السبت 21 ديسمبر 2024

رواية عقاپ إبن البادية الفصل الثاني والستون والثالث والستون والرابع والستون بقلم ريناد يوسف

انت في الصفحة 5 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

فى إحدى السيارت مع واحد من شباب القبيلة وبدأت خوله أولى خطواتها نحو حلم حلمته وقررت تحقيقه.
وفي سوق المدينة كانت الصدمة لخوله فقد وجدت أشياء فائقة الجمال ولم تجلب منها الشيخة عوالي حتى لزوجات الشيخ! نعم ثمنها مرتفع ولكن نظير جمالها خوله متأكدة أن نساء القبيلة سيشترينها بلا تردد.
تسوقت من كل شيء وعادت للقبيلة ووقفت وسط الخيام ونادت بأعلى صوتها
يابنيات ياحريمات يانساء القبيلة أقبلن اليوم مشيت للحضر وجبتلكن كل شي تتمناه نفسكم معي اشيا راح ټخطف انفاسكم من جمالها تعي ياحلوه تعي يازوينه وشوفي إيش مع خوله. 
وبدات تفرش الاغراض أمام النساء وفور أن تضع الغرض على الأرض يخطف وكادت النساء يتقاتلن على الأغراض وخاصة الحلي والزينه وكل ماأحضرته خوله لم يتبقى منه شيء ووعدت من لم تتحصل علي شيء بأن تحضر لها ماتريده غدا.. وعادت لخيمتها مع مسعود بنقود تكاد تكون ضعف المبلغ الذي إشترت به 
ولما رأي مسعود ماجنته خوله في ساعات قليلة وقارنه بما يجنيه هو ووجد انه عمل شهرين في رعي الاغنام وبيع البانهم قرر بيع أغنامه ومشاركة خوله بثمنهم فهي علي هذا الحال ستغتني في وقت قصير وهو سيظل راعى لكم غنمة تضربه شمس النهار وتهترئ أقدامه من الرمال الساخنه!
أما آدم فعزم على العودة إلي القبيلة أخيرا ولكن قبل عودته قرر أن يودعها للمرة الأخيرة ويطمئن إنها بخير فهاتفها وذهب إليها في المكان الذي حددته 
كان مقهى على النيل. 
وصل قبلها بدقائق وجلس ينتظرها إقتربت منه وقد رأى منها ماأحزنه ضعفت كثيرا وشحب وجهها ومن الواضح من الهالات تحت عينيها أنها لا تنام بشكل كاف.. جلست بعد إن صافحته نظر إليها وتنهد فتبسمت وسألته
ليه التنهيده دي 
والله تخرج بدون إرادتي بس عيني تشوفك.. هي نفس من القلب يزفره ومااقدر أكتمه. 
صمتت ونظرت بعيدا نظرت لصفحة الماء وعقدت يديها أسفل ذقنها فأمسك هو بقائمة الطلبات وأردف
إيش تشربين 
مليش نفس. 
تمام.. إيس كريم بالفراوله.
تبسمت فهذه نكهتها المفضلة وشهقت حين رفع ذراعه يلوح للنادل فوجدت ذراعه الآخر مضموم لصدره برباط! فسألته پخوف
مال دراعك ياآدم إنت متعور إيه عمل فيك كده 
هبااا هباااا هدي شوي مافي شي هاد شي بسيط رجلي زلقت وطحت على الارض وذراعي به كدمات بس هاد كل شي. 
نظرت إليه وركزت على عينيه وقالت له بإصرار
لأ.. مش دا اللي حصل وانت بتكدب عليا ياآدم.. قولي إيه بالظبط اللي حصلك وإلا هقوم وأمشي دلوقتي. 
يبه مافيه شي... نظرت لعينيه مرة أخرى فأجاب على الفور
زين انضربت باروده بصدري ارتحتي 
ياخبر إسود مين اللي عمل كده 
مافي غيره بلوتي العظيمه ياسين ولد خالتك. 
انا لا ليا خاله ولا إبن خاله ولا حتى ام ربنا ينتقم منهم كلهم. 
حياة اريد اقولك شي ماادري تعرفينه لو لا. 
ايه تااني 
كارمن وجدوها مقتولة والطب الشرعي ثبت إن ياسين السواها.. كانت حبله. 
شهقت حياه ووضعت يدها علي فمها من الصدمة وهزت رأسها بنفي فاومأ لها مؤكدا فدفنت وجهها وسط كفيها وبدأت في البكاء وهي تتسائل
ما كل هذا الذي يحدث أاصبح المۏت سهلا لهذه الدرجة كيف تحصد الأرواح بهذه السهولة دون أي خوف من رب ولا عمل حساب لعبد ماهذه العائلة وأي لعڼة هذه التي أصابتها 
