للمشفي كما أنه توصل الي كيفية معرفته بدلوفهم وذهابهم للمشفى الا وهو استرقاق النظر من شرفته كل هذا عرفه فحسم أمره ليرد عليه خاصة بعد أن أعاد الاتصال ليجيبه بصوت مقتضب السلام عليكم خير يا جواد