رواية بك احيا اخر طوق للنجاة الفصل العاشر بقلم ناهد خالد
انت في الصفحة 5 من 5 صفحات
برأسها وهي تهتف لذاتها پقهر لا وقت للحزن لا وقت للانعزال والبكاء على الأطلال هناك مسؤوليات عليها تحملها هناك حرب عليها خوضها!
ولم تأخذ خديجة وقتها بالحزن كما لم تأخذ يوما وقتها في الفرح كل شيء فرض عليها انهاءه حتى وإن كانت ليست مستعدة بعد حتى وقت ۏفاة شقيقتها تخطيطها للهرب بعيدا عنه جعلها لم تأخذ وقتها في الحزن عليها..
بعد يومان....
استمعت لصوت باب المنزل يفتح لتركض للخارج وهي تحمل كيس به بعض السندوتشات وهتفت ما إن أبصرته يخرج من الباب
_ مصطفى استنى خد فطارك.
الټفت لها ذلك الشاب صاحب الحادية عشر عاما ذو الشعر الأسود القصير والبشرة القمحية وعيناه السوداء يشبه في شكله والده لدرجة كبيرة نظر لها بامتعاض وهو يقول
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
هزت رأسها بتفهم وقالت
_ معلش يا مصطفى النهاردة بس خد وكلك من بكرة هصحى بدري عن اكده وهفطرك الأول معلش انا بس كان عندي مذاكره كتير امبارح عشان رايحه المدرسه النهارده أول يوم بعد ما ايام العزا خلصت وعلي مذاكره كتير جوي وحاجات متأخرة.
بامتعاض التقط منها كيسة الطعام والټفت ذاهبا لمدرسته الصباحية.
اغلقت الباب خلفه وتابعت اعمالها من تنظيف وطبخ لطعام الغداء قبل أن تذهب لمدرستها المسائية وفي حين كانت تنفص الأرائك من الغبار بعد ان فتحت باب الشقة لتسمح للهواء بالدخول للمنزل وقد فتحت أيضا كتاب العلوم على أحد الطاولات وأخذت تراجع ما ذاكرته أمس وهي تغمغم
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
توقفت عن تنفيض الغبار وهي تحدث ذاتها بضيق
_ ايه ده بجى! انا مذكراها امبارح زين! كان لون ايه يا خديجة افتكري..
_ ابيض مصفر جايز!
الټفت حين استمعت لصوت باهر الذي تعلمه جيدا ابتسمت تلقائيا وهي تقترب منه مرحبة به
_ باهر! كيفك اتفضل.
ضيق حاجبيه بتساؤل وهو مازال واقفا خارج عتبة الباب
_ هو عمي اهنة
نفت برأسها لتحتد ملامحه وهو يقول
_ وشوفت مصطفى رايح مدرسته اومال ايه اتفضل ده يابت عمي! هتخيبي ولا ايه
انتبهت لحديثها فاخفضت بصرها ارضا بحرج وادمعت عيناها بحزن
_ اصل كانت دايما أما جوه فكنت متعودة اخليك تدخل لسه متعودتش على فراجها.
_ متزعليش مني حجك عليا انا غشيم اوجات المهم انت زينة
مسحت عيناها بكفها تزيل دموعها ورفعت نظرها له مجيبة
_ زينة نحمد الله جولي هترجع كليتك ميتى امتى
ابتسم لها وهو يجيبها
_ كمان ساعتين راجع القاهرة.. بجولك ايه اوعي شغل البيت يلهيك عن دراستك عاوزك تجيبي مجموع زين وتدخلي الثانوي عشان تبجي دكتورة كيف مانتي رايدة.
ابتسمت بحزن وهي تقول بيأس
_ ياعالم يا باهر ايه الي مكتوبلي بس متجلجش هذاكر زين وهدخل الثانوي ان شاء الله.
اومئ برأسه بتحفيز
_ ان شاء الله وهتحججي حلمك.. يلا اشوف وشك بخير جولت افوت عليك جبل ما اسافر عشان اطمن عليك.
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
_ حتى انت هتمشي مكنش ينفع تأجل سفرك هبابة محتاجك جنبي الايام دي جوي يا باهر.
ابتسم لها بلطف وهو يجيبها
_ ياريت كان ينفع على عيني اسيبك واسافر والله بس ڠصب عني عندي امتحان عملي ولازم احضره.
_ خلاص سافر بجى.
قالتها وهي تذم شفتيها پغضب طفولي ليضحك على تعابيرها وهو يقول
_ بلاش تضمي شفايفك أكده عشان جلبي بيضعف وممكن اسيب الامتحان عادي واسجط وتبجي أنت السبب.
