الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية بين غياهب الاقدار الجزء الثاني من في قبضة الاقدار الفصل السابع بقلم نورهان العشرى

انت في الصفحة 4 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

عايز اتكلم معاك "
هكذا وجه حديثه لجنة التي لأول مرة كان تنفسها هادئا و ملامحها مرتخيه فبالرغم من كل ما حدث فهي الآن تشعر بأن خلفها جدار صلب يمكن أن تتكئ عليه براحه  
" مش دلوقتي يا سليم الكلام الي بين جدي و سالم يخصك ولازم تحضره يالا بينا "
للحظه كان يود لو يلكمه بقوة في أنفه ولكنه تراجع علي مضض متمتما پغضب 
" أغتت إنسان علي وجه الأرض "
" و بعدين يا شيرين هنعمل ايه"
هكذا تحدثت همت مع شيرين التي كانت غاضبة حد الچحيم المستعر بقلبها وهي ترى تلك المرأة بجانبه فصاحت بانفعال
" ادينا مستنيين يا ماما أما نشوف هيحصل اي"
همت بانفعال
" انا مش فاهماكي أنت شويه مطمنه و شويه متعصبة في ايه"
زفرت پغضب و التفتت تقول بنفاذ صبر
" مطمنه عشان مخططه كويس لكن هطق من الزفته الي لازقه لسالم دي"
" اومال انا اعمل ايه بقى في خيبتي البيه اتجوزها "
كان هذا صوت مروة التي جمعت حقائبها و وضعتهم بجانب الأريكه التي جلست عليها بإحباط و ألم فصاحت همت مستنكرة
" أي يا بنتي الشنط دي أنت راحه فين '
" ماشيه هقعد اعمل ايه "
شيرين پغضب
" تمشي فين يا هبله انت"
مروة بحزن
" هقعد اوجع قلبي عالفاضي و أنا شيفاه مع الست هانم انا امشي احسن "
همت بتقريع
" يا هبله عايزة تمشي و تسيبي الجمل بما حمل كدا بحتة بت زي دي دانت تستني و ټحرقي ډمها و أعصابها و تخطفيه ليك "
شيرين وهي تعبث بهاتفها
" اسمعي كلام ماما اتضح أنها عندها حق و كلامها صح "
" انا هطق ايه الحظ دا دانا ملحقتش اقعد كام يوم و لسه هبدأ اتعامل معاه يقوم يتجوز "
شيرين بخبث
" متقلقيش هيطلق قريب "
تحفزت مروة و التفتت تناظرها بعينين لامعه
" تقصدي إيه "
و تدخلت همت قائلة
" يعني ايه هيطلق قريب دي "
لم تتحدث انما قامت بتوجيه شاشة الهاتف أمام وجوههم فبرقت أعينهم عندما شاهدوا تلك الصورة أمامهم
كان القلب يئن حزنا و الجسد يئن ۏجعا علي الرغم من كل تلك العقاقير التي تأخذها حتي تخفف من آلام جسدها الذي مزقته في نوبه اڼهيارها الا أنها كانت تشعر بۏجع عظيم ربما كان مصدره ذلك الۏجع القاطن علي يسارها حين تتذكر كل المآسي التي مرت بحياتها و أخيرا مأساتها الكبرى حين سمعت صوته وهو يتحدث عن علاقة مزعومه بينه وبينها الآن فقط علمت معني الظلم بل القهر فقد اتهمها ذلك الجرذ و أيده عدى أثمن هديه أهداها بها القدر فقد كان دائما جزعها القوي حصنها المنيع كانت تستند عليه من كل شئ و لكنه خذلها حين صدق تلك الإفتراءات و تطاول علي جسدها ينوي انتزاع أثمن ما تملك في تلك الحياة بكل ما تملك من ألم كانت تتمني أخباره بأنها لازالت شريفه الجسد علي الرغم من أن روحها تدنست بسبب أفعالها مع جنة و كرهها لها لا تعرف هل كان ذلك غيرة منها ام حنقا لإن الجميع دائما ما يفضلون عليها أشخاصا و احيانا اشياء لا تعلم ولكنها تتألم و قد خرج صوتها جريحا حين قالت 
" انا مش وحشه هما الي وحشين انا مفرطتش في نفسي يا عدى متصدقهوش "
