الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية الحصان والبيدق الجزء الثاني من بك احيا الفصل الرابع بقلم ناهد خالد

انت في الصفحة 4 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

مش عارفة! محتاجة تسألي معتقدش ان شغلك معاه بيحتاجك تقربي كده.
رفعت حاجبيها بدهشة وهي تجيبه
_ طارق متكبرش الحكاية كل ده عشان مال علي يهمسلي بحاجة
انتفض واقفا فسبقته واقفة بطبيعة الحال وأردف بضيق بالغ
_ ده بجد! ده انا مكنتش شايفك منه عاوز يهمسلك بحاجة يميل عليك الميلة دي ده كان كأنه حاضنك!
عذرت غضبه وهي تتخيل كيف رأى الوضع من بعيد لذا أخبرته بهدوء
_ ده الي يبان من بعيد لكن اقسملك يا طارق انه كان في space فراغ بيني وبينه هو اه مش كبير بس مش زي مانت متخيل والله اكيد مش هسمحله يقرب بالشكل ده يمكن عشان هو بس اطول واعرض مني فلما وقف قدامي ومال شوية طلع الوضع بالشكل ده ارجوك متكبرش الموضوع بقى.
زفرة قوية صدرت منه قبل أن يبتعد وهو يهدر بها
_ أنا تعبت.. تعبت ومبقتش متحمل الوضع ده.
اقتربت منه ووضعت كفها فوق كتفه تهدئة وهي تهتف برفق
_ هانت يا طارق هانت.. باقي شهرين بس وبعدها كل حاجة هتنتهي.
التف لها وهو يهتف بسخرية
_ ولو غلطنا غلط واحد احنا الي هننتهي.
قطبت ما بين حاجبيها بضيق وهي تسأله
_ في ايه يا طارق أنت عمرك ما كنت متشائم كده ده أنت الي كل مرة كنت بيأس او بمل فيها كنت بتهون علي وتطمني!
غامت عيناه بسحابة تعب حقيقي وهو يردف
_ تعبت مش من حقي اتعب أنت عارفه بقالي كام سنة في الدوامة دي وعارفة بقالنا قد ايه مخبيين علاقتنا بسبب الحوار ده.
مدت ذراعيها تمسك كفيه بتشجيع وهي تجيبه
_ عارفه بس بعد الصبر نصر.. ايه مش كنت دايما تقولي الجملة دي!
اومئ برأسه بارهاق حتى من الحديث ليجدها تقترب اكثر وهي تغمز له بعيناها اليسرى تحاول اخراجه من حالة اليأس التي تلبسته وهي تقول بدلال
_ بعدين قولتلك وحشتني هو أنا موحشتكش بجد ولا ايه يا طقطوقة!
حرك رأسه يائسا منها وهو يخبرها بصدق
_ وحشتيني يا عيون طقطوقة..!
وصل بها لمستشفى خاصة يعرفها ترجل سريعا والتف لجهتها حاملا اياها بلطف وكأنها قطعة زجاج يخشى كسرها ودلف بها للمستشفى ليطلب من الممرض الذي قابله أن يسرع بجلب طبيب ودلف بها لغرفة الطوارئ الذي يعلم مكانها وضعها فوق الفراش ووقف جوارها محتفظا بكفها في يده يمسكه بقوة وكأنها ستهرب هذا ما يبدو لكن الحقيقة أنه يستمد الثبات منها فقلبه ينتفض خوفا عليها..
أتى الطبيب وهو لم يتحرك من موضعه ليهتف الأول بهدوء
_ لو سمحت تتفضل بعيد شوية عشان اكشف.
نظر له بجمود وهو يردف بنبرة وقحة
_ هو انا مضيق المكان ماتكشف!
من نظرته ورده ادرك ان الواقف امامه ربما وش إجرام! وهو رأى الكثير من الشخصيات المماثلة والتي يفضل تجنبها لذا اكتفي برميه بنظرة ضائقة قبل أن يبدأ في الكشف والأخير يقف كمن يقف على الجمر رافضا التلامس الطفيف الذي يحدث بين الطبيب وبينها لكنه يكبح لجامه فقط كي يطمئن عليها ثواني وانتهى الطبيب من الكشف ليطلب من الممرضة أن تأتي بمحلول ملحي وحقنة ما.
_ خير
أردف بها مراد باقتضاب واضح لينظر له الطبيب بضيق من طريقته الفظة لكنه اجاب بعملية
_ غيبوبة سكر.
رمش باهدابه غير مستوعبا ما سمعه ليسأله بملامح متأرجحه بين الخۏف وعدم الاستيعاب
_ ايه
وهنا صدح صوت مصطفى يسأل هو الآخر پخوف
_ سكر ايه هي معندهاش سكر!
تعجب الطبيب من جهلهم بالأمر ليهتف
_ انتوا متعرفوش! لا عندها مرض السكري وواضح انه بقاله فترة معاها.
صدمة لن ينكر انه صدم بهذه المعلومة فعامان كاملان قريبا منها

انت في الصفحة 4 من 6 صفحات