رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الثامن والاربعون بقلم ندى محمود توفيق
انت في الصفحة 8 من 8 صفحات
مندهشا من تحولها المريب وكأن المرأة التي أمامه غريبة عنه وليست زوجته لا إراديا منه كان ثغره يميل للجانب في شبه ابتسامته وهو يتمتم
_مالك يا آسيا أنتي فيكي حاچة ولا إيه اصلك مش طبيعية
ابتسمت له بدلال وقالت وهي تنظر في عيناه بحب
_اقولك مالي ولا تزعلش!!
مازال ثغره محتفظ ببسمته وهو يراقب تعبيرات وجهها الجديدة تلك المرأة ستفقده عقله مع الوقت فهي لا تتوقف عن ابهاره كل يوم بشيء مختلف بالأمس أثارت دهشته بكلماتها العميقة والرزينة والآن تصبح أنثى رقيقة وناعمة بكل ما تحمله الكلمة من معنى أليس لها حد معين لتتوقف عنده.
_مش هاين عليا اشوفك إكده ومش متعودة عليك في الحالة دي يامعلم.. بنسبالي خناقنا احسن من حالتك دي.. يعني دلوقتي لو أنت مسكت في خناقي أنا هتبسط
اتسعت بسمته الساخرة وهو يسألها بجدية
_إيه يعني ده تصريح منك عشان نتخاق.. متخنقناش امبارح هنمسك في بعض الليلة
قالت مسرعة بالنفي
أخذ نفسا عميقا وهو بجيبها بصوت مهموم وعابس
_مهما حصل ومهما عمل هيفضل أبوي يا آسيا والفراق صعب وغير ده في مليون حاچة تاني فوق راسي يعني مش عارف الأحق على إيه ولا الاقيها من وين
لمعت عيناها بوميض الأسى والحزن عليه ثم اقتربت منه أكثر ولفت ذراعيها حول خصره لتميل برأسها على صدره تحتضنه بحميمية وهي تهمس في صوت يغمره الحنو والغرام
ابتسم لها بحب ثم انحنى على رأسها يقبل شعرها بعدة قبلات متتالية وهو يهمس ببحة رجولية تذيب القلب
_كغاية أنك چاري وفي حضڼي إكده ياغزال.. ده وحده بيخفف عني ومتقلقيش أنا لو في حاچة وكنت حاسس أني محتاچ اتكلم أول حد هيكون أنتي
_طيب اروح احضرلك العشا أظن هتاكل خلاص صح
ضحك بصمت رغما عنه واكتفى بهز رأسه لها بالإيجاب فمالت علبه بسرعة تلثم وجنته في سعادة وابتعدت لتتحرك نحو باب الغرفة وتغادر متجهة للمطبخ.
داخل
منزل خليل صفوان....
وصل جلال للمنزل وفور دخوله من باب المنزل رأى أولاده وهم يجلسون يشاهدون التلفاز على أحد برامج الكرتون للأطفال فضيق عيناه وهو يقول لهم باستغراب
أجاب عمار بهدوء تام
_أما قاعدة فوق أصلا لسا مراحتش بيت چدي
هتف جلال مندهشا بعدم فهم
_قاعدة فوق كيف يعني!.. وليه مراحتش
اكمل عمار وهو يزم شفتيه بجهل
_معرفش احنا فضلنا نخبط عليها وقالتلنا نهملها لوحدها ولما طلعنا تاني فضلنا نخبط على الباب مردتش علينا
تسلل الشك لصدر جلال والقلق استحوذ عليه أن يكون صابها مكروه من فرط الحزن وهي حامل فاندفع مسرعا نحو الدرج يصعده شبه ركضا حتى وصل للطابق الثاني أمام غرفته فتح الباب ودخل فوجدها فوق الفراش ونائمة بالعرض لم تكن في وضع طبيعي للنوم وليس من عادتها مما جعله يتأكد أن شيء ما صابها فأسرع نحوها متلهفا وجلس بجوارها وهي يهزها من كتفها هاتفا بصوت مزعور
لم تجيبه فعاد يكرر نفس المحاولة مجددا وهذه المرة يهزها بقوة أكثر حتى فتحت عيناها أخيرا وفور رؤيته لها تفتح عيناها أطلق زفيرا حارا براحة وهو يشكر ربه بينما هي فاعتدلت في نومتها وكانت ستهم بالنهوض لكنها تألمت قليلا وشعرت
بوخزة بسيطة في بطنها التي بدأ حجمها يظهر وترتفع دون تفكير وضع كفه فوق بطنها وذراعه الآخر على ظهرها ليساعدها على الجلوس وعندما جلست رفعت كفها تمسك رأسها وهي تتأوه پألم
_آه صداع في راسي
طالت نظرته لها ولم تكن دافئة مثلما كانت عليه منذ قليل بل عادت لسابقها قاسېة ومتبلدة المشاعر وهو يسألها
_ممشتيش ليه على بيت أبوكي
رغم أن عبارته انغرزت كسکين حاد في قلبها فبعدما كان هو يترجاها لتبقى معه الآن يسألها لماذا لم تذهب حاولت الثبات أمامه وعدم التخلي عن رغبتها فنظرت في عينيه الثاقبة وقالت بإصرار حقيقي
_مش همشي غير لما تسامحني ياچلال
..........نهاية الفصل.........