رواية في قبضة الشيخ عثمان الفصل السابع والاخير بقلم سمية رشاد
أصبحت أتغاضى عنها مؤخرا
كادت ضحكته أن تصدح لتفضح تمثيله الذي كان يتفنن فيه قبل ثواني إلا أنه أحكم السيطرة عليها ليوميء برأسه ببراءة خارجية تغطي عن عبثه ومكره الذي ينتويه لها فابتسمت إليه تسأله والشعور بالذنب يغازل مشاعرها الأمومية
لما لم تخبرني سابقا عن أمر خۏفك وعدم راحتك هذه فكنت سأسمح بأن تضمنا غرفة واحدة مادام الأمر هكذا
حسنا مر كل هذا ومن الآن لا خوف
أومأ إليها يطالعها بامتنان وشكر فنهضت واقفة لتقول
سأحضر الطعام لنتناوله بالأسفل برفقة أبي الحاج كما صرنا نفعل في الأيام السابقة
أومأ إليها لتغادر إلى المطبخ فضحك بخفوت لا يتماشى مع الرقصات الصاخبة التي يفتعلها قلبه بالداخل على نجاح ما خطط إليه فهو يعلم أن بانتقاله إلى غرفتها قد بدأ في هدم الحاجز الأخير الذي يقف سدا بين علاقته بها كزوج لها
كانا يجلسان بمقابل بعضهما وهما يتناولان الطعام بالدور الأول الخاص بوالده كانت عيناه تتابعها وهي تهتم بأبيه وتقطع له الطعام بيديها وتكاد تطعمه في فمه وكأنه صغيرها لقد بات يشعر أن والده أصبح يفضلها عنه فلم تمض مرة من المرات التي كان يمر على والده بها إلا وسأله الأخير عنها بل وكان يتذمر حينما تتأخر في النزول إليه فمن يصدق أنه أحيانا ما يشعر بالغيرة من أبيه لتدليلها له فهي تعامله كطفل صغير وكأنها خبيرة في معاملة الكهول وكم بدت هذه المعاملة تروق والده الذي يستغل دلالها له ويفرح به كطفل تخصه والدته بلعبة جديدة دون إخوته فاق من غوصه في بحرها على صوت أحد الرجال الذي يتعالى خارج البيت لينتبه إلى فزعها من هذه الأصوات فقال إليها مهدئا وهو ينهض واقفا ببرود لا يتناسب مع الضجة في الخارج
أومأت إليه بإيجاب بينما ظل في قلبها بعض القلق لتنتقل بنظرها إلى والده الذي يجلس هو الآخر بهدوء فحاولت نفض الخۏف عنها ولكنها لم تفلح
شعرت بحركة كثيرة خارج الغرفة ليبادر والد عثمان بالقول