الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية صرخات أنثى حبيبتي العبرية الفصل الخامس والاربعون بقلم آيه محمد رفعت

انت في الصفحة 1 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

صرخات أنثى حبيبتي العبرية!  
الفصل الخامس والأربعون 
اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس يا أرحم الراحمين إلى من تكلني إن لم تكن ساخطا علي فلا أبالي غير أن عافيتك أوسع لي أعوذ بنور وجهك الكريم الذي أضاءت له السماوات والأرض وأشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة أن تحل علي غضبك أو تنزل علي سخطك ولك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك 

تثاقلت رأسها بشكل جعلها لم تحتمل الاستقامة بمقعد الطائرة فمالت على ذراع آيوب الذي يتمعن بنافذة الطائرة يروي حنينه لبلده وأهله انتفض جسده بقشعريرة مسته جعلته مرتبكا للغاية لا يعلم أمازال ينفر منها أم أن عقله يحاول استيعاب بأنها زوجته وقبل أي شيء فهي سدن المسلمة ويإرادتها الآن باتت تعترف بما هي تنتمي إليه 
انسدل خصلات شعرها الأصفر على وجهها بأكمله بأصابعه يبعده عن وجهها حتى لا يزعجها وعينيه تتشرب من ملامحها دون ارادة منه وحينما وعى لما يفعله تنهد بضيق وهو يهمس 
وأخرة اللي إنت فيه ده أيه يابن الشيخ مهران!!
أعاد رأسه لظهر المقعد فأغلق عينيه بقوة يحاول ترتيب أفكاره حول تلك المواجهة المفاجئة بينه وبين أبيه يحاول إيجاد حلا عقلاني يخرجه من ذلك المأزق بأقل خسارة ممكنة فلم يجد الا تلك الفكرة التي روادته بتلك اللحظة فسحب هاتفه واختار احدى المحادثات المدونة بإسم إيثان! 
ترك الطبق عن يده بضيق من تصرفات أخيه الطفولية هادرا بنفاذ صبر 
وبعدين معاك بقى يا سيف!! مش معقول ده أنا لو بتعامل مع طفل صغير مش هيغلبني بالشكل ده!
أجابه من يوليه ظهره يحتضن وسادته ډافنا رأسه بها 
قولتلك مش جعان يا يوسف سبني من فضلك 
جلس جواره يخبره بنبرته الهادئة
طيب وأوديتك
ردد پاختناق تجلى بنبرته المحتقنة
هأخدها كمان شوية أنا كويس يا يوسف روح إنت المركز متنساش إن دكتور علي سابه تحت اشرافك لحد ما يرجع 
تمعن به وباستغراب قال 
طيب ومديني ضهرك ليه
بتحفظ قال 
عايز أنام مش أكتر 
يظن كذبته تلك ستمر على من قام بتريبته ذاك المعتوه يظن بأنه سيتمكن من خداع أبيه جذب يوسف كتفه وهو يصر على أن يواجهه
بصلي وقولي مالك
تفاجئ ببقايا دموعه العالقة بأهدابه الكثيفة فانقبض قلب أخيه وهدر بذهول 
إنت تعبان!
ورفع يديه يفتش بالشاش الملتف حول رأسه وذراعه بعناية هاتفا بلهفة 
فيك أيه!!!
وتابع بشك 
من ساعة ما عمران مشي من عندنا وانت حابس نفسك ولا راضي تأكل ولا تشرب في أيه يا سيف اتكلم!
انسدلت دمعة من عينيه التي تتهرب من لقاء أعينه وصمته يضع يوسف بحالة لا يحسد عليها حتى قال بخفوت 
أنا عايز أنزل مصر مع عمران يا يوسف أنا مش عايز أستقر هنا 
جحظت عينيه في صدمة فمرر يده يمسح وجهه بتوتر 
عايز تبعد عني يا سيف
أزاح الغطاء الأبيض عنه واعتدل بجلسته قبالة أخيه 
دي مش بلدنا يا يوسف ولا عمرها هتكون لو كان على الشهادة فأنا خلاص امتحاناتي قربت تخلص وهكون اتخرجت بشكل رسمي فمش محتاج أقعد واشتغل هنا 
ابتسامة ساخرة تشكلت على جانبي شفتيه 
مكنتش دي احلامك ولا طموحاتك قبل ما أبعتلك تذكرة السفر للندن!
ارتبك أمامه فنهض ينزع عنه قميصه الأسود متجها لخزانته يجذب منها منامة منزلية مريحة ورد دون أن يتطلع للفراش القابع به أخيه 
عادي يا يوسف أنا حابب أجرب حظي هناك 
اتسعت ابتسامته ونهض فمال على باب خزانته يستند بذراع ويده الاخرى تندث بجيب سروال بذلته السوداء مرددا ببطء مټألم 
