الجمعة 27 ديسمبر 2024

رواية بين غياهب الاقدار الجزء الثاني من في قبضة الاقدار الفصل الواحد والعشرون بقلم نورهان العشرى

انت في الصفحة 4 من 4 صفحات

موقع أيام نيوز

فرس بني اللون ذو شعر كثيف و قد كان مظهره رائعا يحيط به هالة من القوة جعلت دقات قلبها تتقاذف پعنف داخل صدرها ولكن جاءت كلماته العابثة تبدد خۏفها للحظات 
خۏفك دا عيب في حقي علي فكرة. يرضيك الخيل تاخد عني فكره اني مش مسيطر.
انكمشت ملامحها بحيرة من معاني كلماته ولكن جاءت نظراته لتجعل الخجل يغزو خديها فقد كانت تحمل نظرات خطړة لا تجرؤ علي مواجهتها .
أخذت تناظره وهو يجهز الفرس و بداخلها ړعب لا تقدر عن التعبير عنه والذي تبدد للحظات وهي تراقبه بإعجاب وهي تراه يمتطي الفرس و فجأة وجدت نفسها تطير من الهواء محمولة من خصرها بين يديه التي وضعتها أمامه فأخذت ترتجف من فرط الخۏف و صاحت بړعب 
سليم أرجوك نزلني . انا ھموت من الخۏف ..
احتضنت يديه خصرها وهو يقول بنبرة خافته بجانب اذنها
واثقه فيا
كان سؤالا لا تحمل إجابته أو بالأحرى لا تعرف كيف تصيغها فهي تثق به أكثر من أي شخص آخر ولكن ليست الثقة الكاملة و لأنها كانت متخبطة ضائعه أخذت تهز برأسها يمينا ويسارا وحين شعرت بيديه تشدد من احتضانها حتى خرج صوتها مبحوحا حين قالت 
انت اكتر حد واثقه فيه في الدنيا. بس مش الثقه اللي تخلي قلبي قادر يتخلى عن خوفه ..
لم تكن إجابة رائعة ولكنها كانت صادقة وكان هذا كاف بالنسبة له لذا قال بحب 
سيبي الموضوع ده عليا ..
اتبع جملته و قام بضړب الفرس الذي أخذ ينهب الطرقات بينما هي تغمض عينيها بقوة و دقات قلبها تتقاذف بړعب شعر هو به فقال بجانب أذنها
افتحي عنيك و واجهي خۏفك . دي الحاجة الوحيدة اللي هتخليك تهزميه ..
لم تطيعه فأخذت ذراعيه تبتلعها أكثر بين أحضانه وهو يشدد علي كلماته 
طول مانا في ضهرك اوعي تخافي.. انا جنبك ولآخر نفس فيا هفضل ساندك . افتحي عنيك يا جنة..
تغلغلت كلماته إلي أعماقها فلامست اوتار قلبها الذي سئم الخۏف و ظلماته التي تطمس بريق الامل بداخلها فحاولت أن تطيعه و أخذت ترفرف برموشها فحاول هو أن يهدئ من سرعة الفرس حتى لا يزداد خۏفها أكثر .
بينما هي تجاهد لتقف أمام خۏفها و أخيرا فعلتها و قد كانت و كأن نافذه الي الجنة قد أطلت علي قلبه الذي ود لو يطير بها كي يخبرها أي شئ هي بالنسبة إليه و بالفعل اقترب منها قائلا بخشونة 
مش نفسك تطيري بقي 
كان الهواء يلفح وجهها بينما يحيط بهم الليل الهادئ و تنير طريقهم نجومه اللامعه فبدا الأمر رائعا و خاصة حين شعرت به يقوم بفك رابطه شعرها الذي كان و كأنه ينتظر إطلاق سراحه ل يرفرف حول وجهها بسعادة لم تكن تتوقع أن تشعر بها و التفتت إليه قائلة بابتسامة تخللتها عبرات غزيرة 
نفسي اطير..
افردي ايديك.. و اوعي تخافي .
أطلق تنهيدة خشنه من جوفه قبل أن يقول بنبرة خشنة 
انا ماسك فيك بإيدي و سناني .. و افديك بعمرى..
اي شعور رائع قد قذفته كلماته العاشقه بقلبها الذي أخيرا هزم مخاوفه و قامت بفرد أجنحتها بينما قام هو برفعها من خصرها الى الأعلى ف لفح الهواء بشرتها و تناثر شعرها پجنون بينما شعرت بالفعل بأنها تحلق بين الغيوم و قد كان هذا شعور أقوى و أعمق من أن تستطيع وصفه..
كانت تجلس بجانب شيرين التي كانت تعاني من آلام حادة في القولون و المعدة و قد قام الأطباء بعمل اللازم لها الي أن تجاوزت نوبة الألم الحاد ذلك وغفت بفعل هذا المحلول المغذي الموصول بذراعيها و قد كان كلا من طارق و مروان و سما ينتظرون في الغرفة بجانب همت التي كان القلق يأكلها من الداخل علي طفلتها 
بقولكوا ايه انا هنزل اجيب حاجات من الكافيتريا . حد عايز حاجه اجبهاله معايا 
هكذا تحدث مروان مفرقا نظراته بينهم فأجابته همت بامتعاض
ليك نفس تاكل اوي يا خويا. 
ناظرها مروان ب تخابث و قال بنبرة خاڤتة مستفزة 
ھتموتي مني انا عارف بس انا قاعد علي قلبك ..
تحدثت شيرين بنبرة خاڤتة
ماما خليهم يخرجوا و هدي النور دا مش عارفه انام ..
تحرك طارق ناصبا عوده وهو يقول بخشونة 
لو احتاجتي حاجه يا عمتي كلميني احنا قاعدين في الكافيتريا تحت..
خرج الجميع و بعد مرور خمس دقائق تفاجئت همت بشخص ملثم يفتح باب الغرفة و يقوم بغلقه بالمفتاح من الداخل فخرجت منها شهقه قويه و صاحت پذعر 
حرااامي الحقونا..
تحركت شيرين من مخدعها وهي تحاول تهدئه همت قائلة 
اهدي يا ماما دا مش حرامي..
كانت همت بواد آخر وهي تقف أمام ذلك الذي لم تتغير ملامحه بعد كل تلك السنوات بل ازدادت وسامته بقدر تلك الشعيرات البيضاء التي لونت ذقنه و رأسه و كما لم يتغير احساسها به وكأن ما مضى لم يطمس عشقها الجارف نحوه .
ناجي ! 
لسه بحب اسمي منك يا همت!
في الاسفل خرج طارق إلي باب المشفى وهو يتحدث بالهاتف قائلا 
كل اللي قولناه حصل بالحرف الواحد . و زمانه فوق معاها دلوقتي..
يتبع.

انت في الصفحة 4 من 4 صفحات