الإثنين 23 ديسمبر 2024

رواية معدن فضة الفصل الواحد والاربعون بقلم لولي سامي

انت في الصفحة 6 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

جملته مستديرا ناحيتها موجه حديثه لها لتبتلع ماجدة لعابها بصعوبة وتحاول تغيير الحوار فهي تعلم مدى غيرته عليها فسألت قائلة حد تابع علي البوفيه بما اننا بالمطبخ هدخل اشوفهم وصلوا لايه تيجي معايا يا ميرو 
وقبل أن تجيبها ميار كانت عين الصقر تنتظر انتهاء جملتها وكأنه على علم بحديثها فقال نضال مسرعا لا انا جاي معاكي خلي ميار مع چواد.
واقترب منها متأبطا ذراعها قائلا يالا بينا.
نظرت ماجدة پذعر تحاول استجداء ميار أن تنفذها من موقفها لترفع ميار كتفيها مبتسمة بمعني ليس بيدي شئ .
فتتوجه ماجدة مع نضال بقلب مرتجف الذي فور ابتعادهم قليلا عن چواد وميار سحبها في رواق خالي من الماره وكأنه يعلم دهاليز هذا المكان .
مثبتا إياها علي إحدى الحوائط محاوط إياها بذراعيه ناظرا بداخل عيونها نظرة ارعبتها .
شهقت ماجدة وجحظت عيونها وبرغم الخۏف الذي تملكها الا أنها لم تظهره فرفعت وجهها وتحدثت من بين أسنانها قائلة بشجاعة اعتادت تقمصها ايه اللي عملته ده 
انا ممكن اصوت واقلب عليك الدنيا كلها انت سامع !
وكأنه لم يستمع لټهديدها فهو يعلمها جيدا تحاول دائما اخفاء خۏفها بعصبيتها ليتحدث لها بحاجب مرفوع وباسلوب هادئ ونبرة منخفضة انا اللي عايز افهم...
يعني ايه نضال سيبك منه .....
للدرجة ده مفرقش معاكي 
عرف كيف يخرجها من شرنقتها التي تغزلها دائما أمام أي هجوم واستطاع امتصاص ڠضبها الذي أساسه رهبتها لترمش باهدابها متحدثة بلين وخجل من ذاتها لا طبعا مش قصدي .
أطلقت شفتيها تحاول البحث عن كلمات تزين بها حديثها فقالت انا كان قصدي افرفش ميرو.....
علشان يعني ماسة حملت قبلها ....
وهي عندها مشاكل في الحمل مانت عارف بس والله.
لام نفسه كيف نسى أمر كهذا .....
تبدلت الأدوار فنظر هو لها شاعرا بخجل من حاله وما زالا بنفس وضعهم لينظر للاسفل قليلا ثم رفع عينيه بخزي قائلا انا فعلا كنت نسيت حاجه زي دي.....
حقك عليا.
ثم ابتسم ونظر بداخل عيونها قائلا بهيام بس برضو محبش تتكلمي عني كدة ......
ولا حد يدلعك غيري مهما يكون.
حمدت ربها أنها استطاعت أن تتصرف وتحتوي الموقف.
هو كشخص لم يرهبها وهي قد اعتادت أن لا ترهب من أحدا ولكن كل ما يرهبها خصامه..
فهو حاد بالخصام ولا يتراجع بسهولة فابتسمت قائلة طب يالا بقى نشوف البوفيه .
نظر لها نضال بخبث واقترب قليلا ليقول بهمس لها مش لما تصالحيني الاول .
اضطربت أوصالها أثر قربه المهلك لها فتلعثمت قائلة اااه... اااصالحك 
انا مغلطتش علشان لصالحك .....
وكمان ..... كمان .... فهمتك قصدي دلوقتي.
أصدر طقطقة من فمه قائلا تؤ ... المبررات حاجه والصلح حاجه تانية انا مش هتنازل عن الصلح .
رمشت باهدابها وزاغت ابصارها تحاول أن تجد مخرج من هذه الأزمة لاعنة بسرها قائلة كل حاجه عايز تبوس انا فهماك يا قليل الادب اوي .
فادعت الغباء قائلة وانت عايزني اصالحك ازاي
لم يحبها نضال بكلمات بل اغمض عيونه وقرب وجنته من شفتاها موحيا لها بالحل .
لتشهق ماجدة قائلة چواااااد انا معملتش حاجه.
استدار نضال مسرعا ليرى چواد ويحاول تبرير موقفه لتنعم ماجدة بالفرار مسرعه تجاه الخروج من هذا الرواق فيكتشف خدعتها مبتسما لذاته متمتما بنت لذينة مش قادر أثبتها ابدا 
بس حكاية بنت الايه .
انطلق راجعا لغرفة يزن ولكن قبل دلوفه للغرفة أراد أن يطمئن بعودتها لغرفة البنات وعند السؤال عنها فلم يجدها .
كيف لم تصل بعد وقد سبقته بل وكانت تعدو أمامه !
استدار يبحث عنها ويسأل عنها الجميع وكلهم أجمعوا على إجابة واحدة
لم تراها بعد منذ أن ولجت خلف اختها.
تلاعبت الشياطين برأسه وهرع يبحث عنها 
..............................................
استأذنت اخلاص من جمعهم لتسأل عن چواد حتى تطمئن على الهدية التي أعدتها للعرائس سالت عنه بغرفة الشباب ولكنهم أخبروها بعدم وجوده لتقرر عودتها لغرفة الفتيات ومهاتفته لاحقا لولا استماعها لصوت چواد وميار قريب بالرواق فذهبت لتلقاه وقبل أن تلتف مع التفاف الممر استمعت بالصدفة لحديثهم ......
صعدا چواد وميار الذي كان متردد في فتح الحديث معها بينما ميار اتخذت قرارها لتخبره قائلة بتوتر بعد اذنك يا چواد ........ انا هبقي ...... يعني هروح ....... هروح اكشف مع ماسة ونحاول نشوف علاج لحالتي.
توقف چواد عن السير قبل التفافه مع التفاف الممر وقبل اقترابهم لغرفة الفتيات.
وقف أمامها محتضا وجهها بين كفيه قائلا بثقة قبل اي حاجة لازم اقولك انك اهم إنسانة في حياتي ومكتفي بيكي عن العالم والاولاد وكل شئ.
ولازم تعرفي انك طول مانتي معايا ميهمنيش اي حد بعد كدة .
وبالنسبة للحمل فانا مش قلقان ولا مستعجل 
وواثق زي ما ربنا جمعنا مش هيخذلنا ابدا 
وهيكمل فرحتنا على خير 
وتعرفي اني معاكي في أي قرار تاخديه  
ومعاكي في أي حاجة تعمليها  
مش عايزك تحملي هم اي حاجة يا قلبي.
ابتسمت ميار ولمعت دموع السعادة بمقلتيها لتلقي بنفسها في احضان چواد وكأنها تلقي بكل همومها فقد أزال عنها رهبة الموقف كما اعتادت منه دائما .
بالجانب الآخر استمعت والدته لهذا الحوار لتضع يدها على فمها تحاول كتم شهقتها وقد لمعت دموع الحزن بمقلتيها 
..................................................

انت في الصفحة 6 من 6 صفحات