عشان أيوب صح
ابتلع ريقه بتوتر ومازال يحمل التيشرت بيديه فاستطرد يوسف 
لإنه مقرر يستقر في مصر بعد امتحاناته عشان كده عايز تتخلى عن أخوك وتفترق عنه 
وخز قلبه عڼفا فسقط عنه ما يحمله واتجه بخطوات بطيئة لاخيه يحاول تبرير موقفه 
لا يا يوسف أنا آآ 
رفع كفه يوقفه عن الحديث قائلا 
مش زعلان ولا هزعل اطمن اللي أنت عايزه هعملهولك لإن راحتك تهمني وفي المقام الأول ده صاحبك الوحيد ومن حقك تكون معاه زي ما من حقك تخطط لمستقبلك وحياتك 
أغلق يوسف جاكيته الأسود واتجه ليغادر في محاولة للفرار من أمامه قائلا بابتسامة اصطنعها بالكد
أنا اتاخرت ولازم أمشي متنساش تأكل وتأخد أدويتك عشان الچرح وأنا هبقى أكلمك كل ساعتين أطمن عليك 
وتركه وغادر فاتجه سيف ليجلس على طرف الفراش يعتلي ملامحه الضيق الذي تسلل إليه فور رؤية الحزن المسيطر على وجه أخيه مهلا أخيه!!! هل سيبدي الصداقة عن أخيه الوحيد الذي فعل كل ذلك لأجله!!
هز رأسه بفتور وانزعاج من فعلته فأسرع بخطوات سريعة للمصعد قاصدا الچراچ الخاص بالمبنى متناسيا كونه عاري الصدر 
اختلج قلبه بين أضلعه حينما وجد أخيه يتكئ بمقعده على الدريكسون ويبدو بأنه ليس على ما يرام 
طرق على نافذة السيارة مناديا بهلع
يوسف!!!
رفع جسده للخلف وهو يتأمل من يقف أمامه بدهشة هبط من سيارته يندفع بتوتره وأسئلته 
في أيه أيه اللي نزلك بالشكل ده طيب حاسس بأي تعب!! مرنتش عليا وأنا طلعتلك ليه!!!
عينيه الحمراء ڤضحت سر مغادرته السريعة من أمامه فانهمرت دموع سيف وضمھ إليه قائلا پبكاء طفل چرح أبيه دون قصدا 
أنا آسف يا يوسف أنا بس اتعودت إن آيوب بيشاركني في كل حاجة مش قادر أتخيل ان دي حالتي لانه مسافر كام يوم أمال لما ينزل بشكل نهائي بعد امتحاناته هعمل أيه 
ربت يوسف عليه بحنان فتابع الاخير بحزن قاټل 
لو هو صاحبي فأنت أبويا وأخويا وصاحبي وكل حاجة في حياتي أنا مش هسافر ولا هسيبك أنا هكون معاك هنا متزعلش مني بالله عليك 
وابتعد عنه يجذب رأسه ليحنيه قليلا لفرق الطول بينهما طابعا قبلة احترام على أعلى رأسه 
حقك عليا أنا دبش والله 
تخلى عن جموده وقال بصوت حزين يستمع إليه سيف لأول مرة 
عايزني أحس بالغربة هنا من غيرك يا سيف!
هز رأسه ينفي ما يقول وكأنه ليس هو نفس الشخص الذي أخبره بأنه سيغارد فردد
لأ لأ مش همشي وأسيبك لوحدك يا يوسف أنا هكون معاك لإني عايز أكون أول واحد يشيل ابنك على ايدي أنا مش همشي 
قال يوسف ببسمة زرعها بالكد 
أنا مش هجبرك على حاجة شوف اللي هيريحك وأنا هكون معاك فيه 
وضم وجهه بين يديه 
يالا إنت ابني اللي مخلفتوش ولو ربنا كرمني بنص دستة عيال عمر ما واحد فيهم هيأخد مكانتك عندي انت ابني الكبير يا حمار!
اتسعت ابتسامته وقبل أن يجيبه قطعه همسات أصوات من خلفهما فاستدار سيف ليتأمل ما يحدث بينما أصبحت الرؤيا واضحة ليوسف بعد أن أفسح أخيه المجال عنه فوجد ثلاث فتيات يتأملن سيف بأعجاب جعله يتعجب من أمرهن فتطلع لما يتطلعوا إليه فتفاجئ بأنه لا يرتدي تيشرته الخاص 
ضم سيف يديه لصدره بحركة درامية 
يا مصيبتشي اتفضحت وسط الخواجات!
خلع يوسف جاكيت بذلته وألقاه إليه پغضب 
استر نفسك يا زفت أقسم بالله لأوريك أيام سودة نازل تستعرضلي نفسك!! طيب ما كان من الأول يا حبيبي على الأقل كنت توقعلك عروسة لكن دلوقتي ميصحش إنت على وشك الارتباط بدكتورة زينب وأنا مقبلش بالكلام المايع ده سامع!!
ما أن تلفظ بإسمها حتى تعلق به سيف بفرحة وكأنه تناسى أمرها 
آه زينب يا يوسف جوزهاني أنا عايز أتجوز جوزهاني يا يوسف اتصل

انت في الصفحة 1 من 5 صفحات