رواية بين غياهب الاقدار الجزء الثاني من في قبضة الاقدار الفصل السابع والعشرون بقلم نورهان العشرى
بهم تغلق و غمر الظلام المكان من حولهم . فقام الثلاث رجال بشد أجزاء أسلحتهم تحسبا لأي شيء فتفاجئوا بدائرة ضوء تنحدر من أعلى الدرج أمامهم و بداخلها أكثر الأشخاص بغضا لثلاثتهم!
" يا أهلا بالحبايب .. متجمعين عند النبي (عليه أفضل الصلاه واذكى السلام) ان شاء الله "
انكمشت ملامحه ڠضبا لدى سماعه صوت ناجي الذي بدا مستمتعا فأراد تعكير صفو شره حين قال
صوت سالم الفظ و ثباته الذي لطالما تمتع به إضافة إلى حديثه المقيت بالنسبة إليه جعلوه يقول محاولا استفزازه
" دا اللي أنت بتحاول تقنع نفسك بيه ! إنك الكبير اللي محاوط حبايبك و لاممهم حواليك بس الحقيقة غير كده .."
زفر بحنق أتبعه قوله الفظ وهو يشير للظلام حولهم
ناجى بإستمتاع
" وماله .. انت تؤمر ! أصل أنا كمان مجهزلك مفاجأة ايه جبارة بس الأول خد البت مرات اخوك دي اللي صدعتني هي و ابنها عياط من امبارح "
قال جملته الأخيرة بتأفف وهو ينظر خلفه إلىجنة التي كانت تحتضن محمود بين ذراعيها تهرول إلى سالم الذي احتضن كتفيها بيديه وهو يقول بإهتمام
اومأت برأسها وهي تقول بهمس
" كويسه.."
" عملك حاجه "
صاح ناجي بملل
" يا عم والله ما عملتلها حاجه .. دا أنا اللي أنقذت الواد الزنان دا . و بعدين انا كل اللي كنت عايزة أنها تحضر جمعتنا الحلوة دي .."
سالم بهسيس مرعب
" حسابك تقل اوي ! "
ناجي بنفاذ صبر
" بقولك ايه يالا نبدا العرض "
فرقع ناجي بإصبعه فعم النور المكان ليتفاجأ الجميع بانفتاح أول باب ليظهر منه مروان الذي كان يقف بجمود مشبكا يديه خلف ظهره فناظره كلا من صفوت و طارق پصدمة ترجمها الأخير دون وعي
قهقه ناجي قبل أن يقول پغضب مفتعل
" أخس عليك يا مروان .. مش كنت تخليني أمهد لهم الأول كدا تطلع في وشهم فجأة! "
سالم بجفاء
" مروان الخاېن هي دي المفاجئة بتاعتك !"
ابتسم ناجي بتفاخر
" لا دا أول كارت في اللعبة .. مروان باشا جوز بنتي الغاليه اللي باعك و باع عيلته عشان ست الحسن و الجمال ! و الشهادة لله نفذ المطلوب منه بالحرف الواحد . أنا كنت شاكك فيه لحد آخر لحظة بس كسب ثقتي لما عمل الكبيرة و مضي الباشا على ورق التنازل عن الأرض مهر سمسمه بنتي.. الحريم بردو ليهم تأثير جبار .. ها ايه رأيك يا كبير "
" هات كل اللي عندك"
ناجي بټهديد
" لا جامد .. سالم الوزان جامد بردو مش حتة عيل زي مروان دا يهزه.. بس أنا بردو واجب عليا أحذرك مش هتقدر على اللي عندي !"
" بطل لك النسوان دا و هات اللي عندك عشان أنا خلقي ضيق !"
هكذا أجابه سالم بملل فابتسم بتخابث قبل أن ينفتح الباب الثاني و تخرج منه همت التي كانت ملامحها جامدة و عينيها زائغة و لم تتفوه بحرف واحد فصاح ناجي بتهليل
شيعها صفوت بنظرات الخسة قبل أن يقول بإحتقار
" يا خسارة . الغالي رخص أوي !"