استطاع فك تعابيرها الواجمة كالعادة فابتسمت وهي تقول
_ وانا مهيرضنيش يلا روح شوف مستجبلك وكليتك ربنا يوفجك.
كاد يجيبها
لكنه استمع لصوت يقول
_ وه! باهر بيه اهنه ده انت بتطلع كيف الجمر.
الټفت لها باهر يصدم رأسها بيده بخفة فهو معتاد على المزاح معها ولكن مزاحه لا يتعدى حركه كهذة
_ اومال تمشي تتكعبلي فيا لازم يكونلي جيمة انا دكتور باهر هو انا اي حد!
رفعت جانب شفتيها بنزق
_ انزل من على البساط يا بن عمي لاحسن تجع ورجبتك....
جحظ لها عينيه وهو يسألها بتحذير
_ ايه
جعدت أنفها تكمل بصوت خفيض
_ يحصلها حاجة بعد الشړ.
ضحكت خديجة بخفة وهي تعقب موجهه حديثها لأبنة عمتها
_ مش جد الجول متجوليش.
اشاحت بوجهها بضيق ليبتسم باهر وهو ينهي اللقاء
_ يلا اشوفكم على خير.
نظرت له فريال متفاجئة
_ وه انت مسافر
_ ايوه النهارده.
رددت خديجة بحزن وقد اختفت بسمتها
_ تيجي بالسلامة يا باهر..
لاحظ حزنها ليلاطفها وهو يقول بمزح
_ بلاش البوز ده دول كلهم ٤ شهور هيعدوا هوا.
لم ينجح في مزاحه بل ازاد ڠضبها لتقول بضيق
_ يجطع الكلية وسنينها الي مبعدة بلادك.. يعني كان لازمن تدخل جامعة القاهرة
رفع حاجبه ساخرا
_ كان بكيفي اياك مش امي الي فضلت تزن تزن لحد ما ابوي وافج وجدملي فيها بعدين منكرش ان جامعة القاهرة ليها اسمها برضو اكتر من باجي الجامعات.
هتفت فريال بضيق
_ ما خلاص بجى هو يعني اول مرة يسافر بجاله 5 سنين في الكلية دي متعودتيش!
نظرت لها خديجة بملامح يكسوها الحزن
_ حاسه ان في الوجت ده رايده الجريبين مني جاري.
اقتربت منها محتضنة إياها بتأثر وهي تقول
_ انا جارك اهو مش هسيبك واصل.
تهاوت دموعها بصمت لينظر لها باهر بملامح واجمة حزنا عليها وقلبه يعتصر ألما وهو يراها بهذه الحالة وعاجزا عن مساعدتها.
استيقظ على رنين هاتفه فمد ذراعه بضيق يلتقط الهاتف متوعدا للمتصل ودون النظر لهويته حتى انه لم يفتح عيناه كان يهتف بعصبية
اقفل يا يابن حد بيتصل علي دلوقتي يابهيم!
واغلق الهاتف دون ان يسمع رد الطرف الآخر حتى! لكنه يعلم أن الوقت مازال باكرا فالشمس التي يشعر بها في غرفته لم تسطع بعض.
رفع الوسادة يضعها على رأسه وهو يغمغم بضيق
_ عالم بنت بيفوروا ډم الواحد.
وعاد لنومه وكأن شيئا لم يحدث وهو على يقين أن أيا من كان المتصل لن يستجري الاتصال مرة أخرى.
بعد ثلاث ساعات.....
استيقظ من نومه وتناول إفطاره وشرب قهوته أولا ثم اتجه لهاتفه ليهاتف من سبه أثناء نومه دون معرفة هويته ليجده ذلك الرجل المكلف بالبحث عن أي معلومات تخص خديجة أو عائلتها انتفض واقفا كمن لدغه عقرب وهو يسب من بين أسنانه
_ يلعن مكنتش قادر اشوف مين الي بيتصل!
أردف بها وهو يعاود مهاتفته وقدمه تهتز بعصبية وهو لا يحتمل تلك الثواني التي يأخذها رنين هاتفه كي يستمع للإجابة غمغم نازقا
_ رد بقى يابن أنت كمان هي نقصاك!
توقفت حركت قدمه واستقام في وقفته حين اتاه فتح الخط ورد الأخر فهتف متسائلا بلهفة ودقات قلبه قد تعالت بصخب
_ ها عرفت عنهم حاجة آخر مرة قولتلك متكلمنيش إلا لو عندك معلومة!
اتاه الرد على الجهة الأخرى وهو يقول...
يتبع