رواية عيسي القائد الفصل التاسع عشر بقلم اية محمد
دكتور وربنا هيكرمكم و يجعلكم خلف صالح إن شاء الله "...
رفع عينيه للأعلي يرجو المغفرة ثم تنهد بتعب وابتسم لها بخفوت
" شكرا يا... هو أنتي إسمك اي صحيح! "..
" مروة و العفو يا أستاذ عيسى أنا معملتش حاجه ربنا يريح بالك مبسوطة إنك اتغيرت للأحسن أنا لازم أمشي دلوقتي وإن شاء الله يعني لو لينا لقاء تاني أتمني تكون وقتها حققت اللي بتتمناه "...
لسوء حظه إلتقي بعمه علي باب المشفي فصافحه و تناولوا أطراف الحديث علي عجل و بالكاد هرب منه عيسى عائدا للأعلي...
................................................................
إلتفت خالد لعمار يسأله بجدية
" هو عيسى راح فين!! "..
" مش عارف "..
دلف عيسى للغرفة بتلك اللحظة ليلتفت الإثنين له فأبتسم عيسى وأقترب يجلس علي الكرسي جوار عمار يربت علي كتفه برفق
" إي لسه حاسس بۏجع!! "..
أردف خالد بهدوء
" مهي المسكنات هي اللي هتخليك عاوز تنام رغمض عينيك و إرتاح أنا كدا كدا هاخد عيسى و هبعتلك الأنسة حنة تتابعك "..
أشار خالد لعيسى ليتحرك معه للخارج وبينما الإثنين يتحركان ببطئ تجاه غرفة المكتب الخاصة بخالد أردف بجدية
" ممكن عمار يحصله فشل تاني "..
" طيب مفيش حاجه نقدر نعملها!! "...
" فيه بس التكلفة عالية و كمان العلاج دا مش متوفر في مصر لو كدا هنجيبه من برا "...
" تمام مفيش مشكلة.. قولي كدا متقوليش هيحصل فشل تاني يا ساتر عليك! "..
" أيوا يا عيسى بس هو محتاج تلات كورسات من الأدوية دي و الكورس الواحد ممكن يكلفك فوق ال 2 مليون جنية "...
" خالد قولي اي المطلوب أعمله ملكش دعوة بالفلوس أنا معايا.. دا أخويا يا خالد هسيبه ېموت!! "..
" مقولتش حاجه بس أنت.. أنت كتبت القصر اللي حاطط فيه تحويشة عمرك بإسم فردوس أنت بنفسك كنت قايلي إن مش معاك سيولة غير في الشركة ومش هينفع تاخد منها "...
" معايا متقلقش... خير ان شاء الله المهم عمار "....
ابتسم عيسى و ابتعد خطوة يضم ذراعيه أمام صدره يسأله بخبث
" أنت بتشكر فيا عشان أظبطلك الجوازة ها!! "..
ضحك خالد وأردف بتوتر
" لا اسكت هي ان شاء الله الجوازة تمشي.. إن شاء الله لما تكلم حنة توافق "...
حك عيسى رأسه يردف بحيرة
" هو بصراحه يعني أنا كلمتها "...
برغم توتره سأله خالد بلهفة
" ها وافقت!! أو قالتلك هتفكر! "...
" لا.. بس سيبلي الموضوع شوية هحاول فيه "..
تبدلت ملامح خالد للجديه يسأله ببعض الحده
" لا فهمني رفضت ليه!! "..
" هي مرفضتش يا خالد.. بص حنة وافقت علي العريس اللي كان متقدملها بس لما أنا قولتلها عنك أنا حسيتها زعلت وأتسرعت في موافقتها دي أنا كنت مستني عمار بس يطلع وهتكلم معاها.. هي المشكلة بس في فردوس هي اللي بتضغط علي حنة.. و حنة بتسمغ كلامها لأنها بتحس بالذنب إن تقريبا فردوس هي اللي متوليه مسئوليتها مش موضوع ماديات بس بوجه عام لكن دا علشان شخصية فردوس أقوي من حنة بكتير"..
"بس كدا غلط فردوس بتضغط عليها ليه!! دا جواز يا عيسى"...
