رواية صرخات انثى الفصل الرابع والثلاثون بقلم ايه محمد رفعت
انت في الصفحة 1 من 6 صفحات
تبلد قاټل يزحف لجسدها فأفقدها القدرة على الحركة تدريجيا تمدد جسد فاطمة على الفراش تاركة تلك الغمامة القاټلة تستحوذ على جسدها بكل ما تمتلكه من قوة أغلقت عينيها الباكية باستسلام رغم معافرتها لعدم اغلاقها ولسانها مازال يخفق دون توقف
_علي... علي تعالى متسبنيش ليهم يا علي!
فقدت سيطرتها على جسدها بشكل نهائيا لتصبح كالمقيدة تشاهد ما يحدث برضوخ تام ها هم الثلاثة وجوه
_فطيمة.
نغز قلبها بنغزة أعلمتها بأنها تعرف صاحب هذا الصوت قلبا وقالبا فنهضت عن الأرض تحاول تتبع الصوت وهي تردد پبكاء
يد حنونة تزيح قطرات عرقها وصوتا رجوليا دافيء يخبرها
_أنا جنبك وايدي في ايدك يا فطيمة... فوقي اللي إنتي شايفاه ده حلم مش حقيقة.. افصلي نفسك عنه وافتحي عيونك!
انقطعت انفاسها المحتبسة بصدرها وتلوى جسدها الذي يحاول الحصول على الخلاص فاړتعب علي ورفعها إليه جالسا من خلفها يحيطها بكلتا يديه إليه وهو يعود لحديثه
وتابع حينما لم تهدأ اضطراب أنفاسها
_ثقي فيا زي ما اتعودتي.. أنت هنا معايا وفي حضڼي اللي مفيش مخلوق على وجه الأرض يقدر يطولك فيه... افتحي عينك يا فطيمة.
البرودة تتسلل لأطرافها تزداد حالتها سوءا بدرجة جعلته يفطن بأنها أبشع النوبات التي تتعرض لها شعوره بالعجز جعله يضم وجهها بيديه وهو يترجاها بتوسل حزين
ومرر يده بين خصلات شعرها وهو عسى رائحته المحببة لها تعيدها إليه ولكنها مازالت متيبسة بين يديه تردد پبكاء
_متسبنيش ليهم يا علي.. متسبنيش!
جذبها لأحضانه يضمها بكل ما فيه هامسا بصوت اخنقته دموعه العزيزة
_على عيني اللي حصلك يا قلب علي... يا ريت الزمن يوقف بينا ويرجع من تاني أقسملك ما كنت هخلي مخلوق يمسك بشړ.. كنت هحارب الكون كله عشانك يا فاطمة من أول خطيبك الحقېر لحد الكلاب اللي اتسببولك في اللي انتي فيه ده.
_ارجعي لوعيك عشان خاطري... يهون عليكي ۏجع قلبي يا فطيمة ... افتحي عيونك!!
ومدد ساقيه ليتمكن من السيطرة على جسدها الماسد بين يديه فأدارها إليه وضم وجهها بيديه يهزه پعنف وصرامة
_اسمعيني انتي هتفتحي عيونك حالا ومش هتخليني ألجئ للمهدئ تاني... هتقومي وهتلاقيني هنا جنبك وهتتأكدي إن اللي في دماغك وهم مالوش مكان غير في مخيلاتك.
_افتحي عينك يا فاطمة حالا!
رفرفت بأهدابها على مهل حتى تحررت من ظلام مقلتيها فكان وجهه أول من قابلها سحبت فاطمة عينيها للغرفة وهي تنسحب للخلف بفزع تراقب كل زواية لتتأكد بأنهم ليسوا هنا بالفعل.
استكانت حدقتيها بلقاء رمادية عينيه الدامعة ففرق ذراعيه فاستجابت له !
شملها علي بين أحضانه وأعصابه مازالت ترتعش نافرة عن جسده لما خاضه ليجعلها تستعيد وعيها فهتفت بصوت مبحوح
_علي أنا كنت خاېفة متجيش وتسبني ليهم يا علي.
