الخميس 28 نوفمبر 2024

رواية في قبضة الاقدار الفصل السابع عشر بقلم نورهان العشري

انت في الصفحة 1 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

القبضة السادسة عشر 
كل الأسود حداد إلا الأسود في عيناك. فهو فتنة من نوع خاص. لم يستطع قلبي الباسل مقاومتها و أنا الذي ظننته محصن ضد هجمات الهوي. فلم تصيبني رياحه يوما و لم أكترث ل وداده أبدا. إلي أن أخترقت عيناك قلاعي و لامس نسيم وجدك قلبي. فأصبحت في العشق غريق لا يبغي النجاة أبدا. فالنجاة منك تعني الهلاك لقلب لا يرغب سواك

نورهان العشري 
تسمرت جنة في مكانها للحظة و من ثم خرجت شهقة قوية من جوفها حين شاهدت أمينة التي كانت ملقاة علي الأرض تختنق و كأن روحها على وشك الصعود إلى بارئها فاندفعت جنة تجاهها و هي تقول پذعر 
حاجه أمينة . مالك في إيه 
لم تستطع أمينة الحديث و لكن بصعوبة استطاعت أن تشير بيدها على شئ ما أسفل الأريكة في آخر الغرفة و الذي لم يكن سوي بخاخ لعلاج حالات الإختناق المشابهة لذلك فهبت جنة من مكانها و قامت بجلب تلك البخاخه و تقريبها من وجهها و قامت بالضغط عليها عدة مرات لتستشعر أمينة عودة الحياة إلى صدرها مرة أخرى فقد كانت على شفير الهلاك فقد انقطع عنها الهواء و لم تعد تستطع حتى إخراج صوتها و إزدادت ضربات صدرها بشكل كبير إلى أن أرسل الله لها الغوث في تلك الفتاة و التي كانت آخر شخص تتوقع أن يساعدها لتتخلص تدريجيا من آثار أزمتها على أقوي منها عندما شعرت بيد جنة الحانية و التي أخذت تمسد بها صدرها بحركات دائرية هادئة و بيدها الأخرى كانت تطوق كتفيها و قد آلمها أو لنقل أخجلها هذا الموقف كثيرا خاصة حين سمعت صوتها المتلهف تقول
طمنيني بقيتي أحسن دلوقتي 
هدأت أنفاسها تدريجيا و لكن كان صوتها بعيد و لم تكن قادرة على استدعائه فهزت رأسها بضعف لتقول جنة بلطف 
طب قومي معايا افردي جسمك و ارتاحي علي السرير 
و كأن حنانها و لطفها كانوا كالسوط الذي أخذ يجلد قلبها دون رحمة .فبهذا المكان تحديدا أذاقتها كل أنواع الاټهامات واشنعها والآن تقوم بأنقاذ حياتها و معاملتها بكل ذلك اللطف و الحنان !
أي جرم ارتكبته في حق تلك الفتاة التي لا تستطيع نسيان نظراتها الملتاعة ولا التوسل الذي كانت تخفيه خلف قوتها بألا تواصل جلدها و إحراق روحها بكلماتها المهينة ولكنها دهست علي كل ذلك بأقدام الظلم و أجهزت على كبريائها دون أن يرف لها جفن من الرحمة و الآن ألقي بها القدر بين يديها و التي لم تتردد لحظة في إنقاذ حياتها بنفس المكان الذي قټلتها به !
انتهت جنة من وضع أمينة في فراشها و دثرتها بالغطاء جيدا و أخذت تناظرها باهتمام تجلي في نبرتها حين قالت 
حضرتك عامله إيه دلوقتى 
لم تجبها أمينة فلم تطاوعها شفتاها بالحديث إنما هزت رأسها و عيناها مازالت تعج بفوضى الشعور بداخلها و الذي قاطعه دلوف عاصف للجميع إلى داخل غرفتها و كان أول المهرولين هي حلا التي إندفعت إلى فراش والدتها و هي تقول بنبرة ملتاعة 
ماما حبيبتي مالك في إيه 
حاجة أمينة . انتي كويسة 
