رواية جبل الڼار الفصل الثاني بقلم رانيا الخولي
انت في الصفحة 4 من 4 صفحات
في المرآة محركة مشاعره بهيئتها.
ابتسم برضا لها فهي تعرف جيدا كيف تسعده وكيف تلبي احتياجاته كرجل لكن ذلك القلب الأحمق لم يستطيع النبض لها
بخطوات بطيئة تقدمت منه وكأنها تتلاعب على أوتاره حتى وقفت على قدمية العاړية وقربت وجهها من وجهه متمتمة بخفوت بين شفتيه
_وحشتني بقالنا فترة بعاد عن بعض وقلت.
لم يتركها تكمل جملتها وقاطعها بأن وضع أصبعه على فمها وأخذت عينيه تجوب ملامحها ثم نزلت لعنقها الذي يغريه لطبع بصمته عليه
ترحب بتلك اللحظات التي تعيشها بين يديه ويتغزل بها بكل الكلمات التي يعرفها لكن يقت لها بل يذب حها عندما ينطق بأسم أخرى وهي التي باحضانه
كانت قبلاته متلهفة تطالب دائما بالمزيد ومن بين قبلاته ينطق اسمها.
تتقبلها وتتصنع عدم سماعها حتى تنتهي جولتهم ويستلقي بجوارها يضع رأسه على كتفها كطفل صغير يتشبث بمن يعيطه الحنان لكن عقله وقلبه مع أخرى.
لو فقط يعشقها مثل ما تعشقه لكانت أسعد امرأة بالوجود لكن ليس كل ما يطلبه المرء يدركه
اخذت تتلاعب بخصلاته وهي تنظر إليه بعتاب حتى غلبها النعاس ونامت بجواره.
في المساء
كانت حور تعمل في قسم العناية المركزة عندما أخبرتها الممرضة بأن مدير المشفى يريدها في الطابق الثالث
صعقټ لرؤيته وعادت بظهرها للخلف وقد أخذت ضربات قلبها تهدر پعنف.
ما الذي جاء به إلى هنا
هل علم بوجودها
لكن كيف
القت نظره اخرى فوجدته مازال واقفا ويبدو عليه القلق.
ماذا حدث
ولما جاء إلى الإسكندرية
هل يعلم الدكتور عاصم بوجوده
كل تلك الأسئلة تدور بخلدها
عليها الهرب بأي طريقة
فإذا رآها وعلم أنها مازالت على قيد الحياة فلن يرأف بها ولا بسليم
ظلت تدعوا ربها أن ينقذها من ذلك الموقف
أخذ الدوار يقتحم رأسها لكنها قاومت ليس الآن فهي على وشك الوقوع في براثين والدها
حاولت تنظيم أنفاسها المتسارعة كي يخفف من حدة الدوار لكنه يشتد أكثر
عادت مسرعة للوراء ودقات قلبها تهدر بقوة حتى جعلت جسدها يرتجف بشدة
لقد رآها علم بوجودها انتهى أمرها.
شعرت بأقدام تتقدم منها وعند تلك النقطة استسلمت لمصيرها
_داغر
انتبه داغر لذلك الصوت والذي تعجب من سماعه
استدار مستعدا لتلك المشاغبة والتي ستنتهي سكينته بوجودها
_I miss you
ابتسم داغر وهو يتحسس وجهها بحب
_وانتي كمان ليه مقولتيش كنت بعت حد يستناكي في المطار
ردت الفتاة بلهجة ركيكة
_قلت اعملها مفاجأة داد حاول يتصل بك كتير بس انت مش بترد
احتضنت ذراعه وتابعت بحب
_افتقدتك كتيير داغر مقدرتش اقعد من غيرك.
ضحك داغر وسألها
_هصدق مع انك رفضت تيجي تسلمي عليا قبل ما أمشي
قالت بدلال
_مش بحب الوداع وانت عارف كدة كويس وبعدين لو كنت قابلتك كنت هقع بلساني واقولك إني جاية وراك
جذبت يده وقالت
_تعالي ندخل جوه لأن عمو وحشني اوي
دلفت معه للداخل وقد استطاعت أن تخرجه من حالة اليأس التي تمكنت منه تلك الفترة.
دلفت للداخل فتجد خليل ينزل الدرج
اسرعت إليه تحتضنه بدوره وقالت بمرح
_ايه رأيك في المفاجأة دي
احتضنها خليل بحب وقال بابتسامة
_مفاجأة جميلة طبعا يا حبيبتي بس جيتي ازاي.
نزلت معه باقي الدرجات وهي تجيبه بحماس
_أنا طلبت من بابا إني ارجع معاكم وهو وافق صحيح ماما رفضت
بس فضلت وراها لحد ما وافقت بس اوراقي طولت شوية وقلت اسافر وراكم
أحاطها داغر بذراعه ليقبل رأسها
_ناوية تطولي ولا هترجعي على طول
_هرجع معاكم وقت العملية بس في الإجازة هقضيها معاكم.
قال خليل
_طيب يلا غيري هدومك وتعالي نقعد مع بعض.
وقفت حور ترتعد پخوف تنتظر نهايتها حتى تفاجئت بصوت يسألها
_حور ايه اللي موقفك كدة
انتفضت حور اثر ذلك الصوت فاطمئنت عندما وجدته الدكتور ثابت ازدردت جفاف حلقها وردت بتيهة
_لا أبدا انا بس كنت دايخة شوية وقلت ارتاح شوية.
تطلعت إلى مكان والدها فوجدته
يدلف الغرفة التي كان واقفا أمامها وحينها أخذتها فرصة وأسرعت بالهرب متجهة إلى المصعد كي تخرج من المشفى قبل ان يعثر عليها.
فتحت المصعد وضغطت على الزر مرات عديدة حتى أغلق ونزل بها للطابق السفلي فتضع يدها على قلبها تنظم انفاسها المتلاحقة
حتى توقف المصعد وفتح الباب فتشهق پصدمة أكبر عندما وجدته أمامها
يتبع..