الإثنين 23 ديسمبر 2024

رواية عقاپ إبن البادية الفصل الثامن والستون والتاسع والستون والاخير بقلم ريناد يوسف

انت في الصفحة 5 من 12 صفحات

موقع أيام نيوز

عالق بين شقي رحى احدهم شعور بالرغبة في إمتلاكها والآخر تصميم على رأيه وقراره حفاظا علي كرامته.. وهو في المنتصف يطحن.
اما مزيونه فأصبحت على مشارف الولادة وحانت ساعتها ذهب سالم لجنديه القابلة فلم يجدها إندارت به الدنيا فذهب لعمته عوالي فأم مزيونه لا تعرف عن الولادة شيء وحضر كل من عوالي ومايزه ورجوه أيضا. 
رجوه التي حينما سمعت بإن سالم سيصبح أبا تحرك شيء بداخلها وأصرت على حضور لحظات ولادة طفل سالم وكأنه حدث لا تستطيع تفويته وكأن لها بذلك الطفل مثل مالسالم! 
ودخلت الخيمة بعد أن تبسمت لسالم مطمئنة وهي تراه وقد جف الډم في عروقه لرؤيتها ظنا منه بأن غيرتها هي من أتت بها وبأنها أتت لتفتعل المشكلات. 
ولكنه تفاجأ بمساعدتها لمزيونه وخروجها له بطفلة بين يديها إقتربت منه وهمست بصوت يختنق
- مبارك ماجاك ياسالم وليد متل البدر صورة منك يربى بعزك ودلالك وحنان أمه يارب. 
حمل منها الطفل ورف قلبه وهو ينظر إليه ضحك وقبله وكبر فى أذنيه ورفع عينيه يشكرها فلم يجدها إستدار فوجدها إبتعدت بخطوات واسعة وكأنها تهرب من الموقف برمته فعاود النظر لطفلة وأخذه ودخل به لمزيونه فهذا وقتها هي وإبنه وليس وقت رجوه والقلق بشأنها وشأن مشاعرها أبدا. 
تبسمت مزيونه وهي تراه يحتضن طفلها كأسد يحتضن رضيعه إقترب وجلس بجوارها قبل جبينها وهمس لها وهو ينظر للطفل بتمعن
-الحمد لله على سلامتك وسلامة صهيب ياأم صهيب. 
قطبت مزيونه حاجبيها وسألته بإستغراب
-مو أنت كنت تريد تسمي وليدك رفيق والكل ينادوك بأبو رفيق 
-لا يامزيونه هاداك الإسم مو أنا الكنت مختاره وراح مع اصحابه راح رفيق والحين جه صهيب ياأم صهيب.. إيش ماعاجبك الإسم 
-لا لا إسم زين والأحلا إن انت المختاره الله ينبته نبات حسن ويجعله بار بيك وبي وعلى وجهه تشوف كل الخير يارب. 
تبسم لها سالم واعطى حلوان مايزه وباركت له عوالي وأم مزيونه ومعزوزه ايضا وغادر الجميع الخيمة وتركوا سالم مع عصفوره الصغير فرح بقدومه ويشبع منه.
اما في الخارج من بين كل القبيلة كانت هناك مراقبة تتابع في صمت يغل قلبها من فرحة الجميع بطفل مزيونه وخاصة حين بدأت الإستعدادات للإحتفال به كباش أتت من كل صوب في القبيلة مجاملة ومساهمة في ليلة صهيب قطع ذهبية من رابح وآدم وقصير وكل من إستطاع وحين خرج سالم بالولد أصبحت ثيابه تتدلى منها الجنيهات الذهبية المعلقة فيها بلا عدد .. وتمتمت في نفسها
-والله هاد كثير عليك يامزيونه كثير واااجد إيش تزيدين انت عني وليش أنا مارحت لخيمة عوالي وصرحتلها بمحبتي لسالم حتى لو بالكذب ليش ما لحقت الفرصة وقت كانت أمامي ليش 
كانت (خيره) حالها حال الكثير من فتيات القبيلة اللواتي يرون مزيونه فازت باليناصيب ونصفها الحظ ايما إنصاف وكما جرت العادة أينما وجدت نعمة وجد حاقد عليها و(خيره) كانت اكبر الحاقدين فهذا طبع معظم البشر بأي مكان وزمان.
أما في القاهرة...
جالس أمام التلفاز ينظر ولكنه ليس منتبه لأي شيء هي نشرة الاخبار فماذا يهمه منها 
إن العالم كله ماټ في عينيه بمۏت زوجته وأولاده ولم يعد يأبه لكل مايحدث فيه لا يصبره الآن إلا إبنه السجين نعم قد لا يعيش لوقت خروجه وسيخرج إبنه من السچن في سنوات عمره الاخيرة تقريبا ولكن يكفي انه على قيد الحياة أيا كانت الحياة لا يهم هو يتنفس ويأكل ويشرب وربما بعد أعوام طويلة يخرج ويتزوج ويرزق بطفل يخلد إسمه وذكراه ويستمر نسله 
أما هو فسيكتفي بزيارته من وقت لآخر

انت في الصفحة 5 من 12 صفحات