الخميس 09 يناير 2025

رواية رحماء بينهم الفصل الثامن بقلم علياء شعبان

انت في الصفحة 1 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

رحماء بينهم
كمثل الأترجة
الفصل الثامن
جدائلك الصفراء أنعشت روتين أيامي وغمزتك الرقيقة جعلتني أنكب على حبك شغوفا انتظر لقائنا المنشود في صحوي ومنامي!.
بجسد مرتجف تحدق في الفراغ وهي تستقر بين ذراعي والدتها كانت تهيم في عالم آخر يكثر فيه تساؤلاتها ودموعها لا تنضب للحظة أبدا تحولت بنظراتها إلى الرجل الذي أردف بصوت ثابت

إن شاء تكوني بخير يا آنسة بعد إذنكم!
كانت تراقب حركته في سكون وتيه يتملك من جميع حواسها فهي لا تسمع ما يقول أو تدرك شيئا في هذه اللحظة حتى أنها لم تهتم بسؤاله عن سبب مجيئه إلى باب بيتهم! هل سمع صوت صړاخها بالخارج أم جاء صدفة من أجل شيء آخر أومأت سهير له ثم تابعت بامتنان
شكرا يا ابني ربنا يسترها معاك ويبارك لك.
أردفت تدعو له وهي تصحبه إلى باب الشقة وما أن غادر حتى تحركت بخطوات متأدة نحو النافذة ثم نظرت منها خلسة تتفقد بقائه أمام بوابة المنزل أو ذهابه!!! لقد جاء بها إلى المنزل ولكنه تلقى اتصالا جعله يقرر البقاء داخل سيارته ولم يصعد للأعلى معها كما كان ينوي!!.. زوت ما بين عينيها في شك جعلها تنتظر رؤية خروج الرجل الذي أنقذ ابنتها من البوابة والذي برر أنه سمع صوتها تصرخ أثناء مروره من أمام المنزل فدخل في الحال دون تفكير لم تقتنع بهذه القصة بشكل كامل الأمر الذي دفعها إلى اختلاس النظرات من خلف زجاج النافذة التي تطل على الشارع لترى ما توقعته تماما!!!
تحرك الرجل بسرعة رهيبة حتى وصل إلى سيارة تليد ثم ركبها لينطلق الأخير على الفور قبل رؤية أحد لهما افتر ثغرها عن ابتسامة ماكرة وهي تدرك بمعنى واضح أن ذلك الرجل وضع خلفها حارسا لمراقبتها وحمايتها!!.. تنهدت بعمق قبل أن تلتفت مرة أخرى إلى ابنتها التي ترجف في اڼهيار كبير!
قولت لك مليون مرة تاخد بالك وتقوم بشغلك على أكمل وجه لو شايف إنك مش أد الشغل دا قول لي!!!
صاح تليد عاليا بصوت جهوري يفيض منه السخط والڠضب من تقاعس الأخير عن حمايتها للمرة الثانية ضړب مقود السيارة بنفاد صبر أثناء رؤيته لوجه الأخير عبر المرآة الأمامية التي تقبع في منتصف السيارة ابتلع الأخير ريقه على مهل ثم قال بوجل
والله العظيم أنا مركز معاها في كل ثانية وخطوة ومش بفارقها أنا يادوب كنت بجيب غدا من السوبر ماركت اللي على أول الشارع!!
كور تليد قبضة يده كاظما غيظه ثم هتف بلهجة حادة وهو يلتفت له تارة وأخرى إلى الطريق
وساعة عربيتها ما وقعت في الماية بردو كنت بتجيب غدا!!
نكس الرجل رأسه في احراج وخزي شاعرا بأحقية الأخير في الانفجار ڠضبا منه أقسم له أنه في كل مرة تسير الأمور في غمضة عين منه ولم يتوان فتفهم تليد مبرراته وصدق عليها إلا أنه أردف بصوت هادئ بعد أن هدأت نفسه قليلا
لو مكنتش وصلت في الوقت المناسب أنا كنت خلاص ناوي أظهر في الصورة وإنت عارف كويس وقايل لك من البداية إني مسؤول عن البنت مسؤولية كاملة وإنها تخصني بس مش عايزها تعرف بأي حاجة!!!
الرجل بصوت متوتر نادم
حقك عليا يا أستاذ تليد وأوعدك إني مش هقصر تاني أقول لك مش هاكل ھموت من الجوع!
تدبر تليد ابتسامة خفيفة ثم قال مستنكرا
مش للدرجة دي ركز شوية من فضلك!!
أومأ الرجل بطاعة ولكنه بدأ يتأتيء للحظات وهو يمعن النظر إلى الأخير الذي هز رأسه يقول بحسم
اسأل على اللي إنت عايزه!
تنهد الرجل بتوتر

انت في الصفحة 1 من 9 صفحات