الإثنين 06 يناير 2025

رواية في قبضة الشيخ عثمان الفصل الاول بقلم سمية رشاد

انت في الصفحة 2 من 4 صفحات

موقع أيام نيوز

مما جعله يهتف پصدمة
كيف تسألني عن شكواي! ألا ترى الظلم الواقع على بهذا النصيب الضئيل الذي قد حكموا لي به بل كيف تقبل أن تأخذ البنتان أكثر مني الطفلتان تأخذان الثلثان وماذا تبقى لي إذا ما هذا الهزل
غزى الاحمرار وجه الشيخ عثمان بشدة ثم طرق على الطاولة أمامه بضيق ليبين شدة غضبه قبلما يقف صائحا بانفعال
من أنت لتصف كلام الله بالهزل كيف طاوعك لسانك بنطق هذه العبارة إن كنت قد أخطأت في حقي لكنت عفوت عنك لكن كلام الله لا أتهاون فيه ولن أسامحك أبدا على ما اقترفت.
كيف أخطأت في حق الله أنا لم أفعل شيء
صاح بها الرجل متعجبا فأجابه الشيخ برفق مخالف لغضبه السابق
فإن كانتا اثنتين فلهما الثلثان مما ترك
فإن كان لكم ولد فلهن الثمن مما تركتم 
ثم أردف بعدما انتهى من سرد كلمات القرآن 
هذا كلام الله الخاص بحال فقيدكم وهذا ما أسميته بالهزل وبحكم الله أنت ليس لك سوى الباقي منهن ولن أعاقبك هذه المرة على خطأك خشية من أن تكون حقا لا تعلم أن الحكم كان لما جاء في القرآن فأعاقبك على ما تجهله انتهت الجلسة.
صاح بها پعنف ثم ترك الجميع و توجه إلى الخارج ليذهب إلى بيته ويحاول تهدئة عقله بعدما أثاره هذا الرجل.
نظر الرجل في أثره بضيق ثم تمتم بصوت لا يسمعه سواه 
لا أعلم من أين قدمت هذه المصائب التي لا نعلم لها أصل بيننا لا سامح الله من جاء بمن هو بعمر أولادنا وجعله كبيرا علينا.
دلف إلى أحد المنازل الصغيرة نوعا ما عن ما كان يجلس فيه بحضرة الرجال وفي أقل من الدقيقة كان يرتمي تحت أقدام أحد الرجال الكهول مقبلا قدميه بينما الرجل قد أشاح بوجهه إلى الجهة الأخرى مدعيا الضيق منه اتسعت ابتسامته لينهض ويقبل جبينه بحنان فائق لو رآه الرجال الذين كان بحضرتهم لما صدقوا أبدا أن كبيرهم الذي يخشون كل صغيرة تصدر عنه يهدهد أبيه بهذه الطريقة التي تسر الناظرين.
أمازلت غاضبا مني بعد رؤيتك لهذا الوجه الحسن!
زاد أبيه من تدلله عليه فاقترب منه أكثر بأعين ماكرة يعلمها والده جيدا ثم بدأ في دغدغته برفق لترتفع ضحكات أبيه بشدة اختلطت بتأوهات إرهاقه.
توقف عما يفعل بعدما شعر بلين قلبه من ناحيته فهمس بخفوت محاولا مراضاته 
يا أبي أنت تعلم بأني لم يؤخرني عنك سوى الأمور الهامة فلما تتذمر الآن ألم نتفق على هذا من قبل!
نظر أبيه إليه بضيق ثم همس 
ولكنك تأخرت علي كثيرا اليوم وقد مللت حد السماء من الجلوس بمفردي.
اغتمت عيناه بشفقه على حال والده هو لا يعلم ماذا عليه أن يفعل فهو كهل في الثمانين من عمره أرهقه الكبر حتى صار لا يستطيع الحركة بمفرده

انت في الصفحة 2 من 4 صفحات