رواية صرخات انثى الفصل السابع والخمسون بقلم ايه محمد رفعت
الجانبين وهو شاردا لا يستطيع رؤية أي شيء الضباب الأسود يحيط بمقلتيه يشعر بمرور الناس من جواره وهو لا يراهم يصطدم جسده بأكثر من أحد يقدم اعتذاره له وهو المخطئ والغير مدرك لمكان وقوفه.
تزلزل كلماتها أعماقه بقوة هل تظن بأنه سيحصل على الخلاص فور أن تخبره الحقيقة لا والله لقد ألمته بمنتصف صدره وإنتزعت أخر ما تبقى لديه!
شعورا غريبا يستحوذ عليه بتلك اللحظة من المفترض أن يكون سعيدا بما سمعه حبيبته تؤكد له بأنها ليست خائڼة ليست كما ظن ولكن ما أبشع أن يحصرها المشهد في دور المظلومة وليست الظالمة ما أبشع أن يتخيل الآن معاناة تلك الضعيفة بين يد ذلك الھمجي الذي لم يسلم لشره.
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
هو الذي قسم على أن يذيقها من الألم بأبشع ما قد ذاقته بحياتها وهو نفسه الذي وقف عاجزا أمامها بأول لقاء مع أنه كان يحمس نفسه لأن يبرحها ضړبا يشفي غليله ولكن جسده الخائڼ تراجع عن أوامره برفع يده لصفعها أو لكمها!
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
_يونس إنت كويس
تمعن بحركة شفتي آيوب وعينيه في محاولة لسماع وفهم ما يقول ولكنه على الأرجح فقد كل شيء وبدون أي مقدمات سقط عن مقعده أرضا مستسلما للغشاوة التي تقبض روحه مشفقة على معاناته بينما قلبه يبتعد عن محل جسده عدة أمتار.
التقطت عينيه الناعسة صړاخ آيوب بالأطباء وجه آدهم القريب منه بعدما وصل للتو بعدما أودع معتز للشرطة ومعاونته لآيوب بحمله لاقرب فراش تجمهر الاطباء من حوله ضوءا يسلط على فيروزته أصواتا تتباعد ببطء ظلاما دامس هدوء مخيف صمتا تاما!
هبطت بفستانها الرمادي تتهادى بخطواتها حتى لا تدعس طرفه الطويل ټخطف النظرات المهتمة لمن ينتظرها فاتحا باب سيارته بذوقه الرفيع جلست فاطمة بالمقعد فإذا به ينحني ليضع طرف الفستان جوارها في لافتة لطيفة منه أسعدتها.
استقل علي مقعده وقاد السيارة متجها للمركز الطبي ليشرف على التجهيزات النهائية قبل حفل الافتتاح غدا بينما تذهب فاطمة للاطمئنان على مايسان وقد حملت لها بعض الملابس والأغراض الشخصية.
وصل للمركز سريعا فلقد كان لا يبعد عن منزله كثيرا هبطت فاطمة واتجهت لتجذب الحقائب الصغيرة فإذا به يجذبها قائلا بابتسامة هادئة
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
وأشار بأن ترافقه للمصعد
_يلا.
تعجب علي من توقفها عن إتباعه وتسمرها بالخارج قبالته منع الباب من الانغلاق ومد كفه لها
_فطيمة مټخافيش أنا معاكي!
ابتلعت ريقها بارتباك فذكريات الأمس القريب لم تكن لتنساها بتلك السرعة ولكن جملته المحببة لقلبها شرعت لها بمد كفها الرقيق بين كفه واتبعته للداخل.
وجدت الارتباك والتوتر ينعزل عنها نهائيا في حضرته ولتكن صادقة لم يمدها علي بالأمان فحسب منحها إياه عمران ومن قبله منحته لها تلك المرآة الارستقراطية الراقية فريدة هانم كذلك مايسان وأحمد بظهوره القليل بحياتها ولكنها لا تخشاه أبدا .
خرج علي بالطابق الأول مشيرا لها بحماس
_قبل ما نطلع لمايا حابب أوريك مكتبي ومكتب فريدة هانم.
