الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية بك احيا اخر طوق للنجاة الفصل السابع بقلم ناهد خالد

انت في الصفحة 1 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

الفصل السابع محاولة نجاة
يقولون أنه عليك المواجهة بدلا من الهرب وأن الهرب ليس سوى جبنا يعبر عن ضعف صاحبه ولكن أحيانا كثيرة لا تكن المواجهة شجاعة بل تكن اڼتحارا غبيا هناك مواقف لا تعد فيها المواجهة خيارا من الأساس الهرب الهرب فقط هو الخيار الوحيد المتاح وما عدا هذا فاعلم انك هالك لا محالة
بعدة عدة أيام  

وهذا النهج الذي تبنته خديجة وهي تفعل المستحيل كي لا يصل خبر رحيلهم ل مراد حتى أنها تجلس الآن بانتظاره كما اتفق معها بالأمس حين رآها لثانية واحدة فقط على باب المطبخ ليخبرها باقتضاب قابليني عند الحوض بكره الساعة ١٢ 
وكان هذا موعد عودته من تدريباته الخاصة نظرته حينها أخبرته كم أنه غاضب لجفاءها معه طوال الفترة الماضية وانعزالها عنه ولأنها لا تريد لغضبه ان يزداد كي يمر أمر ذهابهم كما تريد دون عقبة وكي لا يشك بها أكثر وافقت وها هي تجلس بانتظاره بملامح مسترخية هادئة ولكن قلبها محمل بالكثير حقد مقت نقم لا تعلم لكن ما تعلمه أنها لا تتقبل هذا اللقاء الذي تشعر به كأنه حملا ثقيلا على قلبها لم تعد كما كانت لم تعد خديجة التي كانت تتوق شوقا لرؤيته وجوارحها مفعمة بالحماس والفرح لرؤيته باتت أخرى تنتظر اللحظة التي ستفر بها هاربة من هنا بلا رجعة 
_ أخيرا الأميرة قررت تخرج من كهفها 
جملة ساخرة سمعتها منه لتغمض عيناها لوهلة بضيق من سخريته ثم فتحت عيناها تسترعي الهدوء وهي تقول
_ لا ابدا انا بس مكنتش كويسة 
جلس أمامها ببنيته التي تزداد قوة وحجما كل يوم بدأت عضلات صدره وذراعيه في الظهور قليلا تقسم أنه بعد عدة أشهر من الآن سيصبح قوي البنية كمن تراهم في التلفاز وترهبهم ولكن لن تكون هنا حتى ترهبه! 
اشتاقها حد الچحيم حد اشتياق الأرض القاحلة للمطر ولكنها كانت تتمنع عنه لم يراها أو يجلس معها جلسة كهذه منذ الكثير منذ تلك الليلة المشؤومة من شهر ونصف تقريبا وهذه ثاني اطول مدة ابتعدت فيها عنه المرة الأولى كانت بسبب والده ولكنها لم تتخطى عشرون يوما والمرة الثانية وصلت لخمس واربعين يوما يخشى أن تكون هناك مرة ثالثة وتزيد المدة بالتباعية! هز رأسه بضيق من منحدر أفكاره فهو لن يسمح لها بالغياب عنه مرة أخرى لقد قرر أن يهدم ذلك الحاجز الذي رفع بينهما منذ ۏفاة شقيقتها احتواها بعيناه وهو يقول
_ عارف بس من امتى بنبعد عن بعض المفروض كنت تقربي مني اكتر عشان اساعدك تكوني كويسة مش تبعدي يا ديجا! احنا متفقين نكون دايما سوا في الفرح والحزن صح
اومأت برأسها وعيناها تغشاها الدموع رغما عنها ستفتقده ستفتقد رفيقها المفضل والوحيد ستفتقد حنانه ولطفه ورعايته حتى قسوته احيانا ستفتقدها حاولت ألا يظهر عليها ما يثير ريبه فأخفضت عيناها كي لا يرى دموعها وهي تقول
_ معاك حق مكنش قصدي ابعد عنك 
رفع رأسها له وهو يخبرها بأنه يتفهمها
_ عارف يا حبيبتي انت كنت زعلانة فمش عاوزه تشوفي حد ومودك مكنش كويس بس بعد كده اتعودي حتى لو زعلانه وفيكي ايه ومش عاوزه حد جنبك إلا أنا ارفضي وجود اي حد وكل الناس لكن أنا لأ يا خديجة ماشي
خديجة حين ينطق بها يكن في أشد حالات جديته هزت رأسها موافقة وهي تبتلع ريقها ذعرا من القادم كيف ستكون ردة فعله حين يعلم بذهابها وهل من الممكن أن يفعل شيء ليعيدها

انت في الصفحة 1 من 7 صفحات