الثلاثاء 03 ديسمبر 2024

رواية صرخات انثى الفصل الرابع والستون بقلم ايه محمد رفعت

انت في الصفحة 4 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

بقيت زي مانت شايف عاجز وخلاص أيامي معدودة في الدنيا بسبب مرضي الخبيث کانسر عشان كده كشفت الحقيقة لابني مش عايز اموت وأنا حامل ذنب زي ده يا شيخ مهران.
تغضنت معالمه بالشفقة تجاهه فعاد يجلس محله وهو يهمس 
_لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم أسأل الله العلي العظيم أن يشفيك.
رفع عينيه الغائرة له حينما قبض مصطفى على كفه بقوة وبرجاء وتوسل قال 
_سامحني يا شيخ سامحني وخلي آيوب يسامحني بالله عليك!
صوت شهقة مكبوتة جذبت انتباههما فاستدار الشيخ للباب حيث محل وقوف آدهم الباكي يعز على قلبه رؤية أبيه بتلك الحالة ومع يعجز تدخله هو ترك فرصة عسى أن يسامحه الشيخ مهران فيرتاح والده.
تغلف قلب الشيخ مهران بضمادة طبية فور رؤيته وجه ذلك الشاب شرد بكل لحظة مضت عليه منذ أن دلف لحياته وحياة عائلته.
أخبره مصطفى منذ قليل بأنه كان سيفشل بتربية آيوب!! لا والله لقد سبق له رؤية نبل أخلاق ذلك الشاب سبق له ان رأى رجولته ومروءته ما دفعه للتفكير باتجاه معاكس أن ما حدث كانت ارادة الله سبحانه وتعالى ليحظى بابنا كآيوب يكون عمله الصالح في الحياة من بعده! 
الابن البار الذي لم ينجبه ولم يقدر له بإنجابه أزاح الشيخ بقايا دموعه ورسم ابتسامة هادئة هادرا ومازالت عينيه تحتضن عين آدهم 
_اللي ابنك عمله معايا ومع عيلتي يشفعلي بأن أسامحك يا مصطفى.
وأخفض عينيه له يخبره 
_أنا مسامحك.. بس صدقني صعب ابني يسامحك انا عارفه أكتر من أي حد.
وبفخر قال 
_آيوب ابني وهيفضل ابني أنا لو كلفت ابنك يغير نسبه فده عشان خۏفي من ربنا عز وجل لكن ابني مش هيفارقني طول ما فيا النفس وحي إنت اتخليت عنه فأنا مش هتخلى عنه ولو طالبت تقاسمني فيه اعذرني أنا هكون هنا أناني وهقولك لأ.
وببسمة شملت معنى الألم قال 
_أنا مش نبي من الانبياء أستغفر الله أنا بشړ فهكون أناني وهقولك ابني لأ يا مصطفى.
انهمرت دموعه رغما عنه واستكمل 
_أنا عشان محملش ذنوب أكتر من اللي هشيلها هخليك تغير اسمه وهخلي ابنك يصارحه بالحقيقة لكن يفارق بيتي ويفارق أمه ويفارقني ده عمره ما هيحصل ابدا بس اطمن مش همنعه عنك أبدا.
رد عليه مصطفى بلهفة 
_مش عايز أكتر من مسامحته يا شيخ ولو فضل معاك أنا مطمن عليه بس بالله عليك متحرمنيش منه خليه يزورني ولو مرة واحدة كل اسبوع وآ...
ابتلع باقي كلماته بمرارة الألم حينما أفاق على حقيقة صاډمة ابنه ليس طفلا صغيرا ليتلاقى أمر الشيخ مهران فور علمه بالحقيقة لن يستمع لأحد ولن يأتي لزيارته.
هز مصطفى رأسه پجنون وصړخ 
_لأاااا متقولوش الحقيقة يا شيخ مهران معتش هشوفه تاني لو عرف... أرجوك متقولوش.
غامت عين آدهم بالدموع فولج للداخل ينحني على مقعد ابيه يحاوطه بقوة ويترجاه 
_اهدى يا بابا... صحتك عشان خاطري.
استنجد به بفرحة لوجوده 
_عمر تعالى يا عمر الشيخ مهران لو قال لاخوك الحقيقة هيبطل يجي معاك هنا قوله ميقولهوش حاجة عشان خاطري يابني قوله.
قبل يديه معا وبصوت مبحوح قال 
_هعملك كل اللي انت عايزه بس اهدى.
بكى كالصغير على ذراع آدهم فضمھ إليه ومازال الشيخ يتابعهما فابتسم وقال 
_من شخصية ابنك وطريقة تعامله معاك بيأكدلي انك كنت أب له عظيم يا مصطفى فأكيد اللي حصل ده كان خير ليا.
وڼصب عوده يخبره قبل رحيله بابتسامته البشوشة 
_اطمن أنا هخليه يسامحك ومش هيبطل يجيلك متخافش حتى لو عارض هجيبه بنفسي وأجيلك كل جمعة بإذن الله.
واستطرد بعدما خطى خطوتين لباب الغرفة 
_هستناك تنورني في الدكانة يا حضرة الظابط.. السلام عليكم ورحمة الله.
قالها ورحل على الفور تاركا آدهم يضم أبيه باحتواء وحبا فعاد به لغرفته ومدده على فراشه ثم قدم له أدويته خشية من أن تتعثر حالته.

صف يوسف سيارته أسفل الشقة القابع بها محل عمل جمال البسيط صعد للاعلى فتفاجئ بخلو المكان من الموظفين ولج للداخل يتجه لمكتب جمال فتخشبت يده على مقبض الباب 
مشطه جمال بنظرة شاملة ثم عاد لما يفعله وكأن حديث الأخير كجناح فراشة أزعجت خديه رمش يوسف في محاولته لاستيعاب كتلة البرود التي أحاطت رفيقه فهرع إليه يدفعه عنه صارخا به 
_إنت فقدت عقلك ولا أيه ذنبه أيه المسكين ده
حاول جمال إبعاده عن

انت في الصفحة 4 من 7 صفحات