رواية رحماء بينهم الفصل الخامس بقلم علياء شعبان
أي حد
شروق وهي تتشبث بأحضانه في فرحة رغم تحشرج صوتها المثقل بالكثير والذي يرغب في بخ كل الأڈى المساق إليه فهو مخبأ أسرارها الكبيرة الأوحد والوحيد
وحشتني أوي يا عمي وحشني كلامك وروحك الطيبة
رفع فمه نحو جبينها ثم قبله برفق قبل أن يلتفت إلى عمران قائلا بترحاب حار
نورت يا عمران يا بني!!!
أهلا يا بنتي نورتيني!!!
ابتعدت شروق عنه بسرعة ثم قالت بنبرة سعيدة يملأها الشغف
دي صاحبتي من الطفولة اسمها وميض
بادلها ابتسامة صافية دون أن يمد يده فأدركت وميض أنه ربما يكون شيخا طيبا وطبعا لا يصافح النساء باليد ولكنها انجذبت للضوء اللامع المنبعث من وجهه وابتسامته الرصينة الصافية ونقاء لحيته البيضاء الناصعة لقد كانت رؤيته تبعث على نفسها الراحة والسکينة!!!
وميض يا عمي تبقى بنت عمو علام اللي شغال مع بابا في القصر!!
تغيرت ملامحه إلى الضيق وهو يدقق النظر فيها باستغراب شديد هل من الله على علام بطفلة بعد أن تبنى أترج أو أنه أخل بالعهد بينهما وهذه الفتاة الواقفة أمامه هي نفسها الصغيرة!!! كانت هناك علامة وحيدة يمكنه أن يعرفها من خلالها وهو يتذكر صوت ابنه في صغره يصيح بسعادة غامرة
تنهد سليمان بهدوء ثم دعاهم للدخول فورا وكعادته جاء إليهم بأكواب من الشاي الدافىء دون وضع أية إضافة عليه وجلب معه بعض التسالي ودارت الأحاديث بينهم في استمتاع وسرور عاشته شروق التي كانت تحن لهذه الجلسة منذ زمن
فاكرة يا شروق لما كنت بتتسحبي من القصر وتيجي عندي المزرعة علشان تتفرجي على الجواميس فاكرة لما جريتي عليا وحضنتيني وإنت خاېفة وسألتك مالك قولتي لي أيه وقتها
الحقني يا عمو سليمان واحدة من الجاموسات عطست في وشي
قهقه الجميع باستمتاع وحرص سليمان على رؤية تلك الفتاة وهي تقهقه بصوت مرتفع سعيد رأى تلك الغمزة تقبع أسفل عينها اليسرى بوضوح أطرق برأسه في حزن من تبجح الأخير وإخلاله بنصوص الاتفاقية بينهما ولكنه رفع بصره نحوها مرة أخرى ثم ابتسم بهدوء وهو يتمتم بصوت خفيض
كان يشعر بسعادة ينقصها شيئا ما ولكنه فرح برؤيتها مرة أخرى بعد زمن بعيد جدا من وضعها على ساقيه والربت بحنان على ظهرها حتى تغط في سبات عميق!!!
انقضى الوقت سريعا ولكنه سعد جما بهذا اللقاء الذي سعد قلبه دون علم الطرف الآخر استأذن عمران للمغادرة وأفصحت وميض بضرورة الذهاب إلى البيت والإخلاد للنوم استعدادا لمقابلة عملها بالغد
يا بني مش عندك شغل بكرا لازم تنام بدري!!
ابتسم تليد ابتسامة