الأربعاء 25 ديسمبر 2024

رواية جبل الڼار الفصل الاول بقلم رانيا الخولي

انت في الصفحة 3 من 4 صفحات

موقع أيام نيوز

لشيء أن يخمدها إلا بالاڼتقام ممن آذوها وبالأخص هو
لن ترأف ولن ترحم حتى لو وصلت إلى قت له كما فعل بها من قبل 
مازالت تلك الليلة عالقة في مخيلتها ولم يمحيها الدهر.
خرجت من المرحاض ووقفت أمام المرآة تمشط خصلاتها فجالت إليها بعض الذكريات التي خدعت بها عندما كان يتغنى بلونه البني وخدعت هي بكلماته المعسولة.
تساقطت دموعها وهي تتذكر كيف كان يستجدي نظرة واحدة منها 
كيف كان يستجدي قلبها حتى خضع له
كل ذلك كان محض اكاذيب ووقعت هي في شركه
فاقت من مشاعرها الوردية على حقيقته التي دمرتها وقضت عليها 
أخذت تغسل في جسدها كأنها بتلك الطريقة تمحي آثاره علها لكن لا فائدة
مازالت تشعر بلمساته القاسېة وأنفاسه التي كانت تقذف حمما ټحرقها بلهيبها
تذكرت حينما استطاعت الافلات من بين يديه والهرب منه لكن ما أن وصلت لباب الغرفة حتى استطاع الوصول إليها 
حتى فقدت الوعي
سقطت على الأرضية لتبكي پألم ېمزق القلوب 
خرجت من الغرفة ولم تبالي بهيئتها ولا لآثار الصڤعات الحادة على وجهها.
كل ما يهمها هو الهرب من ذلك المكان.
سمعت طرق على الباب وصوت أمينة تناديها بقلق
_حور انتي كويسة
اغمضت عينيها وأخذت نفس عميق تطرد به تلك الذكريات الأليمة ثم تمتمت بصوت مهزوز
_ا..اااه متقلقيش انا خارجة حالا.
أخذت نفس عميق مرات متتالية كما اخبرها الطبيب عندما تداهمها الذكريات ثم نهضت لتلف جسدها بالمنشفة ثم خرجت من المرحاض
مرت أمام المرآة فتنتبه لأول مرة أنها تغيرت كثيرا
حتى ملامحها أصبحت ذابلة 
وضعت يدها على تلك الندبة التي احتلت جانب عنقها وظلت متمسكة به رغم مرور عامان وأكثر 
وضعت يدها تتحسسها وجالت بخاطرها الذكريات عندما عادت إلى المنزل في ذلك الوقت المتأخر
كانت تجر قدميها وتدلف من الباب الخلفي كي لا يراها أحد
لكن كانت مدبرة المنزل ومربيتها قد جافها النوم من القلق عليها وجلست في الحديقة تنتظر عودتها بعد أن فشلت بالاتصال بها.
صكت على صدرها عندما وجدتها تدلف عليها بتلك الحالة 
أسرعت إليها عندما سقطت أسيل على ركبتيها وچثت امامها تسألها بفزع
_ ايه اللي عمل فيكي كدة
تجمعت العبرات داخل عينيها وتمتمت بصوت مهزوز
_دبحني يادادة.
اتسعت عين أمينة پصدمة وتطلعت إلى آثار عنفه عليها فعلمت بأن ذلك الرجل قام بالغدر بها 
أمسكت ذراعها تساعدها على النهوض وقالت بوجل
_طيب تعالي نطلع اوضتك قبل ما حد يشوفك.
كانت مسلوبة الإرادة واستسلمت ليديها التي تساعدها على النهوض وهمت بالتحرك لكن توقفت أقدامهم عن الحركة عندما رأته أمامها
أغمضت عينيها تحاول محو ذلك الماضي من رأسها لكن يبدو انه سيلاحقها طوال عمرها
في اليوم التالي
ترجل داغر الدرج وقد بدا يعتاد المكان بعد غياب استمر عامين
أخذ يتحسس الطريق حتى وصل لغرفة الطعام حيث ينتظره عمه تقدم من الطاولة وهو يقول
_صباح الخير يا عمي.
ترك عمه الهاتف من يده ورد بحب
_صباح النور ها نمت كويس
جلس داغر على المقعد ورد بعدم اكتراث 
_عادي مفيش فرق المهم هتنزل القاهرة النهاردة
شرع خليل في تناول افطاره وأجاب باقتضاب
_لأ.
_ليه
_لأنك ببساطة مردتش عليا.
جعد وجهه باستياء لأصرار عمه على ذلك الطلب وقال بامتعاض
_ ياعمي انا مش عارف انت ليه مصر على الطلب ده هما هيكونوا تلات أيام بس في الأسبوع وهترجع تاني بلاش تحسسني إني عيل صغير مش هعرف افضل لوحدي.
_لا ياابني الموضوع مش كدة بس كل الحكاية.
قاطعه داغر بتصميم 
_لازم ترجع شغلك لأن القضاء أكيد مفتقد انسان نزيه زيك فبلاش قلقك الزيادة ده لأنه بيحسسني بالعجز.
رد خليل بإصرار 
_قول اللي تقوله انا مصر ومش هغير رأيي.
تنهد داغر باستسلام 
_ماشي ياعمي اللي تشوفه مع اني شايف إن سلوى قايمة بالدور

انت في الصفحة 3 من 4 صفحات