الخميس 09 يناير 2025

رواية وبالحب اهتديت الفصل الرابع بقلم سلمي خالد ابراهيم

انت في الصفحة 4 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

وما أن خرج غفران حتى دلفت هي كي تعقم يدها جيدا وتعالج جرحها ثم خرجت من المرحاض ترتدي ملابس قطينة واسعة مكونة من بنطال و تي شيرت كامل وتركت شعرها العنان ذهبت إلى الأريكة لتنام عليها تحاول الابتعاد عنه قدر المستطاع.
صباحا..
هبطت ملك ومعها ناهد إلى الردهة بعد ليلة مرهقة بالأمس يجلسان سويا مع والدها وأخيه وابنه عامر لتهتف تحية الصباح
_ صباح الخير.
اجابوا عليها بهدوء ثم أتت سيدة تدعى أم عبده تضع لها قدح الشاي ولابنتها الحليب لتبتسم لها ناهد قائلة
_ تسلم ايدك يا أم عبده.
منحتها ابتسامة ثم ذهبت للمطبخ لتعد طعام الافطار إلى العرائس فقد احضرها الجد جبران لتساعدهم بعدما أتت ابنته ناهد وبناتها نهض الجد جبران يحمد الله اتباع للسنة بعد انتهاء من الطعام وقال بهدوء
_ لما تخلصي يا ناهد تعالي أنت وخليل الأوضة.
اومأت بإيجابية في حين نهض خليل يجيبه وهو ينفض يده
_ أنا خلصت أكل خلاص وجاي مع حضرتك.
وبالفعل ذهبا الأثنان لغرفة المكتب بينما بقيت ناهد تتناول بهدوء حتى ردد عامر بحرج
_ عمتو.
نظرت له ناهد ولكن تعجبت من الحرج الظاهر على ملامحه ليسترسل عامر باعتذار
_ أنا آسف على أول مرة جيتي فيها وصړخت بصوتي وقلقت ملك.
ابتسمت له بحنو قائلة
_ مش زعلانة منك يا حبيبي أنت ابني وعارفة انك متعرفش.
اسرع عامر بالحديث في حماس
_بس متقلقيش قرأت كله حاجة عن مرض ملك وعرفت اتعامل معاها ازاي.
منحته نظرة رضا تهتف بحب
_ ربنا يباركلي فيك يارب.. معلش خلي بالك منها لحد ما أشوف بابا.
اومأ عامر بجدية بينما نهضت من مكانها لتذهب إلى والدها نظر عامر إلى ملك ثم قال وهو يرى السماعات التي تضعها لتعزل الصوت مستندة على كتفها
_ ملك.
لم تجيبه ليعيد منادتها عدة مرات حتى استجابت له نظرت بحدقتيه ثم بدأت تدور بحدقتيها بعيدا ليتحدث عامر بتوتر
_ أنا آسف يا ملك مقصدش اضايقك أول مرة جيتي فيها.
لم تجيبه ملك وظلت على حالتها تفرك كفيها ليكمل عامر ظنا أنها لم تسامحه
_ أنا عارف انك مضايقة مني وزعلانة بس صدقيني مقصدش.. بصي هثبتلك إني مقصدش لما ندخل مدرسة.. اصل جدو ناوي يقدملك في مدرسة جنبي للثانوي المبنى جنب المبنى ووقتها...
_ أنا مزعلتش منك أصلا.
قالتها ملك مقاطعة حديثه في حين ابتسم عامر بسعادة لاستجابته لحديثه أسرع مجددا ليحدثها قائلا بحبور
_ طب بتحبي تعملي إيه!
نظرت له بأعين زائغة ثم حولت بصرها بعيدا مجددا تصمت لوقت كان كفيل بأن يعطي لعامر اليأس من ردها ولكنها اجابت
_ بحب ارسم.. الرسم حلو أوي وبحط اللي بشوف فيه.
اشرقت بسمة أخرى لوجهه ليهتف بحماس
_طب تعالي ورهاني كده.
نهضت ملك معاه تضع السماعات خاشية من سماع صوت ما تسير بخطواتها الثابتة إلى الأعلى بينما ابتسم عامر بسعادة وهو يرى استجابتها بعدما علم أن مريض التوحد يحب الحديث عن نفسه.
_ نسافر اربع شهور ازاي يا بابا أنا عايزة اطمن على البنات!
قالتها ناهد بذهول من حديثه في حين ردد جبران بحزم
_ أنت هتسافري مع اخوك عشان تشوفي مالك ومحدش هيعرف يحافظ على مالك غيرك.. وأنا موجود مع بناتك ولا أنا مش كفاية يا ناهد
نظرت له بحرج تردد بكلمات معتذرة
_ لا مقصدش طبعا.. بس ملك يعني أخاف اسيبها والدراسة خلاص فاضلها ايام وتدخل.
اجابها بهدوء وسط صمت خليل
_ متقلقيش عليها أنا موجود وعامر هوصيه عليها.
تنهدت ناهد بتعب من قرارات والدها الغريبة لتومأ برأسها في إيجابية ثم نهضت تردد بحزن
_ طب هطلع اجهز الشنطة واطمن على البنات

انت في الصفحة 4 من 6 صفحات