الجمعة 03 يناير 2025

رواية بين غياهب الاقدار الجزء الثاني من في قبضة الاقدار الفصل السادس والعشرون بقلم نورهان العشرى

انت في الصفحة 1 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

متنسوش تدعوا أن ربنا ينصر اخواتنا في فلسطين و ينتقم من عدو الله و عدونا
بسم الله الرحمن الرحيم
السادس و العشرون بين غياهب الأقدار 
هناك أشخاص في هذا العالم كالمصابيح يضيئون دروبنا المظلمة العثور عليهم صعب و التفريط بهم مستحيل . كذلك الذي يخبرك دائما بأنه س يغادرك ولكنه لا يجرؤ عن الإبتعاد أبدا ..

و ذلك الذي يظهر فيك صفاتك الجميلة التي لم تلاحظها في نفسك يوما .. 
و ذلك الذي يتحمل رماديتك و مزاجك السيء بقلب رحب . وأيضا هذا الذي يستمر ب إخبارك بأنك الأروع في هذا العالم. 
وعلى رأسهم هذا الذي يغفر جميع ذلاتك غضبك قسوتك إزعاجك و تذمرك الدائم. يوقن بأن كل تلك الأشياء عابرة بعيده عن طبيعتك و يدرك بأنه لا يوجد شخص كامل في هذه الحياة . كلما رأيت نفسك بعينيه تقع بعشقها بإستطاعته تبديد غيومك السوداء وإعادة الصفاء إلى سماءك من جديد لتبدو مشرقة.
نورهان العشري 
انتهى الطبيب من فحصه لها تحت أنظار غلفها القلق ولكنه كعادته كان صامتا إلى أن تحدث الطبيب بعملية 
القولون عندها متهيج جدا 
سالم بخشونة 
و دا من إيه 
قولون عصبي من الواضح أن مدام فرح عصبية جدا و دا غلط .. الموضوع مش خطېر بس متعب .. أنا هكتبلها على شويه أدوية و ياريت كمان تحافظ من لخبطة الأكل لحد ما الدنيا تهدي معاها .. و الف سلامه عليها 
انكمشت ملامحه پغضب أرسلته عينيه إليها ثم تحدث بإقتضاب 
شكرا يا دكتور..
اومأ الطبيب قبل أن يرافقه سالم للخارج فوجد الجميع بانتظاره فوجه حديثه إلى شقيقه 
وصل الدكتور يا سليم ..
أطاعه سليم بصمت وحين غادر مع الطبيب تحدثت أمينة بلهفه 
طمني يا سالم ..
أجابها بإقتضاب
تعب عادي يا حاجة متشغليش بالك .. لو سمحتي خلي حد يطلعلنا العشا هنا 
خابت آمالها و تمتمت بخفوت 
حاضر .. 
لم يضيف شيئا إنما توجه للداخل مغلقا الباب خلفه فقابلته بسيل الأسئلة التي تضج بعقلها كالذباب منذ أن ألقى بقنبلته في وجهها ثم قاطعهم قدوم الطبيب الذي انتظرت أن يمر لقاءه بسرعه حتى تفهم ماذا حدث
ممكن تفهمني بقي إيه القنبلة اللي رمتها في وشي دي 
تجاهل سؤالها وقال بحنق 
أنت هتهتمي بصحتك امتى 
لم تهتم لكلماته الغاضبة إنما هبت بنفاذ صبر متوجهه إليه وقامت بإحتواء كفه بين يديها لتجذبه وسط أنظاره المندهشة وقامت بإجلاسه على السرير و جلست بجانبه وهي تقول بإلحاح
سالم .. اركن كل حاجة على جنب دلوقتي و جاوبني .. إن كان قاولوني متهيج فأنا عقلي هيشت من كلامك ..
زفر بتعب قبل أن يقوم بجذب هاتفه و قام بفتحه و العبث به لثوان قبل أن يضعه أمامها لتجد فيديو مسجل لمروان الذي يقهقه بمرح مع رجل لا تعرفه ثم قال بجدية 
كدا يبقي اتفقنا نقرا الفاتحة بقي ..
ثم قام مروان بمد يديه ليصافح الرجل الذي لم ترتح لها نفسها و بعدها أخذ منه شيئا لم يكن واضحا و من ثم انتهى الفيديو فنظرت إلى سالم پصدمة انبثقت على هيئة حروف تتوسل له أن ېكذب ما رأته 
ماتقوليش أن الراجل دا هو ناجي 
اومأ بخيبة أمل لخصها في كلمة مختصرة 
هو ..
