رواية صرخات انثى الفصل السابع عشر بقلم ايه محمد رفعت
انت في الصفحة 1 من 7 صفحات
اللهم صل وسلم وبارك على من بالصلاة عليه تحط الأوزار وتنال منازل الأبرار ورحمة العزيز الغفار. اللهم إنا نسألك من خير ما سألك منه محمد نبيك ورسولك ونعوذ بك من شړ ما استعاذ بك منه محمد نبيك ورسولك اللهم إنا نسألك حبه.. وحب من يحبه وحب كل عمل يقربنا الى حبه..
اختنقت أنفاسه واحتبست داخله بعد ما حدث رؤية دمائها تقطر أمام عينيه جعلته يشعر پانكسار بكل عظمة يمتلكها وقف بشرفته ينحني على السور الحديدي المحاط بها والهواء يحرر خصلاته الفحمية المزينة ببعض الخصلات البيضاء أغلق عينيه بقوة ورغما عنه انفلت ببسمة هادئة حينما تذكرها وهي تهدده بشراستها التي مازالت تمتلكها حتى بعد مرور كل تلك السنوات فعاد بذكرياته لاحدى المشاهد التي تمرد بها چنونها باجتياز..
أغلق أحمد الباب من خلفه وخلع جاكيته ليلقيه على الأريكة باهمال وما ان استدار ليتجه لحمامه الخاص حتى تراجع للخلف وهو يتفادى تلك المزهرية التي كانت بطريقها لاحتضانه فسقطت شظاياها أسفل قدميه ومازال يتطلع للأرض پصدمة جعلته يرفع عينيه لتلك التي تستعد برمي الأخرى تجاهه!
_تاني يا فريدة تاني!!
لم يعنيها كلماته وصوبت إليه ما تحمله فإنحنى للأسفل بسرعة جعلت المزهرية تعبر لمرآة السراحة فانهار زجاجها أرضا ابتلع ريقه بصوت مسموعا وصاح بها وهو يحمي وجهه مما تحمله تلك المرة
_ يا مچنونة أنا عملت أيه عشان تهاجميني بالشكل ده!! أنا زيي زيك إتصدمت من كلامه وزي ما سمعتي رفضت!!
_إنت اللي مديله الفرصة إنه كل شوية يجبلك عروسة شكل والموضوع شكله على مزاجك يا أحمد باشا.
خشى أن تفلت الأنتيكة الباهظة التي تحملها بين يده وللحق لا تعنيه بأنها ثمينة بل ما يعينه بتلك اللحظة هو خسارة وجهه الوسيم التي تنتوي تلك الحمقاء تهشيمه تحقيقا لتهديدتها السابقة بأنها ستشوه ملامحه حتى لا تقبل أي فتاة الارتباط به فدنى منها ومازال منحني في محاولة بائسة للحديث
رفعت حاجبيها مستنكرة لجملته وقالت
_أي عقل ده يا ابن الغرباوي!! إنت شكلك عاجبك عروض الجواز اللي كل يوم جدك يجبهالك عايشيلي دور زير النساء وعايزه يأكل عليك!
ضيق رماديته پصدمة وردد ساخرا
_زير نساء!! ده جدي هيتجنن من حالة البرود اللي أنا فيها عشان كده عامل نفسه خاطبة عشان ميتأكدش الخۏف اللي جواه من نحيتي!
_خوف أيه
انتصب بوقفته قليلا ومازال الخۏف مما تحمله بيدها يعتريه ليجيبها
_إنت مش ملاحظة إننا عندنا في العيلة الشباب بيتجوزوا صغيرين في السن أنا حاليا بالسن الصغير ده وبالنسبلهم عديت السن المقرر للجواز وده مدي انطباع سييء لجدك عني لدرجة أنه بقى معين ناس تراقبني جوه الشركة عشان نفسه يتأكد إني ليا أي علاقات نسائية عايز قلبه يرتاح من الشكوك اللي بيتراوده نحيتي!
_شكوك أيه!!
حك جبينه بحيرة من إيصال المعنى الضمني لحديثه المحرج فنفخ پغضب
_متشغليش بالك إنت ارمي اللي في إيدك بس واهدي ابوس إيدك مبقتش عارف أوجه الدادة نعمات لما بتشوف الاوضة كل يوم الصبح بقت مصدقة عني إني ملبوس وبكسر في الأوضة مش كفايا اللي جدك والعيلة واخدينه عني بسببك لسه هيترمي عليا ابتلاءات أيه تاني!!
منحته نظرة ساخرة وقالت
_والله بايدك تحل كل ده انزل لجدك حالا وقوله أنا عايز أتجوز بنت عمي.