حاول آدم تهدئتها وفي محاولة منه لإلهائها عن كل مايحدث أخذها لمكان مخصص للألعاب يسمى دريم بارك وحجز لها في جميع الألعاب وشاركها رآها تبتسم فتبسم هو أيضا لقد إشتاق جدا لهذه الإبتسامة وشعر وكأن نسمات الهواء عادت تداعب قلبه والفراشات عادت تطير أمام عينيه من جديد.
فما ألعن الظروف وما ألعن الحب الذي لا ينتهي بالفوز بالحبيب إنه ڼار لا تنطفئ أبدا وكأن الروح أطنان حطب لا ينضب.
إنتهي اليوم وحان وقت عودتها للمنزل فأوصلها ووقف على أعتابها وأخبرته بما ختم هذا اليوم الجميل بعصرة قوية لقلبه
انا خلاص سفري إتحدد بعد إسبوعين ياآدم. 
إيش هاد معقوله بهي السرعة 
كل شيء بالفلوس بيمشي بسرعة وانا محتاجة ابعد محتاجه أسافر قبل إعدام أمي مش عايزه أشوفها مېته قدامي أنا بلغت قرايبنا في البلد واديتهم في إدارة السچن رقم واحد منهم عشان لما يتنفذ الحكم يتصلوا بيهم يجوا يستلموها عايزه أفضل طول الوقت فاكره إنها عايشه مماتتش.
تفهم آدم وأومأ لها موافقا على رأيها ومد يده لها مصافحا للمرة الأخيرة ثم أخذ يراقبها وهي تدخل وتغلق أبوابها وكأنها أغلقت معه كل أبواب الرحمة لقلبه فغادر بخطوات مترنحة وقلب يئن.
عاد في اليوم التالي للقبيلة وكم كان خائڤا من لقاءه لرجوه وإلتصاقها به ومطالبته بحقوق أعطتها لنفسها دون وجه حق 
ولكن الغريب أنها كانت هادئة جدا هذه المرة لم تفاجأها عودته ولم تتلقاه بلهفة كل مرة بل كان إستقبالها له فاترا وسلامها عليه عابرا وأخذت الأغنام وغادرت دون أن تلتفت إليه. 
ولم يكن الوحيد الذي شعر بالغرابة لتصرفها بل سالم أيضا ورابح والجميع كانت حزينة بطريقة لا تتناسب مع رجوع حبيبها من براثن المۏت!
أما هي فلأول مرة تشعر بأنها لم تعد لديها طاقة للمعافرة والمحاولات الفاشلة للفت أنتباهه لها فالإهتمام لا يطلب طوال الوقت.
مروا عدة أيام آدم بدأ يخرج مع سالم لمتابعة آخر المستجدات والإشراف على مافعله سالم 
بدأ في تجهيز دور في البناية التي إشتراها من قياتي له ولوالديه كي ينتقلوا للسكن فيه.
أما رجوه فكانت بعيدة تماما صامتة وحالها لا يعجب سالم يحوم حولها ويحضر لها الحلويات كي يتغير حالها ولكن مع كل شيء كان يقدمه لها كانت تزداد حزنا فإحتار فى أمرها ولجأ لمعزوزه كي تعرف له مابها ولكنه لم تفلح هي الأخرى.
لم يخفى شروده وتوهته بسببها علي مزيونه فكانت تراقبه في صمت وهو يراقب رجوه في صمت ورجوه تراقب آدم من بعيد في صمت وكل واحد منهم لا يفهم ماذا حل بالآخر!
في صباح اليوم التالي.. 
مزيونه
اليوم كمان تروح للحضر ياسالم وماترد إلا عشيه وتكون مهدود من التعب وماتصدق توصل الفراش 
ادري إنك إشتقتي يامزيونه وأنا بعد إشتقتلك واجد بس مانقدر انعوف خوي بروحه وهو مازال يتوجع وصدره ماطاب وحمله كبير ومحتاج لي وإنت تعرفي كله ولا عقاپ يحتاجني ومايلاقيني.
اي أدري.. قالتها وعقبتها بتنهيدة فشعر سالم بأنها تحتاجه ولا يريدها آن تستاء وهي فى شهور حملها الأولى ويتأثر طفله فنظر لها وأردف
خلص يامزيونه هاليوم كله انا معك بالخيمة ماراح أمشي لمكان وعقاپ يشقى بأشغاله بروحه..
انا اليوم عندي أشغال أهم.. قالها وغمز لمزيونه فتبسمت ورفعت طرف وشاحها لتخبئ وجهها من خجلها ثم قامت لتجلب له الفطور وهو أخبرها بانه ذاهب ليخبر آدم بأنه لن يذهب معه اليوم وسيعود لها سريعا وأمرها بأن تجهز له الأجواء التي يحب.
غادر الخيمة يبحث عن آدم فوجده يقف مع رابح وعمه قصير وهلال فذهب إليهم
صبحكم الله بالخير. 
الله يصبحك بالخير.. 
قصير.. الخير اللي يصيبك. 
اقول ليش هالجمعه خير انشالله. 
قصير
كل الخير أنت طبعا ماشي مع عقاپ وماعاد منكم نفع للقبيلة. 
يارابح خذ هلال وانزل الحضر جيب النفط ومونة الشهر

انت في الصفحة 5 من 6 صفحات