و كأن الكلمة كانت سيفا شق قلبها لنصفين فقد إنهار العالم من حولها فكيف لذلك الشخص النقي المرح الذي ينجح دائما في رسم البهجة على وشوشهم أن يكن كاذبا مخادعا و الأصعب من ذلك خائڼا ! هل يوجد أشخاص ماهرين في الخداع لهذة الدرجة 
التقمت عينيها جموده الظاهري و رق قلبها كثيرا لمظهره فهذه هي حالتها فكيف هو حاله 
فتألم قلبها لهذا الجبل الذي يحمل أكثر بكثير من طاقة البشر !
زينت جبينه بقبلة قويه بثته فيها أمانا يحتاجه فتجمدت للحظة بمكانها حين شعرت بشيء دافئ يبلل ذراعيها التي تحتضنه و انشق قلبها لنصفين ل عبراته التي هطلت بصمت تحكي مقدار الألم الهائل الذي يحجبه عن الجميع بينما يقف أمامهم شامخا لا يتأثر ولكن داخله ېحترق بصمت .. 
مر قرابة الخمس دقائق من الصمت وهي تحتضنه بكل ما أوتيت من حنان حتي وجدته يعتدل محاولا نفض هذا الضعف الذي يعتريه فمثله لا يليق به الهوان أبدا ثم ڼصب عوده و وثب قائما ليتوجه إلى الحمام دون حديث فتضاعف الألم بقلبها و سالت مياه عينيها پقهر فكم ترغب لو تجذبه إليها مرة ثانية و تخبره بأن تلك العبرات ليست ضعفا بل إنها أرهاق قلبه الذي يحمل الكثير ولكنها تعلم جيدا بأنه لن يتقبل ذلك .. يكفيها تلك الدقائق التي تعرت فيها مشاعره امامها.
ألما هائلا يجتاحه للحد الذي يصعب عليه التنفس يشعر بيد قويه تقبض قلبه و تمزق روحه والأكثر من ذلك أن مثله لم يعتد علي التعبير عن حزنه مما أعطى المساحه لهذا الألم الشديد لممارسة طقوسه السوداء على جسده الذي يشعر بوهن قوي لا يتقبله كبرياءه .. لول
أخذته قدماه إلى حوض الإستحمام و قام بفتح المياه التي غمرت جسده و بللت ملابسه التي لم يخلعها عنه فقد أراد إطفاء نيرانه أولا .
مرت قرابة الربع ساعة قبل أن يخرج و يقوم بالتخلص من ثيابه و الإستحمام ثم لف منشفة حول خصره يتوجه إلى الخارج فوقعت عينيه عليها وهي تدور مثل الفراشة في الغرفة و سرعان ما توقفت علي مظهره الرائع فقد كانت قطرات المياة تتدلل علي جسده الصلب المليئ بالعضلات التي تسلب أنفاسها .. وسامته الفظة و تلك الهالة من القوة البدائية التي تحيط به لها وقع السحر على قلبها الذي تعثرت نبضاته بقوة جعلت الډماء تتدفق پعنف إلى أوردتها فقادتها قدماها إليه لم يقطعه صوته الخشن حين قال 
اوعديني تفضلي هنا علي طول ..
ماليش مكان غير هنا.. 
حتي لو ليك .. متبعديش ابدا 
تابعت العزف على أوتار قلبه قائلة بخفوت
وجودك حلم مستحيل مكنش عندي الجرأة احلمه .. تفتكر لما الحلم اتحول لواقع هقدر أبعد !
زفر بحړقة قبل ان يضيف بعتب
أومال ليه بتعملي كده 
جهرت پألم 
عشان مش لقياك ..
أنت أكتر حد عارف مسؤولياتي
قاطعته بوضع إصبعها فوق شفتيه لتقول بخفوت 
انت بعيد بقلبك يا سالم و دا اللي واجعني .. عامل حاجز بيني و بينك .. بتبعدني عن كل حاجة معرفش بقصد منك ولا لا .. بس أنا عايزة أكون اقربلك حتى من نفسك ..
غازلتها عيناه و صرح بإستفهام يؤكد علي رجاءها
و مين قالك انك مش كدا
عشان أنا فعلا مش كدا .. يعني لو مكنش اللي حصل دا حصل كنت هتحكيلي على موضوع مروان 
لأول مرة يتوارى خلف صمته أمام عينيها فصاحت بتذمر
شوفت بقي.. عرفت إيه مزعلني .. 
عرفت
أجابها بإختصار فتدللت كفوفها تحوى وجهه و أرسلت عينيها سهام عاشقه مستقرها قلبه وهي تقول

انت في الصفحة 1 من 7 صفحات