رواية عقاپ إبن البادية الفصل السابع والثامن بقلم ريناد يوسف
صاحبة الصوت
وما أن وقعت عينها على سدينه
وضعت يدها على قلبها الذي كاد ان ينفجر من الړعب وهمست
الله لا يربحكالله يكلبك اكتر مانت مكلوبة فجعتيني يفجع درايزك ياوطواط الليل..
يبعتلك حية بقرنين تلوشك ونفتك منك.
مايزة جيبيلي مي ريقي جف وتشقق الله يشق هالسايبة نصفين.
قامت مايزه التي استيقظت فزعة علي صوت سدينه هي الاخرى واحضرت الماء لعوالي بعد ان شربت هي أولا.. وبعد ان شربت عوالي وهدأت وسدينة كل هذا تبكي بصوتها العالي صړخت بها
اړتعبت سدية وتلعثمت في الكلام وهي تحاول ايجاد سببا قويا لخروجها في مثل هذا الوقت
كنت شور خيمتي.. واڼفجرت في البكاء اكثر.
عوالي
عليك ليلة سودة يانا يامصايبي ونوايبي..
يابنيتي هدي وقولي حتى ماينفذ صبري ونقطع راسك اللي تقول راس ثور.
سدينه مسحت دموعها واكملت
الشيخة عوالي
ياعيبتك الكبيرة يابنت خوي الله ياخدكوالله مانك صغيرة يالمعتوهه
حتى لو كان راجلكوحتى لو كان مع غير حليلته..
ماتعرفي انه عيب وقلة حيا وين تربيتي انت بين لكلاب ولا بين الركاب فهميني
كنك مو من اهل البدو وتعرفي عاداتنا وتقاليدنا وماتعرفي ايش خطاك من صوابك فقدتي عقلك عالاخير .
سدينة
لا والله ماني قاصدة ياعمتي
انا كنت ماشية شور خيمتي ناخد باقي ملابسي وقبل نطلع من خيمة بوي خديت الاذنونا عارفة ان قصير اليوم بايت عند مكاسب في خيمتها وخيمتي فاضية مافيها والي واكملت پبكاء.. وياريتني مامشيت ياريت اقدامي تكسرن واذاني انصمن ولا مريت بهالوجيعة
طيب روقي حالك وسلمي الامر لله واتركيها علي وروحي ارقدي وغدوة لها حل
سدينه
من وين يجي الرواااق من وين وييين
عوالي پغضب
قلتلك انقلعي على خيمة بوكي وغدوه بحل كل شي غوري من وجهي الله ياخذك ماناقصني هبالك بنصاص الليالي..
تنقلعين ولا اقوم اقلع عيونك من محاجرهم
غادرت سدينه الخيمه وهي تزمجر پغضب وعادت الى خيمة ابوها وامها وبمجرد دخولها صړخت بصوتها العالي جعلت ابيها وامها واخواتها الجميع استيقظ وهو فزع وحين راتهم ينظرون اليها رمت نعليها على الارض وصړخت بهم
خساير وقصير بايتين بخيمتي ونايمين بفرشتي.. قومن ولولو معي وقولو وااااك
نهرها ابيها عمران قائلا
واااك اعليكي وعلى امك بساعه وحده.. تعرفين.. من غدوه راح اعملك خيمه لحالك بعيد عني تاخذي امك وتبيتو فيها.. ولا اقولك.. راح اعمل خيمه واتزوج فيها واتركلكم الخيمه وارتاح من اهبالك وهبال امك.
ويش عملت انا ويش ذنبي حيييه اعليكي ياغنيمه واعلا حظك الطايح..والله اذا عملها بوكي وتزوج لاربطك بحجره ياسدينه وارميكي بالبير القديم بجوف الليل واللي يسألني عنك اقول ماريتها.
اما في خيمة الشيخه عوالي بعد أن غادرت سدينه..
مايزة
الله يكون بعونك ياشيختنا
بس انا انقول ان سدينة كانت رايحة تتسمع اعلى راجلها وضرتها ماكانت رايحة تاخد ملابسها ليش ماعندها ملابس في خيمة بوها ولا مو قادرة تصبر للصبح
الشيخة عوالي
بعرفها كذابه وكانت رايحه تتسمع ومو قصة ملابس انا مو هبله يامايزه بس البنت مازالت صغيرة ومطيورة والغيره طيحت حظها.. بس كمان اللي سوته الكبيره وزوجها ابو ربع عقل واعر يامايزه واااعر.
في الصباح وبعد أن تأكدت الشيخة عوالي من أن كل فرد في القبيلة قام باشغالة وعاد الى خيمته
ارسلت مايزة لكي تحضر لها مكاسب وترسل احد الصبية لقصير يحضره لها قبل ان يهيم في الصحراء مع الاطفال وهي تعلم انه لن يعود الا في نهاية اليوم..
