الثلاثاء 03 ديسمبر 2024

رواية بك احيا اخر طوق للنجاة الفصل الثاني بقلم ناهد خالد

انت في الصفحة 4 من 4 صفحات

موقع أيام نيوز

لم يتحمل تألمها هكذا دون أن يفعل شيء.
كويس انكم لحقتوها دي نازلة شعبية حادة وقلبت معاها بجفاف بسيط لو كنتوا استنيتوا اكتر كان ممكن منلحقهاش
عدة كلمات استمع لها الصغير فدب الړعب في قلبه ورغم انه لم يفهم تحديدا معنى المړض الذي تعاني منه لكنه فهم جيدا أنها كادت ترحل فأصر وتعنت وحارب والدتها ووالدته حتى جلبها لهنا.. حيث غرفته مقررا أن يرعاها هو ويسهر بجانبها يعلم جيدا أن والدتها لا تهتم لها على النحو المطلوب شهد أكثر من مرة فتورها معها ولا مبالاتها لأشياء تخصها والأمر لا يقتصر عليها هي فقط بل أيضا مع. شقيقتها سارة وسمع ذات مرة حديثا لها مع والدته وهي تخبرها أنها تتمنى لو تنجب ولدا وأن بناتها الاثنتان كانت تأمل أن يكونا ولدان ولكنها مشيئة الله ويبدو أن قلبها لم يتقبلهما كما يجب لقلب الأم أن يتقبل أطفالها وظهر هذا جليا في تعاملها معهما والذي احيانا اتسمت بعض تصرفاتها بالقسۏة لذا كان حريصا دوما على أن تكون خديجة تحت رعايته هو وتحت أنظاره.
تسطح بجوارها فوق الفراش بعد أن اغلق الأضواء عدا لمبة واحدة تعطي ضوء هادئا واقترب منها جاعلا إياها تضع رأسها فوق ذراعه الممدود ويده الأخرى أمسكت بكفها ابتسم براحة لنجاحه في أخذها معه والمبيت في غرفته وعدم شعور والده بالأمر وبدأ يتحدث لها فقال
_ لسه تعبانة
أجابته وهي مازالت مغمضة عيناها بارهاق
_ شوية صغيرين.. بس الحقنة وجعتني تاني لأ..
أتاها صوته الدافئ وهو يقول
_ مش هتاخديها تاني خلاص.
هزت رأسها تخبره انها تصدقه فمال برأسه قليلا يستند لرأسها وقال عارضا
_ احكيلك حدوتة
أجابته على الفور بلهفة
_ ايوه عاوزة.
وبدأ يسرد لها القصة والتي كانت أحد القصص التي سردتها له والدته يوما.. وكانت تلك الليلة ليلة رائعة بالنسبة ل مراد الذي تمنى لو تتكرر مرارا وتكرارا لكن دون تعب خديجة الذي لا يتحمله وتلك الليلة ذاتها مرت على شخص آخر كالکابوس اللعېن وهذا الشخص لم يكن سوى ليلى...!!
زفرت بضيق وهي تحدث ذاتها
_ هيكون راح فين بس ياربي ليكون ضاع!
منذ نصف ساعة وهي تبحث في كل مكان في الغرفة عن عقدها الماسي المفضل ولكنها لم تجده لم تترك مكانا لم تبحث فيه بعد إذا ما الحل وقفت لثواني تفكر بعجز حتى خطړ بعقلها شيئا حين تذكرت أنها قد اعطته لزوجها حسن منذ اسبوعان ليرسله للصائغ ليصلح جزء انكسر به..
_ ياربي ازاي انسى حاجة زي دي اكيد حسن جابه مش معقول هيقعد اسبوعين عند الصايغ.. ولو حسن جابه يبقى ممكن يكون حاطه في الخزنة على ما يدهولي ونسي...
أنهت حديثها بتفكير لتشعر أنها على صواب فاتجهت على الفور ناحية خزنته التي تقبع في أحد درف خزانة الملابس ووقفت أمامها تحاول تخمين كلمة السر الخاصة بها أخفقت في المرة الأولى ولكن المرة الثانية أتت بثمارها وفتح باب الخزنة معلنا فتح باب الچحيم.. رأت عدد لا بأس به من الملفات والأوراق لم تهتم له وهي ترفعهم لترى ما إن كان العقد موجود أم لا ولكنها لم تجده فزفرت باحباط تعيد الملفات محلها فسقط ملف من بينهم دون قصد منها فوضعت الباقية وانحنت لتجلبه فلفت انتباهها صورة لزوجها حسن على بطاقة ورقية ظنت أنها بطاقته التي تعلمها وما اوقفها هو الصورة فقط والتي ظهر فيها بشكل بشع ومضحك في الوقت ذاته فضحكت بخفوت وهي تغمغم
_ ياخرابي على كده أحمد ربنا على صورتي!
واسترسلت في الضحك
الذي توقف فورا حين لمحت عيناها دون قصد الإسم المدون بجوار الصورة..
جورج فرانسيس ميشيل
جحظت عيناها حتى كادت تخرج من مقلتيها وهي تعود بظهرها للخلف حتى اصطدمت بباب الخزانة المفتوح هزت رأسها برفض تام لم تراه وهي تهمس بقلب كاد يتوقف
_ مستحيل... مستحيل اكيد انا متجوزتش مسيحي لأ.. لأ مستحيل يكون خدعني كده لأ لأ..
وتهاوت قدميها لتسقط أرضا جالسة وعيناها تحتقن بالدموع ووجيب قلبها المرتفع يعبر عن ما تشعر به وعقلها لا يستوعب ما رأته وبنفس الوقت يتسائل.. هل حسن خدعها بالفعل هل اوقعها بتلك الحفرة المظلمة هل كانت حياتها معه كل تلك الأعوام وانجابها منه محرما هل اوقعها في تلك الخطيئة حقا من هذا الشخص وممن تزوجت هي!
وكلها أسئلة لا تملك لها إجابات حتى يأتي حسن!..
يتبع

انت في الصفحة 4 من 4 صفحات