الثلاثاء 03 ديسمبر 2024

رواية وبها متيم انا الفصل الاربعون بقلم امل نصر

انت في الصفحة 1 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

الفصل الأربعون.
على الاريكة التي تحتل جزءا كبيرا في جانب الشرفة الخاصة بغرفة نومه بنصف جلسة كان متكئا على الوسادة القطنية بما يقارب النوم ينفخ الدخان الرمادي من السېجارة لتشكل سحبا من حوله وقد كان شاردا في أفكاره السوداء بعد أن تجرأت هذه الهبلاء في تحديه وكأنه فقد السلطة عليها وأصبح أمره لا يعنيها وهذا نتاج تهوره ورد فعله المبالغ فيه لقد اخطأ حينما ضربها ولكنها لم تترك له خيارا حينما ضغطت بكل غباء تذكره بزواج الأخرى وحق الاخر في لمسها لقد غلى الډم في عروقه واشتعلت رأسه بلهيب الغيرة لا يتصور ولن يتقبل بحدوث ذلك مرار حلقه من شيء بوغت به كالصاعقة التي نزلت عليه لتفقده اتزانه لقد كان على وشك ارتكاب چريمة ولولا احتفاظه بالقليل من عقله لكان فعلها وخسر معها حياته قرار الإنسحاب ومغادرة الحفل جاء في الوقت المناسب قبل أن يتهور ويحدث ما لا يحمد عقباه.

كل دا دخان يا ابراهيم إيه يا بني حريقة سجاير
تمتمت بالكلمات سميرة وهي تدلف للشرفة من خلفه ويدها تلوح في الهواء بسعال خفيف ليعقب لها مستهجنا
بتكحي ليه دا احنا حتى في الهوا مش في مكان مقفول.
ايوة يا خويا بس انا صدري ما بيستحملش.
اردفت بالاخيرة مستطردة
وانا عايزاك في موضوع مهم
هتف مستنكرا فعلتها مرددا بذهول
موضوع ولا هباب انتي ازاي تعملي كدة اساسا وتدوسي ع النعمة
اقتربت سميرة بكرسيها لتجلس مردفة بعدم اكتراث
هما دقيقتين وهكلمك فيهم اتصبرهم شوية وبعدها نيل اللي عايز تنيله
تقلص وجهه بامتعاض ليرضخ مستسلما لإلحاحها والتقطت هي الإشارة لتدخل في حديثها مباشرة
بقولك ايه ابوك كلمني دلوقتي وعايزك تتلم انت وأمنية في اقرب وقت هيخلص الباقي من شقتك وهيكمل الناقص من جهاز البت عشان نخلص بقى.
نعم يا غالية 
تفوه وبها ومال بوجهه نحوها يطالعها بنظرة كاشفة ليتابع بفراسة
دا مش كلام ابويا يامة دا اقتراحك اللي انتي اقنعتيه بيه صح ولا انا غلطان
ارتفع حاجبها لترد على سؤاله بإصرار وتصميم
لا يا خويا مش غلطان وانا عاملة كدة مخصوص عشان نختصر بقى ونقفل الصفحة اياها اللي انت عارفها كويس.
قلب عينيه بسأم وقد فهم ما ترمي إليه وهو قصته مع شهد لينكر بكذب مفضوح يدعي عدم الفهم
هتقولي بقى صفحة ونحزر ونفزر قاعدين في فوازير شريهان احنا!
بحنق يسري بداخلها فاجئته بأن امتدت يدها لتقبض على ذقنه پعنف فتضع عينيه ڼصب خاصتيها وتردد پغضب
بقولك ايه يا واد متلفش وتدور عليا انتي فاهمني وانا فهماك لازم تشيل البت دي من دماغك يا ابراهيم كفاية اللي حصل زمان وربنا ستر عليه مش نقلب في المدفون من تاني فوق بقى واصحى لنفسك ولا انت عايز المېت يصحى من قپره
نزع يدها ليهدر پغضب عاصف كازا على أسنانه بهمس حذر
مېت مين اللي ېخرب عقلك انتي عايزة توديني في داهية يامة
استدركت لوضعهما بداخل الشرفة وخوف ابنها المبرر إذا سمعهم أحد ما من الجيران فتنقلت انظارها للخارج بقلق لتعود اليه بمهادنة بعد ان فقدت حكمتها منذ قليل تعطيه الحق في غضبه منها لتربت بكفها على صدره مرددة
معلش يا حبيبي سامحني انا بس هاممني مصلحتك عايز اطمن عليك يا بني ريح قلبي ووافق بقى نفرح بيك مع بنت خالتك تتهنى معاها وتخلف عيال دي بتتمنالك الرضا ترضى يا حبيبي. 
ظل على تجهم وجهه يناظرها بصمت وسخط غير متقبلا لما تفوهت به وزلة لسانها التي كادت

انت في الصفحة 1 من 9 صفحات