الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية في قبضة الاقدار الفصل الثاني عشر بقلم نورهان العشري

انت في الصفحة 3 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

فهاخد تاري من أعز حاجه عنده . و زي ما كسروني هكسر قلبهم كلهم .
صدمت همت من ذلك الجبروت الذي إرتسم علي ملامح ابنتها و ذلك الحديث الذي يقطر كرها و ضغينه فقالت برفق 
سما يا بنتي إيه إلي أنتي بتقوليه دا أنتي عمرك ما كنتي كدا . طول عمرك هاديه و طيبه و بتحبي للخير للناس كلها . أوعي تغيري طبيعتك الطيبه عشان صډمه مريتي بيها في حياتك . دانتي لسه صغيرة و زي القمر و ألف مين يتمناكي ليه تعملي في نفسك كدا !
ناظرت والدتها بمرارة تجلت في نبرته حين قالت 
مش أنا إلي عملت في نفسي كدا يا ماما . هما إلي شوهوني و أذوني من غير ما أعمل فيهم حاجه . و أنا مش هسيب حقي أبدا ..
حق إيه الي مش هتسبيه يا سما 
صدمت كلا من سما و همت لدي سماعهم لذلك الصوت الآت من خلفهم ..
كانت فرح تحتسي فنجان قهوتها الذي أعدته حتي تسيطر علي ذلك الصداع الذي كان يقيم إحتفال في رأسها مما جعلها تقوم بفك مشابك شعرها لتتركه منسدلا فلم تكن تتحمل أي شئ و توجهت تقف أمام النافذة تنتظر قدوم شقيقتها التي أخبرتها الخادمه بأنها بغرفة السيدة أمينه و حين سمعت ذلك رغما عنها شعرت بنغزة مؤلمھ في قلبها من أن تمس تلك السيدة شقيقتها بسوء و ودت لو تذهب للأعلي حتي تتدخل أن حدث شئ و لكنها تراجعت بآخر لحظه و آثرت الإنتظار حتي لا تظهر بمظهر الأخت المتسلطه التي تتدخل بشئون شقيقتها و لكن الإنتظار كان أكثر ما تكرهه في حياتها لذا قامت بوضع الفنجان من يدها و إلتفتت لتناول دبابيس شعرها حتي تعيد إحكامه من جديد و لكنها تفاجئت بجنة التي فتحت باب الملحق و أغلقته خلفها و كل خليه من جسدها ترتعش يصاحبها دموع فياضه أغرقت مقدمه صدرها و الذي كان ينتفض بين ضلوعها فمظهرها كان مذري و كأنها آتيه من الچحيم فانتفضت فرح و هرولت إليها ټحتضنها بقوة و هي تقول بلهفه 
حصل إيه يا جنة 
كانت ترتجف بشده في أحضان شقيقتها و هي تقول بتلعثم من بين شهقاتها 
مشيني . من . هنا . يا فرح .. أرجوكي مش . عايزة . أقعد .هنا .دقيقه . واحده . حاسه . إن . روحي . بتروح .
شددت فرح من إحتضانها بينما يدها أخذت تمسد خصلاتها بحنان تجلي في نبرتها حين قالت 
أهدي يا حبيبتي. أهدي .. مټخافيش من حاجه طول مانا جمبك ..
لم تزد في الحديث و لكنها تابعت تهدئتها بالأفعال فأجلستها علي الأريكه و جلست بجانبها تحاول تهدئتها إلي أن شعرت بإنتظام أنفاسها و إستقرار ضربات قلبها و سكون جسدها فقالت بنبرة رقيقه 
جنة 
أجابتها جنة پقهر تجلي في خيط من الدموع إنساب من طرف عيناها و هي تقول 
أول مرة أجرب الذل و المهانه يا فرح ! أول مرة أعرف حجم المصېبه إلي وقعت نفسي فيها بغبائي . أول مرة أتمني الأرض تنشق و تبلعني. 
آلمتها كلمات جنة للحد الذي جعل غصه قويه تحتل يسارها فواصلت تمسيد شعرها و قالت بلهجه قويه 
ما عاش و لا كان إلي يهينك و لا يزلك يا جنة ليه بتقولي كدا 
زفرت الهواء المكبوت في صدرها دفعه واحده قبل أن تقوم بسرد ما حدث بينها و بين

انت في الصفحة 3 من 8 صفحات