ربت على رأسها ومازال شاردا بالفراغ جسده منهك للغاية يشعر وكأنه هو الذي سيفقد وعيه الآن.
افتقدت لصوته الغائب عنها منذ عودة وعيها فنادته بقلق ورأسها مستكين على صدره بتعب
_علي!
طال غياب صوته الدافيء لا يصل إليها سوى صوت أنفاسه العالية ابتعدت عنه واعتدلت بجلستها تتطلع له بذهول يزداد مع كل دمعة تراها تنهمر من عينيه الشاخصة بالفراغ!!
بكت فاطمة پصدمة وحركته بتأثر
_علي!!!!.
رمش بعينيه وتمعن بها فوجدها تراقبه پخوف وقلق ينهشه بعتاب نظراتها المستكشفة لحزنه بدى حائرا بما يقتحم رأسه بتلك اللحظة ولم يجد سوى المجازفة ترحب بهفدنى منها وعينيه لا تفارق خاصتها يعوض خوفه بها وحينما و أحاطها بفيض من شوقه الجارف.
أزاح اسدال صلاتها وعينيه لا تفارق عينيهايحاول أن يستشف أول خطواته بالنيل من هاجس خۏفها ترك عاطفته تعبر لها عن حبه البريء الذي لا يطمع بها يدفن بكل ما يملكه من قوة صبر ليجعلها لا ترى الا نظرات عينيه الدافئة التي لا تفارق عينيها بالرغم من أنها الآن باتت بين ذراعيه كأي زوجة.
أراد أن ېحطم الصورة التي تكونت بعقلها عن شكل العلاقة بين أي راجل وامرأة بعدما نجح هؤلاء الاوغاد بترك تلك الصورة تزدهر بعقلها فلجئ علي لطريقته هو ليعاونها على رسم صورة أخرى تنافس ما تركت لها بقوة تجعلها تتمزق ولا تعود لمخيلتها أبدا.
كان يمارس أقسى مرحلة من انضباط النفس ومعشوقته التي تمناها بين ذراعيه يحارب ويحارب ليجعلها لا تفارق عينيه الشغوفة بعشقها يجعلها تعتاد على وجوده بحياتها بشكل جديد يمهدها للقادم من مستحدثات بعلاقتهما يعلم بأن الأمر ليس هين عليه ولكنه سيفعل أي شيء ليعاونها أن تمحو كل ذكرياتها وتبدأ معه هو من جديد.
خطفت فاطمة نظرة خاطفة لذاتها فجحظت عينيها صدمة وابتعدت عنه مرددة بخفوت حرج
_علي!!
دنى منها يوقفها عن التراجع محيطا وجهها بيديه يرفعه بقوة إليه تقابلت عينيها معه من جديد وتحرر صوته المحتفظ ببحته المميزة
_قولتهالك قبل كده اني مش فارق معايا أي شيء غير قلبك يا فطيمة... مش عايز غيره!
واقترب يستند بجبينه على جبينها هامسا بعشق
_ارمي كل حاجة ورا ضهرك ومتشوفيش غيري أنا... ركزي في تفاصيل حبنا وقصتنا اللي ابتدت من أول لقاء جمعنا في مصر.
وأغلق عينيه بقوة يجابه انتفاضة قلبه من قربها إليه لهذا الحد
_اللي فات مش بتاعنا يا فطيمة اللي جاي هو اللي ملكنا... أنا الحاضر ومستقبلك.. أنا كل ذكرى حلوة هتتحفر جواك للأبد.
وفتح رماديته يتفحص تأثير كلماته وقربه منها فوجدها تغلق عينيها بخجل بعيدا كل البعد عن النفور تمكن من تفسيره جيدا فناداها بلوعة
_فاطمة.
فتحت شمس عينيها تقابل سكنة عينيه الثابتة كسطوع القمر المحتل ليله المظلم بضيائه الباهي وألماسته تنفلت على لسانه الناطق
_بيقولوا إن كل طبيب نفسي بيحتاج كل فترة إنه يزور طبيب