غمرتها السعادة باهتمامه لإن يشاركها تفاصيل مغيبة عنها مضت معه من غرفة للأخرى حتى أراها الغرف بأكملها الاستقبال جناح الجراحة الحضانات المخصصة بقسم النساء والتوليد غرف الاطفال المجهزة لاستقبال المولود لم يترك مكان الا وآراه لها سعدت كثيرا لتحقيقه حلمه الوحيد سألها علي وهو يتجه بها لغرفة زوجة أخيه
_مقولتليش رأيك يا فطيمة
توقفت عن المشي وضغطت على كفه الماسد بين كفيه لتسترعى اهتمامه لنقطة كانت تود البوح بها
_جميل يا علي كل شيء معمول بحب كبير أوي بس إنعكاس الفرحة اللي في عنيك هو اللي مبهر بالنسبالي أنا عارفة إن ده حلمك من زمان كنت بتيجي وبتحكيلي أول بأول وفاكرة كمان لما كنت زعلان إنك فشلت في ادارة المستشفى لوحدك لإنك كنت مشغول معايا أغلب وقتك بصراحة كنت بسمعك وأنا حاسة بالذنب بس دلوقتي بعد ما اتحقق حلمك بشكل إنت نفسك مكنتش متوقعه خلاني سعيدة ومبسوطة أوي عشانك يا علي.
أشرقت ملامح وجهه بفرحة وعشق تعدى أفاقه فرفع كفها يقبله بحب
_حلمي هو حلمك يا فاطمة ده مش مكاني لوحدك ده مكانك معايا اللي يخصني يخصك واللي أملكه إنت تملكيه.. يعني برأيك بعد ما ملكتي قلبي وشاركتيني فيه مش هتشاركيني بكل حاجة ليا.
اتسعت ابتسامتها بشكل جعلها فاتنة بكل معنى الكلمة فأكدت له بحماس
_أول ما مايا تقوم بالسلامة هاجي اشتغل معاك فريدة هانم قالتلي وأنا وعدتها.
سعد لقرارها هذا ولكنه تساءل بدهشة
_وليه لما مايا تولد
ردت عليه باستنكار
_عمران هيبقى كده لوحده هو طلب مني أساعده لحد ما مايا ترجع لشغلها.
هو بتلك اللحظة فخور بها وبتعبه الذي جعلها تتخطى مراحل هامة برحلتها ظنها ستتأثر بما حدث وسترفض العودة للعمل بشركات عمران وها هي تخرج بقوة من نوبتها وكأنها لم تمر بها من الأساس.
رنا إليه يطبع على جبينها قبلة تعبر عن احترامه وحبه الكبير لها هامسا
_مكان ما تكوني مرتاحة أنا مش ممانع يا حبيبتي.
کسى وجهها حمرة يعشقها هو فدفعته بخفة وهي تأنبه بحرج
_بتعمل أيه يا علي!!
ضحك بصوته كله وأشار على الغرفة القريبة منه هادرا بمزح
_هنا عادي الكلام ده بس أنا دكتور محترم ومعملتش حاجة تذكر يعني!!
كلما تطلع لصډمتها تعالت ضحكاته دون توقف طرق علي باب الغرفة مرتين متتاليتين وما أن استمع لصوت زوجة أخيه تأذن للطارق بالدخول حتى ولج يردد
_نورتي المركز كله يا بشمهندسة كنت أتمنى إن زيارتك ليه تكون بشكل ودي مش مرضي بس مش مهم المهم إنك شرفتينا.
ابتسمت مايا بفرحة وقالت بلطف
_علي!! حمدلله على السلامة.
اقترب من فراشها وأجابها ببسمة هادئة
_الله يسلمك.. طمنيني أحسن النهاردة ولا لسه تعبانه
أشارت على يدها المنغرز بها الأبر الطبية
_حاسة إن المحاليل اللي دكتور يوسف عالقهالي دي فوقتني الحمد لله.
وانحنت برأسها تلمح تلك الواقفة بارتباك خلفه مرددة بابتسامة واسعة
_وفاطمة كمان جاية تشوفني بنفسها لا أنا كده هفضل يومين هنا.
صعدت فاطمة جوارها على الفراش وقالت بحرج
_أنا آسفة إني مكلمتكيش إمبارح ولا جتلك بس أنا كنت آ...
قاطعتها وهي تربت على كفها المسنود على ساقها
_عارفة يا حبيبي انك رجعتي انت وعمران متأخر من الشركة وبعدين احنا بينا الكلام ده يا فاطمة!! أنا كده كده الحمد لله
كويسة وبخير وزينب الله يباركلها مسبتنيش لحظة والله.
سألها علي باستغراب
_وهي فين
ردت عليه فاطمة
_كانت مكلماني من شوية وقالتلي آنها في الجامعة النهاردة أخر يوم ليها في الامتحانات