رواية صرخات انثى الفصل الاربعون بقلم ايه محمد رفعت
حياته كريما مختارا لم يذق معنى الذل والاستحقار وفجأة ألقى لفجوة جردته من كل ما امتاز به حتى ملابسه وحقوقه وكل ما يمتلكه.
انتزعوا منه إسمه وسمعته التي كد ليصنعها انتزعوا منه كرامته وكبريائه حتى عائلته.... انتزعوا منه حبيبته وزوجته التي لم يقضى برفقتها غير بضعة أيام ولكن لما يلاقي اللوم عليهم زوجته هي التي تخلت عنه بملئ ارادتها فور دخوله إلى هنا بتلك التهمة الباطلة رفعت عليه تلك القضية لتلوذ بالفرار عنه وكأنها كانت تنتظر ذلك لتنال حريتها!
_يا ررب.
أغلق يونس عينيه پألم وعاد يردد
_لا إله الا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين...
وتابع پقهر وصوتا خاڤتا
_حسبي الله ونعم الوكيل!
تخفى الليل بظلامه وسطعت شمس يوما جديدا ينذر ببداية لمجهول سيحكم قوانين الأيام القادمة.
لمحها سيف تجلس بالأسفل بطالتها الخاطفة كانت ترتدي تنورة واسعة من اللون الأبيض وبادي من اللون الأسود وجاكيت من اللون الأبيض والاسود معا رآها تقرأ بأحد الكتب وتراقب هاتفها بين الحين والأخر فحمل كتبه والبلطو الطبي الخاص به ثم هبط الدرج إليها.
_صباح الخير يا دكتورة.
أغلقت كتابها وتطلعت له بمزيج من الارتباك والتوتر
_صباح النور.
جلس على بعد معقول منها وسألها
_أخبارك أيه أحسن
علمت مقصده بما حدث بالأمس فاشتعلت خجلا حينما تذكرت قربه منها وهو يحاول أن يفيقها لعقت شفتيها الجافة ورددت على استحياء
_الحمد لله أحسن بكتير.
_أيه رأيك لو خرجنا للكافيه اللي اتقابلنا فيه أول مرة... هعزمك على أيس كريم بالڤانيلا زي ما بتحبي ونقعد نتكلم شوية.
ارتبكت مما قال وهتفت بضيق
_مش هينفع أنا بستنى علي.. هو قالي نص ساعة وهيوصل.
انزوى بجسده تجاهها وقال
_زينب أنا محتاج أتكلم معاكي... أنا آآ... أنا بحبك يا زينب وعايز أتجوزك.
_تاني... أنا مش قولتلك مينفعش مصمم ليه تتعب نفسك يا دكتور
تعالى صوته دون ارادة منه
_أنا مش جبان عشان أخاف من الكلب ده يا زينب.. أنا عايز أكون معاكي وواثق إنك بتبادليني نفس المشاعر اللي جوايا وإنك عايزة القرب ده أكتر مني.
_متقفليش أبوابها في وشنا يا زينب... اديني فرصة أدخل حياتك وأنا أوعدك أنساكي يمان واللي جابوه.
تعمد أن يزرع المرح بنهاية حديثه عسى أن تلين ملامحها قليلا اقترب سيف منها وقال بعاطفة تسللت لها
_وافقي إنك تكوني ليا زوجة وأنا هحميك منه بروحي يا زينب!
اړتعبت من جملته التي حللت ما سيحدث إن وافقت بالطبع سيفقد روحه وحياته حينها جمعت زينب أغراضها ونهضت تهرول من أمامه تجاه بوابة الخروج.
اندهش سيف مما تفعله فحمل البلطو الطبي وكتبه وركض خلفها يناديها پخوف
_زينب اقفي مكانك متخرجيش الا لما دكتور علي يوصل.
ألقت بحديثه عرض الحائط وخرجت من بوابة الجامعة تحاول إيقاف سيارة أجرة لتفر من أمامه وسيف مازال يهرول من خلفها يحثها على التوقف.
أشارت لاحدى سيارات الاجرة فدنت منها أسرعت زينب تفتح بابها الخلفي فجذبها سيف يمنعها من الصعود مشددا على كلماته
_زينب مينفعش اللي بتعمليه ده ادخلي جوه استني دكتور