كان هزيانا من فرط الألم ولكنه لامس قلب ذلك الذي كان يجلس أمام سريرها يناظرها بعينين يملؤهما الألم و الندم الذي كاد أن يجعله يجن اه لو يعود الزمن للخلف يقسم أنه سوف يقوم بترميم چراحها و يحاوطها باجنحته حتي تنعم بالأمان الذي افتقدته طوال حياتها كان ليغدق عليها من بحور عشقه حتي تطيب چراحها و لن يدع اي شخص ېؤذيها ولو كانت هي و لن يسمح لأحد بالإقتراب منها ولكن هذا الكبرياء اللعېن هو ما جعله يفرط بها حين أخبرته أنها تحب صديقه! 
امتدت يديه تمسك بيديها بقوة وهو يقول پألم يقطر من بين حروفه
" عارف عارف كل حاجه انت اشرف بنت قابلتها في حياتي انا عارف سامحيني ارجوك سامحيني "
" انت بتعمل ايه هنا يا حيوان"
لم يلتفت علي الفور انما قام بوضع قبله دافئة علي الجزء البسيط الذي يظهر من بين ضمادها ثم الټفت ينظر إلي والدها وهو يقول بجمود
" المفروض انا الي أسألك السؤال دا سائب مشاغلك و مؤتمراتك و قاعد هنا ليه "
صاح پغضب 
" انت يا حيوان بتحاسبني بصفتك مين دي بنتي"
عدى باستنكار
" بنتك! تصدق اول مرة آخد بالي و ياترى لسه عارف الموضوع دا النهاردة و لا باين من كام يوم "
لكنه قويه من يده طالت فك عدى الذي تراجع خطوتين للخلف وهو يقول بوعيد
" انا ممكن ارد الضربه عشرة بس عشان خاطرها مش هعمل كدا "
" انت بجح و قذر جاي بعد عملتك دي و مش مكسوف تقف قدامي "
عدى بجرأة
" لا مش مكسوف و مستعد اقف قدامك و احط عيني في عينك و مش هاممني حد انا الي مفروض اكون جمبها مش انت هي محتجانب انا مش انت و و لو انا غلط في حقها مرة فأنت غلطت ألف مرة أنا إلي كنت واقف في ضهرها علي طول و أنا إلي ساعدتها ټنتقم من الكلب جوز خالتها الي كنتوا رامينها عندها و انا الي ساعدتها عشان ټنتقم من حازم و أنا الي مستعد اموت عشان خاطرها و ان كنت جرحتها فأنا هصلح غلطتي معاها و هتسامحني عشان ليا رصيد كبير عندها أما أنت عمرها ما هتسامحك عشان مفيش في قلبها ليك غير الۏجع و الخذلان "
سقط علي الكرسي پألم انهك صدره فهذا الشاب محق فهو لم يكن أبا حقيقيا و لو لمرة واحدة حتي أنه تناسي أمرها في الآونه الأخيرة و هرول خلف نجاحاته و نقوده و مكانته العلمية التي لا تساوي شئ أمام ما حدث مع ابنته الوحيدة التي خسرها و خسر كل شئ بفقدانها
" انا عايز اتجوز ساندي!"
عرضك مرفوض يا حاج عبد الحميد "
هذا كان صوت سالم القوي وهو يناظر عبد الحميد پغضب لم يتعدي حدود شفتيه مما جعل عبد الحميد يقول باستفهام 
" بترفض نسبنا يا سالم بيه "
عند هذه الجملة انفتح باب الغرفة و أطل منه ياسين يتبعه سليم الذي قال باستفهام
" نسب ايه يا سالم "
لم تهتز عينيه عن عبد الحميد وهو يجيب شقيقه قائلا 
" الحاج عبد الحميد طلب ايد حلا ل ياسين و انا رفضت "
تدخل ياسين غاضبا 
" اقدر اعرف السبب"
سالم بفظاظة
" مش عاجبني"
علي نقيض شعوره ابتسم قبل أن يجلس أمام سالم وهو يقول ساخرا
" انا عارف انك مابتحبنيش بس معقول هتظلم اختك عشان اهواءك "
لم يتحرك جبل الجليد بل وضع قدما علي ساق وقال بنبرة هادئة ولكن قويه 
" بلاش اللعبة دي معايا "
انهي جملته و الټفت إلي عبد الحميد قائلا بټهديد مبطن 
" لو فاكر انك كدا بتضمن سلامه جنة تبقي غلطان و ان كان حازم غلط فخد جزاءه

انت في الصفحة 4 من 5 صفحات