الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية بين غياهب الاقدار الجزء الثاني من في قبضة الاقدار الفصل السابع بقلم نورهان العشرى

انت في الصفحة 5 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

ودلوقتي بين ايدين ربنا هو أولى بيه "
تحمحم عبد الحميد قبل أن يتحدث بوقار
" اسمعني يا ولدي احنا صعايدة و دمنا حامي واني راچل كبير شفت كتير و عشت كتير يمكن لو كان الي حوصول ده من عشر سنين كان زمان الحړب جايمه و الډم للركب انما دلوق اني بحل الأمور بعجلى و دايس علي ڠضبي عشان معيزش خساير بزيادة الي راحوا لينا حج عنديكوا "
قاطعه سالم قائلا بصرامة 
" خدتوه لو فاكر انك بالي بتعمله بتعزز جنة قدامنا فأنا عززتها قبلك و جبتها تعيش وسطينا و ابنها اكتب باسمنا و في اليوم الي اتولد فيه حقه في أبوه اتسجل باسمه مع أن مش اي حد هيعمل كدا بس انا مش ظالم و دلوقتي جنة مرات سليم و أنا واثق انك عارف أنه عمره ما هيأذيها ولا هيبهدلها "
عبد الحميد بتأييد
" عارف بس الډم لسه بيغلي و الڼار لساتها شاعله و عشان تنطفى لازمن العيلتين يبجوا بينهم ډم واحد يمنع المچازر الي ممكن تحصول صدجني اني بعمل الي فيه الصالح للعيلتين و بجتل الفتنة جبل ما تنتشر "
سالم بخشونة
" محمود وجوده يمنع اي فتنه و مش لوحدك الي خاېف علي اهلك انا كمان خاېف و معنديش اغلى من أختى ولو علي رقبتي مش هجوزها ڠصب عنها "
ضيق عينيه بمكر قبل أن يقول بهدوء
" و مين جال أن احنا عايزينها ڠصب عنيها ما يمكن هي رايده ياسين زي ما هو رايدها اسألها "
سالم بجفاء
" انت عايز توصل لأيه "
" عايز الحج و بس لو بتكوا مش رايده ابننا يبجي خلاص علي هواها" 
تشابهت لهجته مع ملامحه حين قال 
" وماله هسألها "
الټفت سالم ناظرا الي أخيه الذي فهم ما يشير إليه و اوما برأسه و هو يتوجه للخارج فمنذ البدايه كان سليم صامتا لا يعلم أن كان ڠضبا أم حزنا فبالرغم من أن قلبه وجد طريق الحب معها ولكن الطريق كان متعبا بل مؤذيا للجميع و ها هو الأذي يصل الي شقيقته فللحظه وضع نفسه مكان هذا الرجل فسيفعل مثلما فعل و أكثر وعلي الرغم من مقاومة أخاه الأكبر إلا أنه كان يدرك بأن ما فعله حازم وضع الجميع في منعطف خطړ إن لم يتلطف بهم القدر فسيقعون جميعا في الهاوية
موافقه يا أبيه "
هكذا أجابت حلا علي سؤال سليم حين اخبرها برغبة ياسين في الزواج منها و قد تفاجئ بقبولها الصريح الذي جعل ملامحه تنكمش بريبه تجلت في نبرته حين قال 
" موافقه!! أنت في حاجه بينك و بينه يا حلا"
تراجعت خطوتين إلي الخلف وهي تقول بتلعثم
" لا والله يا ابيه حاجه ايه دي الي هتكون بيني و بينه "
اقترب منها سليم و هو محتفظا بيديه داخل جيوب بنطاله قائلا باستفهام
" موافقتك السريعه دي مش مريحانى بصراحه "
كان الضياع و الخۏف يغلفان نظراتها إليه وهي تتذكر ما حدث البارحة
عودة إلى وقت سابق
