رواية بك احيا اخر طوق للنجاة الفصل الثاني بقلم ناهد خالد
ذراعيه بدورها في احاطتها بعناية كي لا تسقط كان يتابع أحد برامج الرسومات المتحركة ويتناقش معها فيما يتابعه ويبدو أن الصغيرة انجذبت أيضا للبرنامج فسلطت بصرها عليه باهتمام وبعد ساعة كاملة كان قد انتهى البرنامج المفضل لديه فتحرك بحرص وهو يحملها برفق ليضعها فوق الأريكة واتجه مسرعا لركن الألعاب الخاصة به وعاد منه بلعبة مازالت في حقيبتها جثى على ركبتيه أمامها وهو يخرج اللعبة ويقول بحماس
لم يتلقى جوابا منها ليخرج اللعبة بسأم تحول سأمه لسعادة حين مدت الصغيرة كفيها تقبض على اللعبة بلهفة وكأنها أحبتها! فابتسم ثغره برضا وهو يقول
_ يعني حبتيها خلاص بعد كده هجبلك العاب كتير كل ما مامي تاخدني نجيب لعبة هجبهالك أنت اتفقنا
_ أنت هتتكلمي امتى بقى أنا زهقت من كتر ما بتكلم لوحدي نفسي تردي علي.. مامي قالتلي إن كمان سنة هتكوني بتتكلمي بس سنة كتير اوي ينفع تتكلمي بدري شوية عشاني..
وهذه المرة لم ينتظر ردا بل انطلق يعرفها على لعبتها الجديدة بكل حماس ويتسع ثغره مبتسما كلما شعر بحماسها وفرحتها باللعبة.
هرول يهبط درجات السلم الداخلي للفيلا بلهفة ودموعه تسبقه حتى كاد يتعثر لأكثر من مرة لكنه لم يهتم حتى وصل لحديقة الفيلا ومنها للغرفة الملتحقة بها دق الباب وانتظر الرد الذي أتى بعد ثواني حين فتحت دينا الباب لتجده أمامها يبكي بدموعه فقط فهتفت متسائلة بفزغ
_ في ايه يا مراد بيه مالك
سألها بوجه حزين
والآن أدركت ما به فاحتلت اللامبالاة وجهها وهي تقول
_ شوية تعب عاديين يعني.
لم يفهم ردها فسألها پخوف
_ يعني هي مالها
_ سخنة شوية شكلها خدت لطشة شمس لما كنتوا بتلعبوا امبارح.
ببرود تام كانت تجيبه ليتركها متحركا على الفور للداخل فوجدها ممدة فوق الفراش وعلى رأسها قطعة قماش بيضاء ويبدو وجهها مرهق وشاحب رغم الحمرة الغريبة الطاغية عليه.
_ مراد.. كويس إنك جيت تعالى العب معايا في لعبة جديدة حلوة.
حول نظره لها ولم يبدو الآن فتى في الثامنة أبدا وهو يعاتبها بضيق
_ نلعب ازاي وديجا تعبانة!
قطبت سارة حاجبيها بضيق
_ هي كويسة.
اتجه بخطواته لها ليجلس جوارها وأخذ يمسد بكفه على كفها
واستجابت له الصغيرة حين فتحت عيناها قليلا وهي تردد بتعب جلي
_ مراد..
تلهف أكثر حين سمع صوتها فحثها على الحديث أكثر وهو يحدثها برفق
_ انا هنا يا حبيبتي أنت تعبانة يا ديجا حاسة بأيه
جرت دموعها على الحال لتتساقط بميل فوق وجنتيها يشبه ميل حالها الآن وأردفت بصعوبة
_ زوري واجعنيانا تعبانه اويانا عاوزه ابقى كويسة.
ادمعت عيناه بشدة لألمها واحتضن كفها بقوة وهو يقول
_ هتكوني كويسة انا هروح اجيبلك دكتور.
وهنا تدخلت دينا تقول ببرود
_ مفيش داعي يا مراد بيه هي هتبقى كويسه شوية تعب وهيروحوا لحالهم.
نفى برأسه مصرا
_ لازم دكتور يشوفها انا لما بتعب ماما بتجبلي دكتور.
أصرت هي الأخرى على موقفها قائلة
هي هتبقى كويسة مفيش داعي لدكتور هعملها كمادات وهتبقى حلوة.
وبعد نصف ساعة كان قد أعلن فيها مراد انتصاره بعد أن ذهب لوالدته وحثها على إحضار طبيب ليشخص حالة خديجة فهو