الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية عقاپ إبن البادية الفصل الثاني والأربعون والثالث والاربعون بقلم ريناد يوسف

انت في الصفحة 6 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

ماسمعته للتو
لا لا ماتخاف يانبض القلب والله ماحدا يعرف شي وكل اللي قولته اعتبره تم.. أبشر ياعقابي من الحين كل حرف يخرج من جوفك إعتبره أمر علي وملبى من خشم مصكر.
أومأ لها برأسه ونظر بعيدا للفراغ دون ان يتحدث ففعلت هي
عقاپ خدني للوادي.. والله اشتقت للوديان والقنص وركوب الخيل بس اللي اشتقتله اكثر إني أسوي هالشي معك وانت جواري. 
صمت قليلا ثم اردف
لا.. من الحين.. لا فيه وديان ولا قنص.. ولا ركوب خيل.. ومافي طلعه من القبيلة لأي سبب. 
صمتت قليلا تستوعب هذا القرار المتعسف ثم اجابته بهدوء
تم ياعقاب مافي كل شي. 
ومن اليوم مااشوفك إلا بمجالس الحريم وقدام المواقد تطبخي وتنفخي وتسوي الوكل بيدك وتتعلمين كل شي تسويه البنيات.. كحل بعيونك ماتخلي حمره بشفافك ماأشوف تيابك اذا شفتهم مخصرات عليكي بشعل الڼار فيهم وانتي لابستهم.. فهمتي علي يارجوه 
اي اي فهمت. 
صمت وصمتت هي وبلعت لعابها ثم تبسمت وأردفت
اروح فدوه للي يغار. 
نظر لها آدم بطرف عينه ثم نظر بعيدا مرة أخرى. 
لم تريده ان يصمت هي تتمني سماع صوته فلم الصمت فاردفت قائلة
بخصوص سالم من اليوم ماراح اخلي مكان يجمعني به ولا راح اخليه يشوف طرف ثوبي اعرفك تغار وانا مااريد اجرح شعورك.
مين حكم بهالاحكام انا قلت هيك شي.. اسمعي يارجوه انا اريدك تتعاملين مع سالم عادي لا تبعدي اكثر من اللازم ولا تقربي القرب الاول اريد التعامل بينكم يكون في حدود الاخوة تجتمعون بالمجالس وليالي السمر وتحكي معو وتردي عليه إذا حكى معك.. اريده يعتاد وجودك امام عيونه.. اريدك تصيري له شي عادي وزوجته رافقيها خليها متل معزوزه لان انت تعرفين إن علاقتي بسالم ماراح تنقطع وراح تتلاقون واااجد.. واريد كل شي مضي يتنسى ويروح. 
أمرك.
والحين ردي لخيمتك وشوفي ايش بتسوي اليوم هي النخله مااريدك تجلسي تحتها مره ثانيه ولا تبتعدي عن الخيام. 
ابشر.. يلا بخاطرك يا عطية ربي.
غادرت رجوه ووقف يراقبها وهو يشعر بشعور سيئ يخدعها وهو الذي تربى على الصدق ويبغض الخداع
لقد جعلته تلك الشيطانه الصغيرة يتخلى عن الكثير من مبادئه ويخالف ماتربى عليه ولم لا فهي في النهاية حواء وحواء اخرجت آدم من الجنة وانسته كلمات ربه.
عادت لخيمتها سعيدة تشعر بأنها ملكت العالم اخذت فرصتها التي تتمناها وستغتنمها حق الإغتنام. 
أبدلت ثيابها بأخري فضفاضة وخرجت ولأول مرة تجلس امام الموقد وتساعد في إعداد الطعام وبكل رضى. 
كانت معزوزه تراقبها في صمت حزينة على سعادتها المؤقتة ولكنها بنفس الوقت سعيدة لعودتها للحياة مرة أخرى حتى ولو بالحيلة.
اما في خيمة سالم.. عاد من الصيد ودخل علي مزيونه واشتكى لها قلة حظه هذه المرة وانه لم يتوفق في الصيد فإقتربت منه وأثبتت له بطريقتها أنه إن لم يكن له حظ في الصيد فله حظ وفير في أشياء اخري ومزيونه من ضمن أجمل حظوظه. 
غادر الخيمة اخيرا.. وقف وهو يراها من بعيد جالسة أمام الموقد تضحك وهي تقلب الطعام وتساعد باقي الفتيات والنساء في الطبخ! 
