الثلاثاء 03 ديسمبر 2024

رواية صرخات انثى الفصل الرابع والستون بقلم ايه محمد رفعت

انت في الصفحة 1 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

أخترق أذنيه صوت زقزقة عصفورا قريبا يزقزق باعلان سطوع يوما جديد أفرجت أهدابه عن رماديته ففتحها وأغلقها مجددا في محاولة للاعتياد على الضوء النافذ بعينيه.
نهض عن ساق أخيه يتفاجئ ببقائهما هنا حتى طلوع النهار وما ألم قلبه أن أخيه لم يزعج منامته وبقى محله حتى غفى مستندا برأسه على السيارة من خلفه وذراعه يحيط بجسد عمران كالذي يضم صغيره!

ابتسامة مشرقة شقت طريقها لوجهه فناداه بخقوت 
_علي.
تسلل مسمعه إليه ففتح عينيه يهتف بعدم وعي وهو يتفقد ساقه 
_عمران!!
هدأت انفعالاته حينما وجده يجلس جواره ويطالعه باهتمام عاد يستند برقبته على السيارة من جديد تفحص ساعته قائلا بدهشة 
_معقول نمنا هنا لدلوقتي!
قطع عمران صمته هادرا 
_مفوقتنيش ليه يا علي!
رد عليه بابتسامته الجذابة 
_مصدقت إنك تنام شوية فمستحيل كنت هقومك.
وسأله وهو يتفحصه بعناية 
_إنت كويس
اتسعت ابتسامته ونهض ينفض ثيابه 
_أكيد هكون كويس وأنا عندي أخ طيب وحنين زيك يا دوك.
استند علي على مقدمة سيارته ونهض ينفض ملابسه هو الاخر 
_تعالى نروح مكان هادي نفطر ونتكلم شوية قبل ما نرجع البيت.
أومأ برأسه وأشار له 
_اركب.
أجابه علي وهو يهم بالتحرك لمحل سيارته 
_راكن عربيتي قدام شوية اطلع وأنا وراك.
اجتاحته السعادة لتتبع أخيه إليه ليس بكل الاحوال ما نقوله نقصد معناه ربما يطالب لسانك من أمامك بالرحيل ولكنك من الداخل تتمنى أن يعارض حديثك ويتبعك رغما عن أنفك!
فتح عمران باب سيارته باستخدام الريموت الالكتروني وقبل أن ينجرف علي للطريق قال بامتنان 
_شكرا إنك متخلتش عني حتى بعد ما طلبت منك تكون بعيد.
مرر يده إليه ومازال يتابع طريقه كأنه لم يستمع له من الاساس 
_اركب وبطل عبط.
ضحك بملئ ما فيه وصعد لسيارته يتحرك للطريق الرئيسي ومن خلفه يتبعه علي. 

تربع الألم بحدقتيه كالسهم النافذ يواجهها بصډمته التي أعربت عن مدى حزنه بينما الأخيرة عينيها ساهمة بالهاتف الموضوع من أمامها.
شعرت وكأن هناك فوم من النيران عالق بحلقها لم تتمكن من ابتلاعها أو حتى طردها خارج جوفها فرددت بهمس باكي 
_كدب يا سيف والله العظيم بيكدب .
مازال يقف أمام الفراش الذي تعتليه صامتا حزينا يجلي صوته البائس 
_يعني الورقة دي مزورة
أعتصرت جفنيها من فرط بكائها وهزت رأسها بالنفي قائلة بنحب 
_لا مش مزورة أنا فعلا مضيت عليها بعد ما أقنعني إننا مينفعش نتقابل كتير بدون ما يكون بينا عقد جواز ولإني كنت لسه بدرس فمستحيل أخواتي يوافقوا عليه عشان كده اقترح عليا العقد العرفي ده احنا اساسا معندناش الكلام ده بالمغرب بس هو أقنعني.
اهتز بوقفته قبالتها ومازال يحرك رأسه پصدمة ألا تسترسل حديثها ولكنها استطردت موضحة 
_لما اكتشفت حقيقته سړقت العقد اللي عنده وقطعته ولما سألت شيخ قالي إنه مش جواز أصلا يعني هو كداب لا عمره كان ولا هيكون جوزي.
ما له يشعر بعظمه يسحق بقوة حتى خرت قواه ولجئ بجلوسه لطرف الفراش يحتضن رأسه بين يديه بينما تلك القابعة من خلفه تراقبه بدموعها المنهمرة فإذا بها تقترب إليه تضع كفها على ظهره وهي تستجديه متوسلة 
_مسمحتلوش يقربلي يا سيف والله العظيم بيكدب عليك محصلش بينا حاجة.
رعشة يدها انتقلت لضروعه فطرق باب قلبه تنبهه بحالتها المؤلمة اعتدلت بجلسته المحڼية وإلتف بجسده إليها حتى بات يجلس قبالتها فوجدها تفرك يدها وهي تستكمل الجزء الاخر من حديثها 
_ولو عايز تتأكد من كلامي أنا مش همنعك ده حق.....
قائلا بضيق 
_يوم ما أشك في أخلاقك هتكون نهاية علاقتنا اللي مبتدتش يا زينب أنا مصدقك يا حبيبتي وواثق فيك.
واستطرد يوضح سبب حزنه الصريح 
_أنا اتفاجئت بالورقة دي لإنك مسبقش وحكتيلي عليها.
أراد أن يبعدها ليستكمل حديثه فإذا بها تتعلق بالتيشرت الخاص به وتناشده بتوسل 
_متبعدش يا سيف!
ابتسم بفرحة لرغبتها ببقائها بين حصاره بقلعته التي شيدها بعشق لها مسد عليها يحيطها بحب بينما عقله شارد بذلك الحقېر الذي لم يستسلم بعد وبوصول تلك الرسالة يؤكد له بأنهما مازال تحت أعينه ومن المؤكد بأنه سيفعل المحال ليصل لها.
حبيبته وزوجته هي إن فرط بنفسه لن يفرط بها فليت ذلك المختل يعلم ذلك مال سيف برأسه فوق رأسها وهمس لها ومازالت أصابعه تتغلغل خصلات شعرها الناعم 
_أول مرة أشوفك بشعرك..وشكلي كده مش هصمد كتير قدام الجمال ده كله.
وتايع مازحا 
_زينب هو أنا ينفع أتحرش بيك
ضحكت بقوة بينما يتابع هو بمرحه 
_بأدب والله العظيم

انت في الصفحة 1 من 7 صفحات