" فردوس مش عاوزة تسيب أختها للوحدة بعد ما تتجوز بعد ما فردوس تمشي حنة هتفضل لوحدها فهي بتضغط عليها علشان عاوزاها تاخد خطوة في حياتها وهي مقتنعة بالعريس دا أصلا من وقت ما حنة قالت عليه "..
صاح خالد پحده
" يبقي هقنعها بيا و هقنع أختها والعريس دا لو قرب منها هجيبه تحت مشرطي "...
تحرك خالد مبتعدا ليتبسم عيسى بخبث و ويعود لغرفة أخيه...
..........................................................
بعد مرور عدة أيام...
استعادت فردوس عافيتها وكذلك عمار و الذي لا يملك أدني فكرة عن تكلفة أدويتة وقد تكفل بها عيسى بالكامل....
انهمكت زمرد في الأيام الماضية بأعمال المنزل و رعاية فردوس ثم قررت بنهاية اليوم الذهاب لصيدليتها وقد تركت رعايتها لطبيبتين من نفس فئتها العمرية علي أن تتابع هي من وقت لأخر...
مضت بضعة ساعات وهي لا زالت ساكنه تنظر لشاشة الحاسب الآلي حتي قطع شرودها صوت عيسى...
" سرحانة فيا! "..
انتبهت له زمرد و ابتسمت تسأله بتعجب
" راجع بدري النهاردة... وحشتك ولا اي! "..
ابتسم عيسى وجلس أمامها وأمسك بيدها يطبع قبلة هادئة علي باطنها
" بتوحشيني في كل لحظة أصلا.. النهاردة معادنا عند الدكتورة أنتي ناسية ولا اي!! "..
اضطربت وسألته بحيرة
" هي نتيجة التحاليل طلعت!! "..
أومأ برأسه وأردف بهدوء
" اه من إمبارح.. يلا نمشي! "..
سألته پحده
" ومقولتليش ليه!! التحاليل فيها حاجه صح! "...
" مش عارف يا زمرد مفتحتهاش أصلا و مش هفهم فيها حاجه بس علشان أنتي هتفهمي فأنا مقولتلكيش هنعرف عند الدكتورة.. يلا "..
تحرك عيسى قبل أن يشتد الحديث بينهم هي غاضبه وهو يعلم ذلك ولكنه لن يتجادل معها الآن هو فعل ما رآه صوابا تحركت زمرد خلفه تنظر تجاه بضيق هو لا يعطيها حتي حق المشاركة بالقرارت الخاصة بهم كان بإمكانه إخبارها عن رغبته بإنتظار موعدها لتقرأ لها الطبيبة التحاليل! ولكن هيهات فهو عيسى القائد...
بعد قليل..
وضعت الطبيبة التقارير الخاصة بهم في الملف مرة أخري وأعادتها لهم تردف بهدوء
" بصي يا مدام زمرد أنا هكتبلك علي شوية أدوية هتاخديها بإنتظام لمدة شهرين وترجعيلي تاني "...
سألتها زمرد بحزن
" هي اي المشكلة اللي عندي! "...
" مشكلة ليها علاقة ببطانة الرحم بنسبة كبيرة يا زمرد أنتي حصل معاكي حمل من أول زواجك لكن الحمل دا مثبتش في بدايته من بعد الأسبوع الأول علطول يعني أول ما بتبدأ البويضة انها توصل للرحم... فإحنا دلوقتي هناخد العلاج دا و نلتزم بكل التعليمات و ترجعيلي بعد شهرين وحالتك بسيطة متقلقيش "..
اومأت زمرد وفضلت الصمت بينما أنهي عيسى الحديث بهدوء و إبتسامة خافته و أمسك بيد زوجته ثم رحل بها...
علي حالتها من الصمت جلست بجواره بالسيارة إلتقطت نفسا عميقا ثم أردفت بخفوت
" ممكن نقعد في أي كافية علي النيل! "..
إبتسم عيسي يومئ برأسه يؤيد فكرتها تلك ثم أردف يمازحها
" مع إن مفيش ولا مرة قررنا نخرج أنا وأنتي إلا ولقينا الدنيا اتقلبت "..
" والله يا عيسى نفسي نسيبها مقلوبة ونسافر أنا وأنت في أي مكان أنت عارف أنا محسيتش خالص إني عروسه أصلا "...
" حقك عليا أنا أنا عارف دا غلطي أنا يا زمرد بس والله هعوضك عن كل دا وقريب "..
جلست بإرتياح