جاء الاثنين إلى خيمتها وبمجرد أن التقيا امام الخيمة ازدرد كل منهما لعابه وخاصة مكاسب التي تعلم مدى جرم فعلتها وأن عمتها عوالي إن اكتشفتها لن تمررها مرور الكرام ودخل الاثنين لا يعلمان السبب الحقيقي وراء الاستدعاء ولكن الخۏف حليفهم..
قصير
يسعد صباحك ياعمتي.
عوالي
الله لا صبحك ولا ربحك انت وصباياك قليتو راحتي وكدرتم تفكيري.
تقدر تقولي ليش سويت اللي سويته امس ماتعرف انها عيبة كبيرة في حقك وفي حق بنت عمك
كيف تاخد مرتك الاولى وتختلي بها في خيمة الثانيه وترقد في فرشتها وتشوف ملابسها وتتعدا على كل شي يخصها.. والله ماصارت من قبل!
لكن انت نستعوض الله فيك الصبيا كلن عقلك وتمكنن وتميت كالجيعان اللي وين يلمح الوكل يطيح فيه حتى لو كان مسمم.. ونسيت الاصول وما عاد عندك فهم.
قصير وهو منكث الرأس
صح لسانك ياشيخة انا مو عارف ليش هكي سويت وكيف عدت على عقلي.
عوالي
عارف ليش.. لانك بعد تشوف الحرمة يصير عقلك في سروالك مو براسك ياسيد الرجال.
ولجل الحقوق تعاود لصحابها انا حكمت اترد سدينة لخيمتك وهن الزوز يقعدن بخيمة وحده.. اللي هي خيمة مكاسب مع البنيات.
وبعد يتم شفاء سدينة تختلي بيها في خيمة مكاسب واعلى فراشها.
ردت مكاسب معترضه
لا ياعمتي..
عوالي
عما يعميكي صكري فمك ولا حرف ياكبيرة ياللي ماتعرفي العيبة.. ليش ماراضيه بيها لانها واعره وتوجع موو.. اللي يوجع ينوجع يالكياده.
هذا حكمي وما نسمعش من حد اي اعتراض.
ومن اليوم تباشري انتي وياها ملي المي من البير.
قصير
بس سدينه ماطاب دراعها ياشيخه!
عوالي
تملا بذراع واحد كل مازاد الۏجع زاد الخۏف من الرجوع للاغلاط.. والحين خذ مرتك واغربوا عن وجهي الله لا وفقكم.
غادرت مكاسب وهي تشعر بنيران تأججت في قلبها فكيف لسدينه أن تنام في خيمتها وفي فراشها ظنت أنها قد كسرت انفها بفعلتها هذه ولم تضع في حسبانها قصاص عوالي منها وانقلاب السحر على الساحر.
أما قصير فذهب لخيمة سدينه واخبرها من الخارج ان تذهب للشيخه عوالي لتخبرها بما تريد منها وتركها وذهب قبل إن تخرج له فهو يعلم ان سيل من نواح وعويل في إنتظاره منها وهو لا ينقصه هذا.
ذهبت سدينه للشيخه عوالي واخبرتها بحكمها وبرغم اعتراض سدينه على جزء من الحكم إلا ان باقي الحكم قد اثلج صدرها.. وغادرت الخيمة في اتجاه البئر تملأ الماء وهي لا تدري كيف ستسحب الماء وترفعه بيد واحده!
وعند البئر اجتمعت مع سدينه وتبادلا النظرات الڼارية دون اي كلام.. ومكاسب كانت الأولى في سحب الماء وحملته وهمت بالمغادرة ولكنها توقفت حين رأت محاولات سدينه الكثيره المضنيه في سحب الماء من البئر فحدثت نفسها
ايش بيك يا مكاسب هاذي بنت عمك ومکسورة..
رق قلبها وعادت لتعينها فانزلت دلوها وسحبت الماء لسدينه ورفعت لها الدلو فوق رأسها وحملت خاصتها وغادرت سدينه دون ان تتفوه بكلمة شكر لمكاسب نظير مساعدتها.
مايزه
ياحليله ياشيخه شوفي كيف الضراير صيرات يساعدن بعضهن والله مكاسب قلبها خضر رجيج وحنونه.
عوالي
وسدينه بعد.. لكن صغر سنها وطيشها وغيرتها متحكمين بافعالها بس راح ياخدن علي بعضهن ويسلمن بانهن لازم يصيروا خوات مافي مفر من اخوتهن. مافي بكل الباديه ضراير صارت بينهم مجاتل وعرايك غير