الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية معدن فضة الفصل الرابع عشر بقلم لولي سامي

انت في الصفحة 1 من صفحتين

موقع أيام نيوز

البارت_الرابع_عشر
معدن_فضة
لولي_سامي
خرجت كلا من غزل وغرام للذهاب للعيد ميلاد وهم علي الدرج اقترحت غزل على اختها الذهاب لمحل قريب وجلب حلوى قائلة ايه رايك يا غرام ناخد حلويات معانا بدل ما ندخل فاضيين
تساءلت غرام بتعجب ندخل فاضيين ليه انتي مش جايبة هدية
انا افتكرتك جايبة برفيام ولا حاجه بسيطة شايلاها في الشنطة 

توترت غزل وزاغت ابصارها لتحاول جاهدة التحدث دون النظر لأختها فقالت لا ......مانا قولتلك متخاصمين وبصراحة مكنتش عاملة حسابي هروح بس لما حسبتها لاقتها عيب يعني بقالنا كتير أصحاب فمينفعش اخاصمها في عيد ميلادها وكمان الدراسة داخله كمان شهر فشكلي هيبقي وحش وسط اصحابنا.
ضيقت غرام عيونها متمتة بصوت سامع والله الموضوع ده في إن وهعرفها يا غزل اتفضلي قدامي محل لولي بوب مش بعيد بعدنا بشارعين بس بسرعة علشان منتاخرش انتي عارفه ماما.
ابتسمت غزل لنجاح مخططها لتقول بأعين لامعه لا مانا عرفت محل تاني تحفة فظيع بجد وبيعمل حلويات سورية ايه بقي مقولكيش جميلة جدا.
تساءلت غرام بفضول فين المحل ده ليكون بعيد وكمان انتي متأكدة أنه كويس دوقتي يعني منه قبل كدة احنا هنقدم حاجه للناس لازم تكون كويسة.
تحدثت غزل وهي تسحب يدي اختها مسرعة تجاه شارع المحل قائلة لا مدوقتش ده صاحبتي قالتلي عليه تعالي بس انا عارفه مكانه صاحبتي شاورتلي عليه مرة ده قريب من هنا.
توجهها كلا من غزل وغرام حتى وصلا لوجهتهم لتسرع غزل وهي تدلف للمحل فسحبت غرام اختها وقالت لها هامسه وهي تزجرها بعيونها ايه رايحه فين بسرعة كدة اصبري لازم ندوق منه حاجه الاول قبل ما نطلب طلبنا قولتلك الحاجة رايحه للناس وانا اصلا مبثقش في كلامك.
سحبتها غزل لداخل المحل قائلة طيب يا ستي جربي اللي انتي عايزاه بس تعالي بقي.
دلفا داخل المحل لتنظر غرام على أنواع الحلوى ونظافة المحل والعمال فلا تنكر إعجابها مبدأيا بالمحل ولكنها وجدت اختها التي من المفترض أن تنظر للحلوى لتختار طلبها وجدتها تتلفت يمينا ويسارا وكأنها تبحث عن أحدا ما لتربت غرام على كتفها فالتفتت غزل لها باندهاش منها قائلة في ايه يا غرام
غرام بتعجب من حال اختها في ايه انتي  
بتدوري على ايه ولا على مين 
غزل ببعض الضيق مبدورش على حد مش قولتي هتجربي حاجه اتفضلي اختاري هتجربي ايه
لينتبهوا كلاهما على صوت ياتي من خلف غرام قائلا اهلا وسهلا يا فندم شرفتونا تحبوا تختاروا حاجه معينة
نطق بها يزيد وهو ينظر لغزل مبتسما ابتسامة ترحيبية لتشير غزل لأختها بيدها قائلةاتفضلي اطلبي اللي انتي عايزاه.
شعرت غرام بالاحراج والتوتر فزغرت لأختها بيعيونها ثم استدارت تتحدث ليزيد الذي فور رؤيته لها شعر وكأن أحدهم قد لكمه على رأسه فافقده الوعي والإدراك من جمال وبراءة ملامحها لينتبه على صوتها قائلة ااااه......... لو سمحت كنت عايزه اجرب الكنافة النابلسي فلو سمحت ممكن قطعتين.
لتتفاجا بغزل اختها قائلة بضيق بين متطلبيليش انا مش عايزة وبسرعة علشان نلحق نمشي.
نظرت غرام لأختها بحيرة وتعجب من حالها الذي تغير بالكامل ثم شعرت بالاحراج من الموقف لتلتفت مرة أخري الي الواقف خلفها لتعدل طلبها قائلة انا اسفة ممكن قطعة واحدة لو سمحت.
اومأ يزيد وابتسم قائلا هتعجبك اوي وعلي ضمانتي بعد اذنك ثانية واحدة .
