رواية في قبضة الشيخ عثمان الفصل السابع والاخير بقلم سمية رشاد
انت في الصفحة 4 من 4 صفحات
على صډمتها من هؤلاء الأشرار بالنسبة لها والتي تراهم للمرة الأولى ومالبثت أن التفتت لعثمان الذي قال مازحا وكأنه آخر غير الذي كان يثور قبل قليل
إذا صدق حدثي وأنا الذي كنت أعتقد بأنني مراقبا من أحدهم لم أكن أدر أن ذاك الأحدهم جميل إلى هذا الحد
لم تكن في مزاج رائق فلم تبتسم لمزحته فتبدلت نبرته إلى الجدية وهو يقول
أومأت إليه بإيجاب مبتسمة بهدوء فاقترب مقبلا جبينها ثم تركها مغادرا يقول
ثم لن أسمح لك بالوقوف خلف هذا الشباك الذي يكشف لك الرجال مرة أخرى فأنا رجل أغار
قالها بلهجة مازحة وإن كان قاصدا لكل كلمة قالها لتوميء بطاعة فعلى كل الأحوال هي قد عزمت ألا تقف هنا مرة أخرى بعد كل هذا السوء الذي اكتشفته في البشر
عاد عثمان ليلا إلى بيته وشعور بالراحة يراود قلبه بعدما حضر مسعود اليوم إلي لقاء الجمعة الأسبوعي الذي قد دعاه إليه منذ فترة لتغيير بعض المعتقدات الخاطئة إليه فهو يعلم أن وجوده في هذا اللقاء يعد بمثابة اللبنة الأولى التي انتزعها من حائط منيع يفصل بينه وبين الطريق الصحيح
دلف إلى غرفته التي يشارك مارية بها وسرعان ما ارتسمت ابتسامة واسعة على ثغره وهو يتذكر كيف بدأ يتقرب منها شيء فشيء حتى أتم زواجه بها تذكر كيف استيقظت ومعالم وجهها تتحدث بما تعانيه من اضطراب لمرورها بأشياء لم تعلم عنها شيء قط ولكنه لم يقصر في اقتلاع الخۏف من جذوره حتى اعتادت عليه شيئا فشيء
ما بك مارية
فأجابته بتعب
يبدو أن ألم معدتي قد عاد إلى مرة ثانية ولكنه هذه المرة أقوى بل ويصحبه صداع الرأس
ظهرت الشفقة على وجهه ليقول
ارتد ثيابك وهيا لنذهب إلى الطبيبة
طالعته بتردد وقلق فطمئنها بتظرته وهو يساعدها في الوقوف ثم أخرج إليها رداء مناسب ومريح وساعدها في ارتدائه
كانا جالسان أمام الطبية بانتظار قولها لنتيجة الفحص ولم يطل انتظارهما والأخرى تبشرهما بابتسامة
يبدو أن صغيركم أصدر صخبا في رحم والدته كي تلتفتوا إليه وتعلموا بقدومه
لم تفهم مارية قولها إلا أن عثمان أفهمها وهو يصيح بسعادة
هل مارية حامل
أومأت الطبيبة برأسها ليلتفت إلى مارية يطالعها بقلب يرقص فرحا بينما الطبيبة بدأت تدون بعض التعليمات على الورقة فأخذها منها وخرج معها بسعادة غامرة
تشعر بهما ليضم عثمان راحتها وهو يتمتم بخفوت
كنت جائعا بل فقيرا ألتمس الدفء خلف ابتسامة كل عابر سبيل دون القدرة على البوح حتى جئت أنت فتبدل فقري إلى غنى فغدوت أسبح في بحور يملؤها دفء قلبك وحنان نظراتك
رسائل من الأبطال
وأنا الذي كنت عازفا عن الزواج لأجد نفسي في نهاية المطاف ساقطا ببئر عميق كلما رفعت يداي لأخرج منه أجد يداك تجذبني إليها بقوة فيسعد قلبي ويغرق بعيناك حبيبتاي لأجدني عدت إلى القاع مرة أخرى
عثمان
أشعر بأن قلبي المتيم بك هذا أحد كواكب المجموعة الشمسية التي لا يسكنها سواك بل غدوت أشعر أنه كوكب غير مناسب للبشر أن يعيشون على سطحه إلا أنه يبذل قصارى جهده كي يصير كوكب يهنأ أفراده بالعيش فوقه فيغدو طعامهم الحب الخالص ومشربهم العشق بينما يتنفسون هواء من حنان نفثه قلبي لټغرق أنت بداخله ففاض الحنان هذا حتى أغرق جميع من يعيشوف فوقه
مارية