الخميس 09 يناير 2025

رواية وبالحب اهتديت الفصل الثالث بقلم سلمي خالد ابراهيم

انت في الصفحة 2 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

تخلي اليوم دا يحصل 
تأمل غفران نظرات جده الساخرة ليبادله بأخرى ساخرة وكأنها رسالة له ثم استدار يتحرك بعكازه وتلك العرجة واضحة ولكن يرفع رأسه بشموخ وكأنه حجر لن ينكسر 
جلس الجد جبران على مقعده الخاص مصنوعا من الجلد ينحني عاتقه بتعب وكأن هناك من وضع أثقال عليها نظر نحو المقعد الموجود بمواجهته ثم تذكر حديثه مع ابنته 
إزاي يا بابا اجوزها وهي فاقدة الذاكرة!
قالتها ناهد پصدمة وهي تنتفض من مقعدها ليشير لها الجد جبران بأن تجلس مجددا يردد بهدوء
بنتك لما الذاكرة ترجعلها هتتجوز تاني
صمتت ناهد ولم تستطع الحديث فهي تعلم بوفاء ابنتها الشديد لأحمد أكمل جبران بذات النبرة الهادئة
صدقيني يا ناهد دا الحل بنتك لما ترجعلها الذاكرة هتتعب لزما يكون حد معاها وأنت مشغولة بملك ويقين مش هتعرف تقف معاها بنتك محتاجة رجل في حياتها وغفران على اد ما هو شخصية قوية بس في حنية الدنيا ولولا الحاډثة اللي حصلتله كان زمانه متجوز اساس ومخلف 
صمت قليلا يدرس تعبير وجهها ليسترسل بتوجس
ولا أنت مش موافقة عشان العرجة!
شهقت ناهد پصدمة من حديثه لتجيبه سريعا
لالا ابدا غفران ابني حتى فاطمة مش هتبص على الجزء دا فيه أنا خاېفة بنتي تلومني على الفكرة دي وخاصة لما الذاكرة ترجعلها وغفران برضو لما يعرف إنها كانت مخطوبة لحد قابله وبتحبه هيحصل ايه!
مد والدها يده يمسك بكفها مربتا عليه بحنو يتمتم بصوت جاد
صدقيني يا بنتي دا اسلم حل على الأقل لما ترجع الذاكرة غفران هيكون معاها وأنا متأكد من أنها هتحب غفران 
تنهدت ناهد بتعب ثم نظرت إلى والدها قائلة بأعين مدمعة
ماشي يا بابا 
ابتسم لها الجد جبران ثم استرسل بجدية
ويقين لجبران 
اتسعت عين ناهد پصدمة تحرك رأسها بنفي تحدثه بتعجب
إزاي يعني! دول مش طايقين بعض من اخر مرة بعد ما دخلت اوضته وبهدلتها 
نظر لها بنصف عين ثم قال بهدوء
ولا هي هتنسى بهدلتك ليها قدمنا 
تأملت ناهد حديثه والدها ثم حركت رأسها بنفي فهي ابنتها وبالتأكيد ستنسى ما فعلته فهي لم تفعل شيء سوى مصلحتها استرسل والدها بالحديث في جدية تامة
بنتك هتحب جبران وجبران هيحبها بس لزما تشدي على يقين شوية عشان توافق بجبران وكله لمصلحتها وأنا بنفسي لو حسيت إنها مرتحتش هطلقها منه 
تأملت حدقتي والدها التي تبث لها الأمان ثم قالت بأمل
أنا أول مرة فشلت فعلاج ولادي وكنت هخسرهم المرة دي هسيبك تتصرف يا بابا واللي شايفه صح أنا معاك فيه 
ابتسم الجد جبران براحة ثم قال برضا
طيب خلي البنات يوافقوا وسبيلي أمر الشباب هخليهم يوافقوا 
اومأت ناهد بإيجابية ثم نهضت تغادر الغرفة عائدة لابنتها ملك مجددا ولكن بقى هو يتأمل طيفها حتى اختفى يأمل بأن ما يفعله ليس سوى الصواب 
نهض من مكانه ما أن انتهى تذكره لهذا الحدث الهام يحمل أوراق الحالة الخاصة بملك واوراق أخرى خاصة بأعماله من خزانته السرية والتي لا يعرف ارقامها سواه غادر إلى المركز العلاج النفسي والذي يحمل قسم لمرضى التوحد انطلق بسيارته سريعا حتى وصل إلى مسقطه ثم وصل للمقهى الذي يجلسون به ثلاثتهم ودلف إليهم ولكن ما أن جلس حتى قال موجها حديثه إلى خليل
اخر الأسبوع كتب كتاب غفران وفاطمة وجبران ويقين وأنامش هروح النهاردة لأني هكذا لكتب الكتاب 
اتسعت عين خليل پصدمة في حين نظرت ناهد إلى والدها

انت في الصفحة 2 من 6 صفحات