والټفت ليخبر العامل بتجهيز طلبها كما أضاف من عنده البورمة المميزين بها وأثناء ذلك كانت غرام تنهر غزل بصوت هامس قائلة تصدقي انتي عيلة وانا غلطانة اني بسمع كلامك كدة تحرجيني قدام الراجل ده غير أن المحل حلويات شرقية مفيش جاتوه ولا تورت يعني هنجيب ايه دلوقتي 
لوحت غزل بيدها بتسوف قائلة عادي بقي يا غرام انا قولت نغير مش كله تورت وجاتوه .
إدارتها غرام بيدها لتصبح أمامها سائلة إياها بتعجب من حالها في ايه يا بت مالك حالك انقلب كدة فجأة ليه
أنقذها القدر وجاء يزيد يقدم بنفسه علب صغيرة جميلة الشكل مغلقة بإحكام قائلا اتفضلوا يارب تعجبكم .
التفتت غرام مرة أخري لتحاصره بنظراتها البريئة وصوتها العذب فوجدته يقدم علبتين برغم طلبها طلب واحد فقالت متسائلة انا طبعا متشكرة جدا بس احنا طلبنا طلب واحد وحضرتك جايب اتنين 
ابتسم يزن قائلا ده الطلب اللي طلبتيه والعلبة الثانية تحية من المحل نتمنى تقبليها ولو الانسه بتاكل حلويات اجبلها بس خۏفت لتكون مبتحبش الحلويات اساسا .
شعرت غرام بالتوتر من طريقة حديثه الذي استشعرت فيه بشئ ما كما أن نظراته مثبته بها بشكل غريب او هي استشعرت ذلك ليخفق قلبها توترا واحراجا فأخذت العلب لتنهي الموقف وحاولت اشغال نفسها بفتح أحدهم ولاحظت وجود بورمة بها فلم تعلق حتي لا تطيل الحوار وبدأت بتذوق الكنافة التي كما يقولون هي الاختبار القوي لتقييم اي صانع حلوى.
فور أن وضعتها بفمها أغلقت عيونها من جمال مذاقها ليشعر هو وكأنها حكمت عليه بالسجن خلف اهدابها.
اما هي شعرت بقطعة الكنافة وهي تذوب ذوبا في فمها وكأنها قطعة زبدة اخذت تستمتع بمذاقها اللذيذ وتتصدر همهمات دليل على جمال طعمها لدرجة أنها نسيت من يقف أمامها يتفرس في ملامحها ويستمتع باستمتاعها للمذاق فلم يشعر بحاله وهو يوجه أنظاره لعنقود فمها مطلقا لامانيه العنان لينتبها كلاهما على صوت غزل وهي تقول بتذمر هاااا..... يا غرام عجبك طعمهم ولا ايه
غرااام أخذ يردد اسمها في عقله وهو ينظر لها فشعر وكان اسمها علامه على حاله فهو لم يؤمن في يوم بمقولة النظرة الاولى ولكنه لم يعي ماذا يحدث معه.
لتنتبه غرام لحالها ففتحت عيونها وإذ بها تجده أمامها وينظر لها نظرات غريبة بالنسبة لها.
ارتبك حالها لتخفض عيونها فجأة قائلة بصوت خاڤت اااه...حلوة جدا يسلم ايديهمشوفي هتختاري ايه علشان منتاخرش.
اومأت غزل برأسها وانطلقت تختار ما اختارته المرة السابقة لتمتم بداخلها قائلة يعني ولا اشوفه ولا ادوق الحلويات ده !
ظلت غرام واقفة مكانها وكان أحدهم ثبتها بشئ ما لتجد يزيد يقول ريتك ماتبلى .
رمشت غرام باهدابها متعجبة من الجملة فنظرت بتساؤل قائلة نعم
رد يزيد بابتسامة هادئة بقولك تسلمي وتعيشي وربنا ما يحرمنا من طلتك علينا  
ثم تحمحم محاولا لحاق نفسه احم قصدي نورتوا المحل يعني بالمصري....
اومأت غرام واعادت عيونها للاسفل حتى وجدت غزل تقول لها انا خلصت هتحاسبي ولا احاسب انا.
حمدت غرام ربها أن اختها تأتي بالوقت المناسب لتخرجها من حالتها التي لم تعي ماذا يحدث معها لتومأ مستأذنة من يزيد عن اذنك.
وعند التفافها وجدته يقول خلاص يا آنسة غرام الحساب علينا المرة دي مش انسه برضه
لا يعرف لماذا سال هذا السؤال ولا كيف ليجدها ترد بخفوت قائلة أيوة آنسة بس مينفعش والله ده مش لينا اساسا المرة الجاية أن شاء الله عليكم وبجد الف شكر.
ثم هرولت الكاشير لتدفع الحساب تحت نظرات غزل المستعجلة من حالها لتقول لها مستفسرة اييييه هو الكلام علي ايه
حاولت غرام التهرب قائلة هو ايه اللي ايه مفيش حاجه طبعا.
حركت كتفيها لاعلى مردفة حديثها محاولة ابعاد تفكير اختها عما يجول به قائلة كنت بقوله الحلويات جميلة جدا تسلم

انت في الصفحة 1 من صفحتين