الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية صرخات انثى الفصل الاربعون بقلم ايه محمد رفعت

انت في الصفحة 7 من 10 صفحات

موقع أيام نيوز

الشيخ مهران وهو يتابعهما بحب ظل لدقائق يراقبهما ومن ثم تنحنح وهو يستعيد ثباته وصاح بخشونة 
_فوق منك ليه... الفجر قرب يأذن.
انتفضوا بفزع حينما وجدوه أمامهما فردد يونس بتلعثم 
_متقلقش يا عمي كله تمام.
ابتسم ساخرا.
_لا مهو واضح... بقى أشدد عليك إنك تذاكرله أدخل ألقيك منيمه في حضنك يا معلم!
منحه يونس نظرة معاتبه فردد أيوب بخفوت 
_آسف والله.
عاد يونس يتطلع لعمه قائلا ببسمة واسعة 
_أيوب لسه مخلص مذاكرة وكان بيرتاح قبل صلاة الفجر... صدقني يا عمي أيوب جدع وشاطر اللهم بارك... أنا واثق إنه هيرفع رأسك وهيحقق حلمه وحلمك.
ابتسم الشيخ مهران بحب يحمله لابن أخيه والذي يعد ابنه الأول فمرر يده على شعره الفحمي الطويل مرددا بحب 
_واثق فيك قبل ما أثق فيه يا يونس.
وتابع بنبرة فخورة 
_زمان وإنت في تالتة ثانوي كنت خاېف لتخذلني خصوصا إن مكنش في دماغك غير التجارة وادارة محل اجهزة الكهربائية بتاع أبوك خۏفت متجبش مجموع حلو بس إنت كنت بطمني دايما وبتقولي أنا هنجح يا عمي وهجيب مجموع يشرفك وعلى وعدي اني هكمل تعليمي للأخر بس مش هشتغل غير في تجارة أبويا... وفعلا طلعت راجل وقد كلمتك دخلت كلية حاسبات ومعلومات ومع إن جالك تعين فيها كدكتور جامعة الا إنك رفضت ووقفت في محل أبوك.
وتابع بابتسامة صافية تشق تلك سنوات نجاح ابن شقيقه 
_لما سحبت فلوس ميراثك من البنك خۏفت تضيعها منك في شيء يخسرك بس إنت طول عمرك شاطر وجدع... وأهو بفضل الله المحل الصغير بقى دكانين كبار في بعض واسمك بقى يتعمله حساب في شارع النجار كله...وفي كلتا الحالتين رفعت راس عمك فوق يا يونس.
انحنى يقبل يد عمه واستقام يقبل رأسه الأبيض الذي يغزو الشيب كله وهو يردد باحترام وحب 
_ربنا يخليك ليا يا عمي... أنا ماليش غيرك في الدنيا بعد أبويا الله يرحمه... وربنا يعلم إن أيوب ده أخويا الصغير.
ضمھ إليه وهو يربت على ظهره بحنان 
_عارف يا حبيبي... يلا اتوضى وهات أيوب وحصلني على المسجد.
مرر أصابعه على سبحته البيضاء واتجه للخروج وهو يستطرد 
_متتأخرش علشان انت اللي هتقيم الصلاة بدالي النهاردة... واخد دور برد وصوتي تعبان.
أشمر عن ساعديه وهو يهز رأسه بفرحة 
_حاضر يا عمي... مش هتأخر.
وفور خروجه إتجه لأيوب يجذبه عن الفراش صارخا به 
_قوووم بقى متجبلناش الكلام تاني!!
عاد من ذكرياته بعينين دامعتين وابتسامة صغيرة على شفتيه أغلق أيوب كتابه ونهض بتوضئ واتجه لسجادته يصلي ويطول سجوده داعيا له من كل قلبه يلح على الله أن يفرج كرب ابن عمه الشقيق! 

هل سبق لك وسمعت صوت آنين روح عزيزي القارئ هناك آنين خاڤت يصدر من داخلك لا يستمع إليه سواك أنت ألمه الذي لا يطاق لن تستطيع تفسيره لأحد ولو اجتمعت كلمات ومفردات الألم لتشرح ما يعنيه لن تتمكن من أن تصل لغيرك مفهوم ما تخوضه روحك المغلولة!
هناك بذاك المكان حيث لن يستمع لصرخاتك أحد ولا يقوى أحدا على نجدتك كأنك انعزلت عن بقعة البشر بأكملهم هناك حيث تشعر وكأنك مغلوب على أمرك فتحاول تقبل واقعك المرير ومن بين ذلك الظلام الكحيل كان يتقوقع على ذاته يضم ساقيه لجسده الذي يهتز پعنف ليثبت لذاته بأنه مازال على قيد الحياة فإن سكن جسده حينها سيفقد إحساسه المدرك بالحياة التي تلزم قلبه اللعېن الذي مازال متمسك بتلك الحياة الظالمة!
مال بجلسته ومازالت يديه تلتف من حوله عينيه الفيروزية مغلقة بقوة رغم أنها اعتادت على العيش بذلك الظلام الظلام الذي تسلل لأعماقه فلمس أبعد نقطة بها..
عاش

انت في الصفحة 7 من 10 صفحات