كانت خطواتها تحمل الخۏف و الرهبة وهي تمشي خلف الخادمة التي أخبرتها بأن هناك من يريد الحديث معها و لاذت بالصمت بعد ذلك فلم تعد تجيب علي أسئلتها فاجبرت نفسها علي المضي خلفها وهي تناظر المكان حولها بفضول الي أن وصلت إلي باب ضخم فتحته الخادمة و دخلت و تبعتها الي داخل تلك الغرفه العريقة فتفاجئت من وجود رجل عجوز ملامحه خشنه بل قاسېة تحيط به هيبة بدائيه بثت ړعبا قويا بداخلها زادت حين قال بصوته القوي 
" واجفه عندك ليه جربي يا بتي"
بللت حلقها الجاف وهي تخطو بأقدام مرتعشه الي حيث يجلس و بشفاه مرتعشة سألته
" انا فين و انت مين "
عبد الحميد بخشونه
" أنت في الصعيد تحديدا في المنيا و انى ابجى عبد الحميد عمران أنت متعرفنيش و متاخديش بالك من الاسم بس انا هعرفك اني ابجي چد چنة و فرح اكيد تعرفيهم "
تعاظم الخۏف بقلبها من حديث ذلك الرجل و قالت پصدمه 
" ايه ازاي احنا منعرفلهمش أهل يعني اقصد "
قاطعها بخشونة 
" فاهم جصدك و اديني بعرفك بنفسي اني ابجي جدهم "
" وليه جبتني هنا "
هكذا سألته بلهجه مرتعشه فأجابها بهدوء يتنافى مع خطۏرة كلماته و ما تحمله من معاني 
" بصراحه جولت اخد رأيك وأشهدك عالي حوصول يرضيك يا بتي الي اخوكي عمله في بت ابني "
سقط قلبها بين قدميها من فرط الړعب فابتلعت ريقها بصعوبه و لم تقوي علي الحديث فقط هزة بسيطه من رأسها بالسلب فصاح عبد الحميد بصوت قوي 
" على صوتك مش سامعك يرضيك"
صړخت بلهفه 
" لا لا ميرضنيش "
" حلو طب يرضيك أن بت زي چنة تجضي عمرها كله موطيه راسها بسبب واحد خسيس زي اخوكي لاه طبعا ميرضكيش اني بجي لازمن اخد حج بت ابني و حج شرفنا الي حطه اخوكي في الوحل "
اجابته بلهفه 
" بس حازم ماټ "
" ماني عارف الله لا يرحمه ويحرجه في چهنم الحمرا بس ده مش هيشفع لينا جدام الخلج و لا هيرفع راس بتنا "
قفزت العبرات من مقلتيها قبل أن تقول بړعب
" يعني هتعمل ايه"
عبد الحميد بټهديد
" مضطر اخد تاره من خواته "
" لا اخواتي لا ابوس ايدك إلا اخواتي اقټلني انا بس هما لا بالله عليك اخواتي لا ادفني صاحيه بس اوعي تقرب منهم "
قفزت الكلمات من بين شفتيها ممزوجه بعبرات غزيرة تابعه من قلب ېحترق ړعبا علي اشقائها الذين لا تقوي علي فراقهم فأجابها عبد الحميد بفظاظة
" للأسف يا بتي مبناخدوش تارنا من حريم "
صړخت پذعر
" لا ابوس ايدك انا اهوة معنديش مشكله اموت وهما يعيشوا طب اقولك انا ھموت نفسي بإيدي و يبقي كدا انت خدت تارك بس اخواتي لا "
قالت جملتها الأخيرة بصوت مبحوح من فرط الألم فتابع عبد الحميد بلهجه هادئه 
" فاچأتيني يا بتي و صعبتي عليا و عشان أكده هريحك و هجدملك فرصه تفديهم ماهم بردك ملهمش صالح بالي حوصول"
" فرصة ايه انا موافقه علي كل إلي تقوله"
عبد الحميد بلهجة منتصرة 
" بالظبط هو ده الي عايزك تجوليه لخواتك لما ياچوا يتكلموا معاك"
" انا مش فاهمه يعني اي"
عبد الحميد بصرامه 
" بكرة تفهمي و افتكري اني مبديش الفرصة مرتين يا بت الوزان "
عودة إلى الوقت الحالي
