الخميس 09 يناير 2025

رواية طوق النجاة الجزء الثالث من بك احيا الفصل الثالث بقلم ناهد خالد

انت في الصفحة 4 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

كلامك معايا هنا.
رفع كفيه يمسد خصلاتها بابتسامة
حاضر وانا اتأسفتلك ومبعملهاش لأي حد دي.
شكرا يا عم.
قالتها بابتسامة مرحة ليرفع حاجبه باستنكار
عم
اومال اقولك ايه
أردفت بها بعبث لتلمع عيناه بمكر وهو ينحني فجأة لتصبح بين يديه وقد شهقت من المفاجأة نظر لها بابتسامة ثعلبية وهو يهمس
تعالي اقولك هتقولي ايه...
ودلف بها للغرفة ليشبع شوقه الذي لا يقل منها..
 
وقفت السيارة أمام ذلك المبنى القابض للأنفاس لكنها لم تتبين هويته بعد ترجلت بمساعدة ابنها الذي مد ذراعه لتستند عليه وقفت تنظر للمكان برهبة وقد تبينت هويته للتو ارتعشت وتذبذبت نظراتها وهي تسأل نبيل بأعين دامعة
ليه جايبني هنا ليه أنت.... أنت قولتلي هشوف ابني ليه جايبني السچن!
ادمعت عيناه هو الأخر تأثرا وحاول التماسك وهو يقبض على كفها داعما
ماما حسن هنا...
نفضت كفها منه ورجعت مصطدمه بالسيارة خلفها تهز رأسها نافية بقوة ودموعها عرفت طريقها لوجنتيها الآن مالت برأسها قليلا وهي تقول بصوت باك
لا لا يا نبيل... لا يا بني متوجعش قلبي أنا قلبي مبقاش فيه حتة سليمة لا يا نبيل مش بعد 27 سنة غياب عني اجي ازوره في السچن! أنت عارف يعني ايه أم متشوفش ابنها 27 سنة! بيعمل ايه هنا يا نبيل اخوك بيعمل ايه هنا!
سميرة السيد تعيسة الحظ السيدة التي لم تعش عيشة هنية في حياة زوجها كان القاضي والجلاد الذي يرتعب له جميع أفراد الأسرة والذي لم يتوانى عن تذكيرها بأنها لم تكن من نفس مستواه وبأنها فشلت في تربية أبنائها وبعد مۏته يهجرها ابنها لسنوات لم يفكر في لحظة منهم أن يسأل عنها لتعيش بۏجع قلبها وحرقته عليه وحتى بعد أن كانت أسعد سيدة على الأرض منذ ساعة حين أخبرها نبيل انه عثر على شقيقه وأنه سيأخذها لرؤيته تأتي لتصطدم بواقع مرير ألم يقدر لها الراحة أو الفرح يوما!
أنا أسف والله مكنتش ناوي اجيبك هنا كان اهون عندي متعرفيش عنه حاجه احسن من وجعك بس... بس هو اللي طلبك وانا مقدرتش ملبيش اخر طلباته.
ولم تنتبه للجملة الأخيرة فقط ابتسمت بين حزنها تسأله
بجد يعني هو اللي طلب يشوفني
اومأ برأسه وملامحه تصرخ حزنا لتتجه له وهي تقول بلهفة مټألمة
خليني اشوفه يلا.
والآن تقف أمامه وقد حبس صوتها وكان أول ما رأته بدلته الحمراء هزت رأسها بقوة نافية ما تراه لا لن يضيع منها ابنها بعدما وجدته لن تكون مجرد مرة واحدة تراه فيها بعد غياب كل هذه السنوات تهاوى جسدها فجأة ليسندها نبيل فورا ويركض هو تجاهها ملتقطا ذراعها ليسندها برفق قبل أن تجلس فوق الكرسي ركع جالسا أمام قدميها فقط ينظر لها... كان يعلم كان يعلم أنه حين يراها سيضعف ويلين سيأخذه الحنين لها لذا لم يرد رؤيتها كلما عرض عليه نبيل الأمر رفض.
والصمت ساد لدقائق لم تحسب تنظر له بدموع تجري كالشلال وۏجع يسكن روحها على ابن حملت به وربته على يدها لتفقده مرتان المرة الأولى حين قرر بإرادته الهجر والمرة الثانية الآن.. فهل سيموت ابنها وهي على قيد الحياة ويا لۏجع قلبها..!
وهو ينظر لها بأعين تحكي الكثير وكأنه الآن يرى نفسه شابا يقف أمامها ېصرخ بها ويأخذ حقيبة ثيابه مقررا ترك المنزل وهي تركض خلفه لترجعه صوتها وصوت شجارهما تلك المرة منذ أعوام يتردد في أذنه الآن ولوهلة حدثته نفسه... ليته توقف ليته سمع لها ليته لم يهجر لربما كان في

انت في الصفحة 4 من 7 صفحات