صاح ناجي معنفا
" عندك يا باشا .. انت اخويا الكبير اه بس إلا مراتي .. مش مراتك بس اللي خط أحمر ! مع أن ناجي الوزان نسوان الدنيا كلهم متقفش قصاده ! "
انكمشت ملامح صفوت بحيرة من حديث ناجي الذي لون الخبث عينيه التي توجهت إلى الباب الثالث فخرجت منه سهام تحتضن نجمة ابنتها بملامح واجمة و عينين شوهتها خطوط حمراء خلفها كثرة البكاء فجمدت ملامح صفوت بثوان قبل أن تخترق آذانه كلمات ناجى المسمۏمة
" سهام هانم النجار .. حرم سيادة اللواء .. دي العشق بقي . أول حب في حياتي و أول حضڼ أول بوسة أول دقة قلب .. "
صمت لبرهة قبل أن يتابع بمرارة
" و أول سکينة اتغرزت في قلبي .. بس الحمد ربنا هداها و صلحت غلطها و رجعتلي تاني ! بعد ما أطلقت منك .."
عودة الي وقتا سابق
مين "
جاءها الصوت الساخر علي الطرف الثاني لتتجمد الډماء بأوردتها
" لسه نفس التكبر بردو .مغيرتوش السنين !"
ابتعلت ريقها محاولة الإبقاء علي هدوءها وقالت بمراوغة
" مين معايا "
عاتبها بتهكم
" معقول نسيتي صوتي ولا مش معقول ليه إذا كنت نستيني بعد ما كنت في حضڼي بيوم واحد و اتجوزتي اخويا .. يبقي هتفتكري صوتي بعد كل السنين دي "
أخذت دقات قلبها تدق بصخب تجلي في نبرتها المرتجفة حين قالت
" لسه كنت بقول مين الوقح اللي بيتصل و مش عايز يبطل دا . قلبي كان حاسس .."
" وحشتيني .."
" اخرس .."
قهقه بصخب قبل أن يقول بجدية
" جوزك فين "
" و انت مالك "
زفر بحنق قبل أن يقول بتهكم
" سمعت أنه بيفكر يتجوز اليومين دول. وبصراحه انا عاذره أنت مقصره معاه اوي و الراجل كان اصيل و صبر عليك كتير .. إلا قوليلي يا سهام . مكنتيش بتديله حقوقه عشان حزينة علي بنتك ولا مكنتيش قادرة أنه يلمسك وأنت بتحبي اخوه "
" غرور ولاد الوزان الحاجة الوحيدة اللي خدتها منهم.. بالإضافة للاسم.."
هكذا خاطبته بتهكم فأجابها بمرارة
" اهي حاجه خدتها منهم ماهم خدوا مني كل حاجه . حتي الحاجه الوحيده اللي حبتها في حياتي خدوها مني .."
اخترقت سهام كلماته جراحا ظنتها شفيت منذ زمن ولكن اتضح بأنها مختبئة خلف رماد العمر الذي مضى دون أن تلحظ
" متصل عايز ايه "
" بنتك لسه عايشه . و معايا .."
لم تصدق أذنيها و تدلي فكها من فرط الصدمة التي تجلت في نبرتها حين قالت
" بتقول ايه "
" اللي سمعتيه.. بنتك لسه عايشه و معايا .."
فخا نعم إنه فخ . هكذا أقنعت نفسها و رددته شفاهها حين قالت
" كذاب . ايوا انت كذاب . و بتقول كدا عشان توجعني زي ما ۏجعتك زمان .."
تشكلت غصة صدئة بجوفه قبل أن يقول بمرارة
" مش أنت اللي وجعتيني يا سهام و إلا مكنتش هسيب نجمة عايشه لحد دلوقتي .. بس احنا لسه فيها.."
صرخه خرجت من اعماق ۏجعها متبوعة بتوسل مؤلم
" لااا . ارجوك يا ناجي وحياة اغلي حاجه عندك . تقولي بجد بنتي لسه عايشه .."
لم يدع مكان لتلك المشاعر الغبية التي اجتاحته ما أن سمع ألمها فقال بقسۏة
" قولتلك لسه عايشه .. البنت الشغالة اللي في بيت عبد الحميد عمران"
توقف عقلها عن