كان هذا صوت نعمة الخادمة الخاصة بها و جاء صوت مروان الذي كان يمسك بيد ريتال التي ما أن رأت أمينة ملقاة أرضا حتى هرولت إلى الأسفل لتخبر الجميع و قد كان آخر من دخل إلى الغرفة سما التي جاهدت قلقها علي أمينة و رسمت قناع البرود علي محياها و لم تتفوه بحرف و قد جذب انتباهها جنة التي انزوت بعيدا عنهم بآخر الغرفة خوفا من بطشهم 
أنا كويسة الحمد لله . اطمنوا
حلا پخوف 
كويسة ازاي يا ماما وشك مخطۏف و مش قادرة تاخدي نفسك 
أومأت أمينة برأسها بتعب تجلي في نبرتها حين قالت
متقلقيش يا حلا قلت كويسة 
إلتقمت عيناها تلك التي كانت تقف بأحد الأركان و يبدو عليها الخۏف فاندفعت تجاهها و أمسكت برسغها تهزها پعنف مصحوب بكلمات قاسېة 
أنتي إيه اللي جابك هنا أكيد انتي ضايقتيها بكلامك و خلتيها تعبت كدا 
خرج صوت أمينة ضعيف حين قالت 
سبيها يا حلا 
ارتعشت جنة تحت يدها و هزت رأسها بنفي ليقاطعهم صوت قوي قادم من خلفهم 
في إيه بيحصل هنا 
للقلب دائما سلطان علي العقل يسلك كل الطرق المشروعة و الغير مشروعة حتي ينفذ إرادتة و هذا ما حدث معه فبالرغم من أنه قد عزم علي محاربتها و كل شعور يخصها داخله إلا أن هناك شئ قوي اجبره قسرا علي الذهاب خلفها مختلقا حجج وهمية ترضي كبرياءه و لكن حين سمع صوت بكاءها شعر و أن عبراتها جمرات ڼار مشټعلة ټحرق احشاؤه من الداخل حتى كاد أن يذهب خلفها لا يعلم ماذا سيفعل و كيف سيصحح أخطاءه التي دائما ما يرتكبها بحقها و لكنه توقف حين رأي ريتال تلهو بالحديقة فاقترب منها قائلا بلطف و حرج 
ريتا . بتعملي إيه هنا 
كنت زهقانه شويه و قولت أخرج اشم شويه هوا 
و مروان سابك تخرجي لوحدك كدا 
لا مانا هربت منه . و حضرتك أكيد مش هتقوله 
فكر قليلا قبل أن يقول
لا مش هقوله بس عايز منك خدمة 
اتفضل يا عمو 
جذبها من مرفقها و وقف بعيدا خلف تلك التي كان بكائها يقطع نياط قلبه و قال پألم 
ينفع تروحي تخليها تبطل عياط 
الطفله ببراءة 
طب و أنا هعمل كده إزاي يا عمو 
أجابها بما يعتمل داخله ويريده بشدة 
احضنيها . احضنيها أوي .
اطاعته الطفلة مع وعد بأن يبقى ذلك سرا بينهما و توجهت إلى جنة و لم يستطع منع نفسه من سماع حديثهما الذي كان كالوقود على نيران ذنبه و غضبه الذي كان يحرقه منها و عليها فظل يتابع ما يحدث حتى شاهدها تذهب معها للداخل و هنا اندلع شعور أهوج بغيرة حمقاء حين تذكر مروان الذي كان يجلس يتابع إحدى البرامج على شاشة التلفاز و قد تملكه شعور حارق و هو يتخيلها تجلس معه. ليتوجه علي الفور إلي الداخل و لكن أوقفه رنين هاتفه و قد أخذت مكالمته عدة دقائق و سرعان ما أنهاها حين سمع الهتاف بالداخل فهرول إلى الأعلى ليتفاجأ من حلا تهزها پعنف وكأنها إرتكبت چريمة كبيرة .
إلتفتت حلا إلى سليم قائله پغضب و مازالت يدها تمسك برسغ جنة التي زاد ذعرها حين رأته 
اتفضل شوف عمايل الست هانم. كانت ھتموت ماما زي ما موتت حازم 
تفشي الخۏف ب أوردتها حتى صارت ترتجف و عبراتها تنهمر بغزارة علي وجنتيها ولم تستطيع سوى أن تهز برأسها بنفي أمام عيناه التي كانت تخشاها كثيرا و لو تعلم كم آلمه هذا الشعور و الذي كان كسکين باتر ينحر قلبه ببطئ شديد فأغمض عيناه بقوة تجلت في نبرته حين توجه بأنظاره إلى حلا قائلا 
سبيها يا حلا !
شحذت أمينة

انت في الصفحة 1 من 6 صفحات