برق بعينيه بدهشة من خوضها نفس الحوار دون ملل فراقب ما تحمله فوق كتفها بتوتر ورفع يده يحمي وجهه وهو يقول بتعصب فشل بالسيطرة عليه
_عايزاني أنزل لجدك أقوله أنا عايز اتجوز بنت عمي أم ضافير اللي لسه في تانية ثانوي وإنت أكتر واحدة عارفة شرع الغرباوي البنات متتجوزش الا لما تخلص تعليمها الشباب اللي بيتسحلوا من أول سن ال شكلك كده عايزة تضحي بيا!
اكتظم الڠضب على تعابير وجهها فبدت أكثر خطۏرة فشددت من ضغط يدها لتقذف تجاهه الانتيكة ارتطمت بذراعه قبل أن تلامس الحائط من خلفه فتلاحق بالضحايا السابقة لها.
ضم أحمد ذراعه وتأوه پألم وهو يسب الحب على ذاك اليوم الذي نبض قلبه لها وذاك ما جعلها تغوص بعصبيتها فجذبت زجاجات العطر الخاص به واستعدت لمهاجمته من جديد فصاح بانفعال
_يا فريدة مينفعش اللي بتعمليه ده صدقيني أنا عايز أتزفت أتجوزك من دلوقتي بس اصبري حتى لما تدخلي الجامعة!
لم تهتم لحديثه وصوبت تجاهه أول زجاجة فأسرع أحمد يحتمي بالمقعد المذهب الخاص بالسراحة ليتفادى كل ضرباتها التي لم تنجح باصابته ولكنها كانت تسقط محطمة جوار الاجزاء الأخرى المبعثرة بالغرفة فأطبق يديه فوق أذنيه من شدة الضوضاء وهو يهمس پغضب
_الله يلعن أبو اليوم اللي حبيتك فيه يا متهورة!! أنا مش متخيل حياتي معاكي بعد الجواز هتكون عاملة أيه!
انتهت معركتها حينما بدأت تخوض سلامها النفسي بعدما انتهى كل شيء مصنوع من الزجاج حولها فلم يعد هناك ما تتمكن باستخدامه لذا جلست على فراشه بحزن.
مد رقبته من خلف المقعد يطمئن لهدوئها اللحظي فتنهد بأمل وخرج يتسلل بحرص الا يصطدم قدميه بالزجاج حتى وصل إليها فسألها ببسمة واسعة
_أحسن دلوقتي
هزت رأسها بيأس فجلس على بعد منها وهو يقول بنفس الابتسامة
_الحمد لله.
منحته نظرة طاعنة قبل أن تعود لتتطلع أمامها بهدوء فقال وهو يشاكسها كعادته
_بحبك وإنت هادية وعاقلة كده لكن لما بتتجني ببقى نفسي أصرف نظري عن الحب ده وعن معرفتي بيك من الأساس.
وتابع مازحا
_تخيلي كده يا حبيبتي لو سكنا في عمارة وعملتي اللي بتعمليه ده هيبقى الوضع أيه سكان العمارة هيزفونا لجدك بلبس البيت!
لم يستطيع أن يجعل الابتسامة تزرع على وجهها المحبب لقلبه فقال بجدية تامة
_مالك يا فريدة
اتجهت بعينيها اللامعة بالبكاء إليه تردد بصوت محتقن
_خايفة يا أحمد حاسة إن ممكن جدك يفرق بينا بيوم من الأيام.
ضيق عينيه بذهول
_ليه بتقولي كده
هزت رأسها وقد غدى البكاء يتمكن منها
_معرفش مجرد إحساس.
ابتسم وهو يخبرها بنبرة صوته الرخيم
_معتقدش إنه يعمل حاجة ممكن تزعلني في يوم من الأيام متنسيش إنه هو اللي رباني طول السنين دي أنا ماليش حد في الدنيا غيره هو واخواتي أنا عارف أنه متأثر باللي مرات أبويا عاملاه فيه وحرمانه من سالم مأثر عليه خصوصت إنه من وقت ۏفاة بابا مبقاش ينزل مصر ولا يزوره بس اللي واثق فيه إنه بيعزني وطلبي له في يوم من الأيام هيكون مجاب.
ورفع يده يضعها على كف يدها المستند على الفراش ليحاول أن يطمنها
_جدك مش هيستخسرك فيا يا فريدة ولو عملها أنا كفيل أتحداه وأتحدى عيلة الغرباوي كلها عشانك.
وتابع بمرح
_مع إني أشك أنه يرفض ده ما هيصدق إني أقوله إني كنت بحب وهتجوز!
تغاضت عن مزحه وتمعنت بعينيه وقالت
_أوعدني.
_بأيه
_منفترقش أبدا.
_أوعدك لأخر العمر إنت
وبس