السبت 23 نوفمبر 2024

رواية وبها متيم انا الفصل السابع والعشرون بقلم امل نصر

انت في الصفحة 1 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

الفصل السابع والعشرون
على مقعد له وحده جلس خلف السور الحديدي لشاطئ النيل بعد أن تعب من سير طويل دون تحديد وجهة له من وقت أن تركها وترك العمل بعدم تحمل وهو على هذه الحالة من الوجوم والشرود يلوم نفسه لا يلومها فتصرفها كان طبيعيا لتدخله في شأن خاص بها بعصبية وانفعال جعل مخزون اللطف لديها نحوه ينفذ لتضع الحد الفاصل حتى يعود لصوابه وقد بدا أنه نسي نفسه ونسي الفارق الذي يمنعه من التقرب هو المتعوس المبتلى بالمسؤولية من وقت بلوغه وهي الصغيرة الجميلة التي لم ترى من هموم الدنيا سوى شجار الرجال من ابناء عمومتها للفوز بها وإصرار أبيها على العودة إلى القرية التي تكرهها وتكره أن تكون نسخة مكررة من أخواتها.

زفرة متعبة اخرج بها كتلة كثيفة من الهواء من صدره وعينيه اتجهت نحو المياه الزرقاء الراكدة بهدوء يتمنى أن يجد السکينة ليستريح لقد تشعب هذا الوباء الخطېر بقلبه حتى جعله لا يرى من النساء غيرها رغم كل التحذيرات التي يتخذها على نفسه لا هو بقادر على المضي قدما بحياته واختيار امرأة أخرى تشاركه رحلته ولا هو يملك الجرأة لاقټحام حصونها لو كان الأمر مرتكزا على المواجهة مع أبيها فقط لاستطاع التحدي بكل قوة للدفاع عن حقه بها وحقها في الحياة باختيار الشريك المناسب لها هذا لو كان مناسبا فهو الأعلم أنه أبعد ما يكون عن هذه الصفة حتى وقلبه يحدثه أحيانا بوجود مشاعر تطل من عينيها نحوه فتجعله ينتشي بسعادة وقتية قبل أن يستعيد عقله مذكرا نفسه أنها مجرد خيالات يرسمها من الا شيء حتى لا يصدم بواقع يخشاه كالذي حدث صباح اليوم نزل بعينيه نحو الهاتف الذي يمسكه بيده وقد فتحه بعد غلقه علها تعاود الكرة والاتصال به هذه المرة سوف يرد حتى وهو يعلم انها تتصل بدافع بعيدا تماما عما يتمناه ترى هي الان ماذا تفعل في غيابه أتكون حزينة لحزنه ام أنها تتابع عمل رئيسها الذي اهمله برعونته
يا لهذا العڈاب الذي لا ينتهي ارتفعت عينيه للسماء برجاء مدمدما لرب الكون عله يجد الخلاص
يارب يااارب.
إدخلي يا صبا.
قالها عدي بلهجة تبدوا طبيعية ولكنها تخفي من وراءها سعادة ممتزجة ببهجة لا مثيل لها لا يصدق أنه نجح هذه المرة لتأتي إليه بقدميها رغم عدم استحسانه لهذا الأسلوب الرخيص في البداية إلا أن النتيجة تستحق هذه العنيدة المتمردة تدخل إليه الان طالبة المساعدة وهو لن يتأخر معها يتابعها بعينيه وهي تخطو بتردد ويجاهد بكل قوة حتى لا ټخونه تعابير وجهه جميلة وبهية لدرجة تحبس الأنفاس بالصدر فتجعل رؤياها قبلة للنظر.
توقفت فجأة وقبل أن تصل للمكتب على وسط السجادة التي تغطي الأرضية لتجعله يجفل پخوف أن تغير رأيها وتعود أدراجها فقال مشجعا
نعم يا صبا كنتي عايزاني في إيه بقى
همت لتتكلم ولكنه سبق بقوله
طب اتفضلي اقعدي الأول وبعدها اتكلمي انتي مش هتاخدي اوامرك مني وتمشي دا انتي طالبة رؤيتي في طلب على حسب كلامك ولا إيه
اومأت برأسها صامتة وتقدمت تقطع الخطوتين لتجلس أمامه خلف المكتب فعاد بجسده للخلف يبادرها بالحديث حتى يسهل عليها المهمة
اتفضلي يا ستي انا سامعك كويس اهو 
رفعت عينيها الجميلة إليه بتشتت في اختيار بداية مناسبة للحديث وهو يتابعها بوله صامتا حتى همست قائلة
يا فندم انا طالبة حضرتك في أمر... يخص واحدة صاحبتي
صاحبتك مين يا صبا اتكلمي انا سامعك ولا اقولك ثواني

انت في الصفحة 1 من 8 صفحات