رواية وبالحب اهتديت الفصل الرابع بقلم سلمي خالد ابراهيم
سقطت دموعها بصمت تضع يدها على شفتيها لتكبح تلك الشهقة الممېتة من الخروج في حين دلف جبران إلى المرحاض الخاص بغرفته ليبدل ملابسه هاربا من نظراتها التي تيقظ ضميره وتقتله.
وصلت فاطمة مع غفران إلى غرفتهما تبتسم بحزن وهي تتذكر حديث غفران لجدها قبل زواجهما..
_ أنا وفاطمة متفقين أن مفيش تغيرات في الأوضة ولا فرح عايزينه حاجة هادية لكتب كتاب وخلاص مش ضروري فرح.
_ يعني ايه مش عايز فرح ولا تغير اوضتك! وازاى هي توافق على حاجة زي كده!
نظرت له فاطمة بأعين زائغة تشعر پاختناق مما يفعله ولكن تتذكر تهديده لها لتصبح كفريسة سهل للصيد ارتفع صوت ناهد وهي تنظر لغفران ولم يأت بتفكيرها شيء سوى أنه لا يرغب بأن يكون صاحب السخرية بالزفاف
ابتسم غفران براحة ما إن انضمت له ناهد في حين حل الذهول على ملامح فاطمة وهي تؤيد حديث غفران وكأنها متفقة معه ابتسمت بحزن لهما ثم قالت قبل أن تنهض
_ اللي أنتم شايفينه اعملوه عن اذنكم.
ازاح غفران الباب ثم وقف جانبا يردد بجمود وهو يرفع عكازه يشير لها بالدلوف
دلفت إلى غرفته بتوتر تشعر برهبة من الغرفة فألوانها متناسقة بين الأزرق الداكن والفاتح تحمل طابع ذكوري بها سراحة ولكن مکسورة مرآتها وكذلك أريكة كبيرة وخزانة ملابس وسريرا واسع كلهم مرتبين بعناية واضحة.
انتفض جسدها پخوف بعدما أغلق الباب يلقي عكازه جانبا بنفور ثم جلس على الفراش ينزع حذاؤه عن قدمه العرج تتغير ملامحه لألم منها لاحظت فاطمة تشنجاته لتقترب منه قائلة بتوتر
نظر لها بقليل من السخط ثم قال وهو ينهض مجددا مقتربا من الخزانة
_ ياريت لو شوفتيني بمۏت متدخلش.. واللي هتعيشي معايا عليه.. إنك تسمعي كلامي وبس مفهوم.
تراجعت فاطمة بضيق من طريقته لتهتف بكلمات ظهر بها ضيقها
_ اتكلم معايا بطريقة احسن من كده أنا مراتك على فكرة
استدار لها غفران يتطلع لها عن كسب ثم ضحك بقوة يردد باستهزاء
تألم قلبها من حديثه حتى لو لم تحبه ولكن لن تسمح له بأن يهين كرمتها لتردد بسخرية مماثلة
_ بجد! والله افتكر نفسي ست البنات وفيا كتير يتحب.. كفاية انك جريت ورايا عشان تخليني اتجوزك بطريقة حقېرة أوي الصراحة.. ودلوقتي مش معترف بيا.. متقلبش الآية يا غفران عشان هتخسر.
_ لو فكرتي تقربي مني تاني صدقيني هتندمي ندم عمرك.. أنت اخرك هنا عشان بس تتكسري زي ما اتكسرت منكم.
تركها حاملا ملابسه يغادر إلى المرحاض سريعا يختفي به لعله يقدر على مواجهتها لم يتخيل قوتها في الرد في حين تأملت فاطمة اختفائه ثم نظرت ليدها المچروحة ووضعت بها بعض المنديل الورقية ليقف نزيفها