رواية وبها متيم انا الفصل السادس والثلاثون بقلم امل نصر
السيارة يأمرها بحسم قائلا
مدام عارفة ايه لزوم الرغي اخلصي ياللا هما دقيقتين مش هيزيدوا.
توقفت سيارة الأجرة على جانب الطريق ليترجل منها العم كريم بعد انتهاء نوبة عمله تاركا السيارة الفخمة لأصحابها كان حاملا على يديه متطلبات المنزل من فواكه وخضروات وبقالة يخترق الطرقات الملتوية الصغيرة من زقاق لاخر مسافة ليست ببعيدة ولكن ما يصعب الأمر هو الصعود والهبوط على الأرض الغير سوية بالإضافة إلى الظلام الذي يقابله كثيرا في عودته ليلا مما قد يجعله عرضة لقطاعي الطريق ومعتادي الإجرام.
بسم الله الرحمن الرحيم انت مين
تمتم بها بصوت مرتعش يشعر ببوادر ازمة قلبية من الړعب الذي شل اطرافه وعقله يخبره أنه من أحدهم تكلم الاخر وهو يكشف عن وجهه الملثم.
شهق العم الكريم يسحب أنفاس كثيفة بخشونة ليستعيد ثباته قبل أن يتمالك ليدفعه بكفيه محتجا
روح يا شيخ الله يلعنك كنت هتجيبلي سكتة قلبية بعبطك ده إنت اټجننت
ضحك بسماجة وهو يرخي قبضته عنه يقول باستظراف
معلش يا اسطا جات شديدة عليك دي بس اعملك ايه بقى ما انا ملقتش طريقة تانية عشان اقابلك ولا انت كنت هتوافق يعني لو دخلت استنيتك في بيتك.
هتف بها ليتابع موبخا رغم الزعر الذي كاد يشل اطرافه
طب كنت اعملها يا حامد عشان كنت بلغت عنك وخلصت من خلقتك انت ايه اللي جايبك اساسا
الهوا هو اللي جابني.
اردف بها حامد ساخرا ليضيف
دي برضوا مقابلة يا عم كريم تقابلني بيها وانا اللي اديتك الأمان عشان اجي اقابلك وابلغك باللي طالبه منك.
ازداد انفعال الرجل ليهتف بسخط
تغيرت نبرة الاخير ليرد بلهجة راجية
ايوة جاي اطلب منك يا عم كريم عشان بصراحة بقى انا معنديش حد اثق فيه يوصل الأمانة دي لأهلي
ارتد الرجل للخلف بړعب فور أن وقعت عينيه على الظرف الممتلئ بالنقود ليزداد ارتجافه حتى خرج صوته بلعثمة وارتعاش
ضحك بخشونة مرددا
طلعتلك من الضلمة ولا انت مش واخد بالك
اكمل بضحكه الساخر ليزيد من حنق الرجل والذي يأس منه فتحركت أقدامه للخلف ينوي المغادرة قائلا
طب يا خويا خليك في الضلمة اللي جيت منيها أنا معايا عيال عايز اربيهم.
انا مليش دعوة بالواد ده انا راجع لولادي.....
اوقفه كبيرهم بأشارة من كفه قائلا
احنا عارفين ومراقبين من بدري زوق عجلك انت يا عم كريم وبرضوا لا شوفت ولا سمعت بأي حاجة.
ابدا والله ما هتكلم عمري ما هتكلم .
ردد بالكلمات الرجل وهو ينسحب من البيت المظلم ليهرول هاربا إلى منزله والذي توقف بمدخله فور أن دلف إليه ليشرئب برأسه نحو الخارج بفضول دفعه للمعرفة ليصعق برؤية حامد محمولا على كتف أحد الرجال كخرقة بالية يذهبون به نحو سيارتهم التي كانت مركونة في مكان قريب مشهد اقشعر له بدنه وهو يعلم بما ينتظره.
تعالى اقعدي يا مودة.
تفوه بها الضابط عصام امرا بلطف فاستجابت له باحترام لتجلس