رواية جبل الڼار الفصل الاول بقلم رانيا الخولي
لشيء أن يخمدها إلا بالاڼتقام ممن آذوها وبالأخص هو
لن ترأف ولن ترحم حتى لو وصلت إلى قت له كما فعل بها من قبل
مازالت تلك الليلة عالقة في مخيلتها ولم يمحيها الدهر.
خرجت من المرحاض ووقفت أمام المرآة تمشط خصلاتها فجالت إليها بعض الذكريات التي خدعت بها عندما كان يتغنى بلونه البني وخدعت هي بكلماته المعسولة.
كيف كان يستجدي قلبها حتى خضع له
كل ذلك كان محض اكاذيب ووقعت هي في شركه
فاقت من مشاعرها الوردية على حقيقته التي دمرتها وقضت عليها
أخذت تغسل في جسدها كأنها بتلك الطريقة تمحي آثاره علها لكن لا فائدة
مازالت تشعر بلمساته القاسېة وأنفاسه التي كانت تقذف حمما ټحرقها بلهيبها
حتى فقدت الوعي
سقطت على الأرضية لتبكي پألم ېمزق القلوب
خرجت من الغرفة ولم تبالي بهيئتها ولا لآثار الصڤعات الحادة على وجهها.
كل ما يهمها هو الهرب من ذلك المكان.
سمعت طرق على الباب وصوت أمينة تناديها بقلق
اغمضت عينيها وأخذت نفس عميق تطرد به تلك الذكريات الأليمة ثم تمتمت بصوت مهزوز
_ا..اااه متقلقيش انا خارجة حالا.
أخذت نفس عميق مرات متتالية كما اخبرها الطبيب عندما تداهمها الذكريات ثم نهضت لتلف جسدها بالمنشفة ثم خرجت من المرحاض
مرت أمام المرآة فتنتبه لأول مرة أنها تغيرت كثيرا
حتى ملامحها أصبحت ذابلة
وضعت يدها تتحسسها وجالت بخاطرها الذكريات عندما عادت إلى المنزل في ذلك الوقت المتأخر
كانت تجر قدميها وتدلف من الباب الخلفي كي لا يراها أحد
لكن كانت مدبرة المنزل ومربيتها قد جافها النوم من القلق عليها وجلست في الحديقة تنتظر عودتها بعد أن فشلت بالاتصال بها.
أسرعت إليها عندما سقطت أسيل على ركبتيها وچثت امامها تسألها بفزع
_ ايه اللي عمل فيكي كدة
تجمعت العبرات داخل عينيها وتمتمت بصوت مهزوز
_دبحني يادادة.
اتسعت عين أمينة پصدمة وتطلعت إلى آثار عنفه عليها فعلمت بأن ذلك الرجل قام بالغدر بها
أمسكت ذراعها تساعدها على النهوض وقالت بوجل
كانت مسلوبة الإرادة واستسلمت ليديها التي تساعدها على النهوض وهمت بالتحرك لكن توقفت أقدامهم عن الحركة عندما رأته أمامها
أغمضت عينيها تحاول محو ذلك الماضي من رأسها لكن يبدو انه سيلاحقها طوال عمرها
في اليوم التالي
ترجل داغر الدرج وقد بدا يعتاد المكان بعد غياب استمر عامين
أخذ يتحسس الطريق حتى وصل لغرفة الطعام حيث ينتظره عمه تقدم من الطاولة وهو يقول
_صباح الخير يا عمي.
ترك عمه الهاتف من يده ورد بحب
_صباح النور ها نمت كويس
جلس داغر على المقعد ورد بعدم اكتراث
_عادي مفيش فرق المهم هتنزل القاهرة النهاردة
شرع خليل في تناول افطاره وأجاب باقتضاب
_لأ.
_ليه
_لأنك ببساطة مردتش عليا.
جعد وجهه باستياء لأصرار عمه على ذلك الطلب وقال بامتعاض
_ ياعمي انا مش عارف انت ليه مصر على الطلب ده هما هيكونوا تلات أيام بس في الأسبوع وهترجع تاني بلاش تحسسني إني عيل صغير مش هعرف افضل لوحدي.
_لا ياابني الموضوع مش كدة بس كل الحكاية.
قاطعه داغر بتصميم
_لازم ترجع شغلك لأن القضاء أكيد مفتقد انسان نزيه زيك فبلاش قلقك الزيادة ده لأنه بيحسسني بالعجز.
رد خليل بإصرار
_قول اللي تقوله انا مصر ومش هغير رأيي.
تنهد داغر باستسلام
_ماشي ياعمي اللي تشوفه مع اني شايف إن سلوى قايمة بالدور