إنها مرته الأولي التي يرى يديها يصنعان شيء غير القبض علي لجام حصان أو الإمساك بالقوس والسهم والتصويب بهما! 
إنها حقا بدأت تتغير وحتى لو تغيرها من أجل غيره فهو سعيد يكفي انها امام عينية حية ترزق ولتعيش مثلما تعيش.. مع عقاپ او غيره لا يهم..هذا ماقرره إو هذا مايحاول أن يقتنع به.
تخطاها ومر من جانبها ولم يلقي حتى السلام وكانه لا يراها.. وهذه أيضا مرته الأولي التي طاوعته عيناه فيها ولم يتمردا وينظران إليها.
ويبدوا أن اليوم هو يوم البدايات الجديدة. 
اما آدم فكان يراقب الوضع من بعيد وكم شعر بالرضى لأول خطوة خطاها سالم في طريق البعد والتخلي
وقريبا سيقطع شوط كبير ويصل لخط النهاية عند نقطة النسيان التي ستكلل رحلته الصعبة بالنجاح.
بينما هو جالس رن جرس هاتفه فأخرجه من جيبه وإذ بمدير الشركة الروسية للأسلحة يخبره بأن الشحنة ستدخل الليلة الممر وفي الغد ستصلهم فى القبيلة. 
انهي المكالمة واعاد هاتفه وذهب لعمه قصير يخبره بوصول الشحنة بعد غد ويحثه ويحث الرجال على الإستعداد ويهاتف أصحاب طلبيات الاسلحة ليستعدوا للإستلام ويدبروا نقودهم وينتظروا منه مهاتفه. 
تحرك قصير على الفور وهو يدعوا الله ان تتم هذه الصفقة على خير فهي الاكبر في تاريخ صفقاته أجمع.
اما آدم فجلس يهاتف أبويه ليطمئن عليهم وتحدث مع ابيه في امور العمل وطلب منه عدم الذهاب للشركة و طمأنه بأنه يتابع كل شيء بالهاتف من القبيلة ولا يوجد عمل معطل وكافة الأمور على مايرام.
اغلق هاتفه وإذ بخيال شخص يقف بجواره نظر فوجده صياح! 
صياح! اجلس ليش واقف 
حياك الله ياعقاب. 
بارك الله فيك اجلس اجلس مبين عندك واجد حكي. 
إذا تريد الصدق.. اي عندي واجد كلام ياعقاب.
قول وانا كلي أذان. 
السلاح ياخوي اريد اعرف من وين تجيبه ومع اي شركات تتعامل وكيف تتواصل.. ادري إن السلاح روسي بس يجي من بلاد الروس ولا من اي بلد 
ليش تسأل ياصياح 
شوف ياخوي انا ماراح ادس عنك انا بصراحه اريد اشتغل بالسلاح بس لصالح روحي يعني اجيب على قد قروشي وابيعهم بمعرفتي ومكسبهم لي وحدي. 
اي بس الشركة اللي نتعاملوا معاها ماتشتغل إلا بالكميات الكبيره وطلبياتها بمليارات شغل الكام قطعة هاد ما عندهم.
زين.. ماتعرف شركات تانيه توافق ترسل لي الكمية اللي أريدها 
ياصياح.. انت قديش معاك قروش 
يعني قول مليون. 
ضحك آدم ثم اردف
هاد المليون تروح السوق تجيب به بواريد من حق الوليدات الصغار اللي يسوي اصوات وبس. 
ليش يعني هو المليون قليل 
بتجارة السلاح لا يذكر المليون ندفعوه حلوان للي يعدون الصفقة من الممر. 
صمت صياح وتنهد بيأس فأردف آدم
اقول.. ليش ماتاخد بالمليون سلاح من الحموله الجايه يعني تاخده متلك متل التجار اللي يشترون منا ويبيعون السلاح بسعر اغلي ويكسبون فيه. 
كنت طامع بمكسب اكثر وخاصة اني اعرف السعر اللي تشترون به من الشركة. 
اي بس لا تنسى هي ضريبة المخاطره لأن بأي وقت الشحنه وارد إنها تنمسك بالطريق إذا حدا مكر علينا والعيون اللي زارعينها بكل مكان غفلت منها عين..
زين اقول إيش رأيك انا بحكي مع عمي قصير يخفضلك شوي بالسعر وانت رحت ولا جيت يعني ولدنا ولك حق علينا.
هاه.. اي.. لا ناجلها الحين ووقت اكون مستعد اجيب سلاح على اسمي من الشركة وقتها بس اجيب واعمل اللي خططلته ايام طويله.
يتتبع

انت في الصفحة 6 من 6 صفحات