الآن فهمت ما معني حديثه وبالرغم من كونها ارتاحت لهذا الطلب إلا أنها انثي حرة تربت على الكبرياء و العزة تأبى الخضوع حتي ولو اشتهاه قلبها بالرغم من عشقها له إلا أن إجبارها بتلك الطريقه آلمها كثيرا و خاصة وهي تراه يتجاهلها و حتي لم يكلف نفسه عناء الإطمئنان عليها وهذا يعني بأنه مشترك بتمثيليه خطڤها ولم يبالي بألمها و لا خۏفها ولهذا السبب أقسمت بداخلها علي الاڼتقام منه ومن جبروت قلبه الذي لم يهتم لألمها فهي إن خضعت خارجيا لهذا الأمر فهي تنتوي أن تجعله يندم أشد الندم 
" انا موافقه يا أبيه دكتور ياسين انسان محترم و اي حد يتمناه اتمني متكسفنيش اكتر
من كدا "
لم يراجع لتعابير وجهها ولا لنظراتها ولكنه اكتفي بالقول
" ماشي يا حلا الي تشوفيه انا هنزل اقول لسالم و نشوف رأيه ايه "
ارتاح عبد الحميد لما حال إليه الأمر و تجلى ذلك في نبرته حين قال 
" تتكلموا في المهم "
سالم بسخرية 
" هو في اهم من كدا"
" طبعا اومال اي هتاخدوا من حدانا عروسه أكده من غير اي حاچه دي تبجي عيبه في حجنا و حجكوا واحنا عروستنا تتاجل بالدهب "
منذ البدايه كان سليم صامتا لا يعلم أن كان ڠضبا أم حزنا فبالرغم من أن قلبه وجد طريق الحب معها ولكن الطريق كان متعبا بل مؤذيا للجميع و ها هو الأذي يصل الي شقيقته فللحظه وضع نفسه مكان هذا الرجل فسيفعل مثلما فعل و أكثر وعلي الرغم من مقاومة أخاه الأكبر إلا أنه كان يدرك بأن ما فعله حازم وضع الجميع في منعطف خطړ إن لم يتلطف بهم القدر فسيقعون جميعا في الهاوية
" الي تطلبه كله مجاب يا حاج عبد الحميد من غير نقاش شوف انتوا سلوكوا اي و أنا رقبتي سداده"
هكذا تحدث سالم فأجابه عبد الحميد قائلا بخشونة
" اول حاجه بتنا لازمن يتعملها فرح الخلق كلاتها تحكي و تتحاكي بيه "
ڠضب سالم بشدة وقال باستنكار
" الكلام دا مش هيحصل قبل سنويه حازم والدتي مش هتتحمل الكلام دا دلوقتي "
" وماله نستني علي ما تكون كمانى اطمنا عليها و عملت فحوصاتها و تحاليلها "
" انت عرفت كل دا منين "
هكذا استفهم سالم الذي كان يشعر بأن هناك شئ يحاك من خلفهم فأجابه عبد الحميد
" متشغلش بالك انت يا عريس أهم حاچة دلوق نجعد و نتفج علي المهر و الدهب و الذي منه "
شعر سالم بأن هذا الداهيه يخفي الكثير و لكنه لاذ بالصمت و داخله ينتوي كشف كل الأوراق و أن لزم الأمر حرقها"
خطى سليم الي الخارج و بداخله العديد من الأسئلة التي لا يعلم اجابتها و قد شعر بأن العالم بأسره يضيق به فأخذت عينيه تبحث عنها و هو يتمني لو يلمح طيفها حتي يبدد هذا الشعور المقيت فأخذ يبحث عنها الي أن وجدها تقف بالحديقه تنظر إلي شبيهاتها من الورود و لأول مرة يرى ضحكتها التي لونت ملامحها فبدت فاتنه خاصة حين تعامد الغروب علي خصلات شعرها الذي بدا كليل طويل حالك السواد حول وجهها الذي كان قمرا ساطعا فاغمض عينيه للحظه يتخيله يتلمس تلك الملامح الفاتنه وفجأة خرج من تخيلاته العاطفيه علي صوت عالي يخترق آذانه 
" الحجونا الحجونا عمار بيه بيتخانج مع الضيف و مجطعين بعض"
يتبع

انت في الصفحة 5 من 5 صفحات