رواية طوق النجاة الجزء الثالث من بك احيا الفصل الاول بقلم ناهد خالد
مكانه فأصبح إماما لمسجد الحي والجميع يستشيره فيما يخص الأمور الدينية.
ازيك يا شيخ محمد
بملامح سمحة وابتهاج حقيقي أجابه
أنا بخير ياخويا أنت اخبارك ايه أخيرا قررت تيجي تشوفنا ده أنت من يوم ۏفاة أمك من سنتين وبصراحة أنا قولت مش هنشوفك تاني اذا كان أيام ما أمك كانت عايشة كنت بتيجي تزورنا كل كام شهر مرة وهي عشر دقايق وبتمشي بس أنا مبسوط اوي إنك جيت.
مشاغل مانت عارف.
ارتفع صوت قرآن صلاة العشاء ليبتسم محمد والأخير أشاح برأسه بعيدا حدثه محمد بعدها يقول
مالك بقى شكلك حزين وتايه.
في بادئ الأمر فكر ألا يخبره بشيء لكن هو يحتاج للتحدث مع أحدهم يشعر أنه سيجن وهو في خندق ضيق لا يعرف طريق للخروج زفرة قوية تبعها قوله
كالعادة حديثه مقتضب وشقيقه يعرفه فلم يستاء بل قال بشفقة واضحة
لا اله الا الله خير هي عاملة حاډثة ولا حاجة
لا كانت حامل وكان الحمل خطړ فاضطروا يعملوا اجهاض بس جسمها كان ضعيف وكان عندها مشاكل تانية فدخلت غيبوبة بقالها أسبوع فيها والنهاردة بيقولوا مؤشراتها مش كويسة ومش في ايدهم حاجه.
ومين في ايده حاجه غير ربنا هم بيعملوا اللي عليهم والباقي بتبقى إرادة ربنا هي المسيطرة وأنت عملت ايه
رفع منكبيه بضيق وهو يقول
هعمل ايه قولتلهم اسفرها او اطلبلها دكاترة من بره قالوا مش هيعملوا اكتر من اللي هم بيعملوه وهي في اكبر مستشفى في القاهرة واشطر دكاترة هناك.
مش قصدي على الدكاترة يا دياب قصدي يعني اتصدقت بنية شفائها صليت ودعيت لها قريت قرآن وبعدها دعيت ربنا يشفيها صليت صلاة قيام ودعيت فيها ده قصدي مادام الطب عجز ربنا مبيعجزش.
أنت عارف إني مبصليش.
بكل تبجح قالها بوجه جامد وشقيقه لم يتفاجأ هو يعرف ان شقيقه ذهب في طريق اللاعودة دياب الشاب الذي نشأ معه لم يعد كما هو واعماله ليست مشروعة ولكنه لن ييأس أن يعيد له صوابه فهو مدرك تماما أن بداخله نبتة جيدة زرعها فيه والده الشيخ ممدوح .
تمام هديك مبلغ وزعه بمعرفتك.
نظر له بابتسامة بسيطة يسأله
وهصلي مكانك
نظر له حانقا واجابه
ادعيلها وأت بتصلي يا شيخ!
بس أنت صاحب النكبة يا دياب وربنا مش هيستجيب مني زي ما يستجيب منك وأنا مش هدعي من قلبي زي مانت هتعمل.
امتعضت ملامحه وقال بحدة
محمد بلاش شغل اللف والدوران بتاعك ده أنت عاوزني اجي اصلي معاك بس مش بالعافية هي!
مش بالعافية يابن الشيخ ممدوح فاكر يا دياب لما كنت تسبقنا على الجامع كنت بتسبق ابوك نفسه وتقوله بحب أروح الجامع وهو فاضي واحس إني بستقبل المصليين فاكر لما ابوك جابلك العجلة اللي كان نفسك فيها عشان حفظت 10 أجزاء من القرآن وأنت لسه 9 سنين طب فاكر لما كنت دايما تتحايل على ابونا ياخدك معاه مجالس الشيوخ وتقوله عشان لما اكبر أكون شيخ فاهم واحسن من كل اللي في جيلي
ادمعت عيناه رغما عنه لكل هذه الذكريات التي لم ينساها لكنه يتناسها وخفق قلبه بقوة وهو يتذكر تلك الفترة